أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، ضرورة الاستفادة وتبادل المعلومات والأفكار والخبرات واستعراض التجارب مع بيوت الخبرة وذوي الاختصاص في مجالات التراث والثقافة بما يحفظ الهوية البحرينية. وقالت إن هذه الهوية كان لها نصيب من التأثير على حضارات العالم من خلال الموقع الاستراتيجي للبحرين التي شكلت معبراً مهماً يربط قارة آسيا بقارات العالم. وأشادت لدى افتتاحها المؤتمر الإقليمي “عصور ما قبل التاريخ وفجر الحضارات في المنطقة العربية” الذي تنظمه وزارة الثقافة ما بين 28 أبريل و2 مايو في إطار فعاليات المنامة عاصمة للثقافة العربية، بما توليه البحرين من اهتمام خاص بالتراث العالمي في جزئه الخاص بترميم الأماكن التاريخية وتسجيلها عالمياً، لتكون شاهداً أمام العالم أن المملكة كانت مهداً لحضارات يرجع تاريخها لآلاف السنين. وثمنت سموها الدور الكبير لوزارة الثقافة من خلال التحديث والتطوير المستمر للبرامج والبنى التحتية، ليكون للثقافة دورها الفاعل في التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، بما يتناسب مع احتفالية البحرين عاصمة للثقافة العربية 2012. وأعربت صاحبة السمو الملكي عن أملها أن تسهم احتفالات البحرين هذا العام باختيارها عاصمة للثقافة العربية، في تعزيز الصورة الإيجابية للحراك الثقافي والفكري في البحرين الذي كان على الدوام أحد أهم مميزاتها. من جانبها أكدت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، أن البحرين سعت منذ فترة طويلة امتدت لما يزيد عن نصف قرن، لدعم برامج البحث والتنقيب والتوثيق لآثار وشواهد الحضارات القديمة التي عرفتها المنطقة مثل حضارة دلمون وتايلوس، وما سبقها من حضارات ليس لها شواهد أو بقايا أثرية واضحة كموقع جبل الدخان الذي يرجع لحقبة ما قبل التاريخ. وأضافت أن الإدارات المعنية بالآثار عملت على توثيق الكشوفات المختلفة والمقتنيات وعرضها في متحف البحرين الوطني ومتحف قلعة البحرين، مشيرة إلى أن معروضاته تعكس تسلسل الحضارات في موقع القلعة، وتشرفت البحرين عام 2005 بتسجيلها على قائمة التراث العالمي. ولفتت وزيرة الثقافة إلى أن البحرين التزمت بالمساهمة في تنفيذ اتفاقية التراث العالمي في المنطقة العربية، عبر إنشاء المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، الساعي ضمن برامجه المختلفة للتركيز على مساعدة الدول العربية في حماية مواقع التراث العالمي، وتنقيح القوائم التمهيدية ضمن مساعي تسجيل المواقع على قائمة التراث العالمي، ومن بينها مواقع ما قبل التاريخ والحضارات المبكرة. وعُرض خلال الحفل فيلم “الرحلة الكبرى” للكاتب والصحافي الفرنسي باتريك دي كارلس. ويهدف المؤتمر إلى التوعية بأهمية زيادة البحوث والدراسات والتنقيبات لمواقع عصور ما قبل التاريخ وفجر الحضارات في المنطقة العربية، والتشجيع على ضم عدد أكبر لمواقع عصور ما قبل التاريخ على القائمة التمهيدية لإدراجها على قائمة التراث العالمي، وتطبيق الإجراءات المناسبة لحماية هذه المواقع وإدراجها ضمن برامج التنمية المستدامة وإعداد قاعدة بيانات حولها. ويناقش المؤتمر عدة محاور تتناول الوضع الراهن لمواقع ما قبل التاريخ، والمشاكل والتحديات والإمكانات للمواقع المسجلة على قائمة التراث العالمي، وعرض مواقع مختارة من العالم، والتوصية بإدراج مواقع عربية على القائمة التمهيدية للتراث العالمي. ويشارك في المؤتمر ممثلون عن إدارات الآثار في الدول العربية وخبراء ومختصون في فترات عصور ما قبل التاريخ وفجر الحضارات في المنطقة العربية وخبراء اتفاقية التراث العالمي.