قالت مصادر نفطية مطلعة إن السعودية لا ترى حاجة لعقد قمة لرؤساء الدول المنتجة للنفط، ما لم تكن مثل هذه المناقشات ستسفر عن إجراء ملموس لدعم أسعار الخام. وأشارت المصادر إلى أن السعودية ترى أنه من الأفضل عدم التدخل في سوق النفط في الوقت الحالي.
ونقلت "رويترز" عن المصادر نفسها قولها: إن "الرياض" قلقة من أن يكون لمثل هذا الاجتماع أثر سلبي على السوق إن لم يتمخض عن نتيجة ملموسة، بحسب صحيفة الاقتصادية.
جاءت هذه التصريحات عقب اجتماع لوزراء نفط دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة، الذي جرى فيه مناقشة اقتراح فنزويلا لعقد قمة للدول الأعضاء في أوبك والمنتجين خارجها، إضافة إلى موضوعات تتعلق بالسوق النفطية والاستثمارات في المنطقة.
وفيما لم يكن انخفاض أسعار النفط في الفترة الأخيرة على جدول أعمال الاجتماع قالت المصادر إن الفرصة كانت متاحة للوزراء لطرح بعض الآراء بشأن أوضاع السوق. وأكد محمد السادة وزير الطاقة القطري في كلمته الافتتاحية أهمية تطوير قطاع الطاقة في دول الخليج العربية فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار الاقتصادي ورفع مستويات معيشة مواطني منطقة الخليج.
وقال السادة إن منتجي النفط الخليجيين سيواصلون الاستثمار للحفاظ على إمدادات عالمية مستقرة من الطاقة، مشيراً إلى أن العالم يعرف جيدا أن دول مجلس التعاون الخليجي شريك موثوق به لا يدخر جهدا ولا استثمارات لتأمين مصدر مستقر للطاقة من أجل دفع عجلة الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن دول الخليج ستبقى- بإذن الله - على هذا المسار.
وتراجعت أسعار النفط بأكثر من النصف منذ أن بلغت ذروتها في صيف العام الماضي بسبب وفرة الإمدادات وتغير في سياسة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لصالح الحفاظ على حصتها في السوق بدلا من خفض إنتاجها لدعم الأسعار. وفي الشهر الماضي انخفض سعر النفط إلى أدنى مستوياته في أكثر من ست سنوات، مقتربا من مستوى 42 دولاراً للبرميل بسبب مخاوف تتعلق باقتصاد الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم واستمرار الزيادة في المعروض.
ودفعت الانخفاضات الأحدث في أسعار النفط بعض أعضاء أوبك للدعوة إلى عقد اجتماع طارئ للمنظمة، وأشارت مصادر إلى أن السعودية لا ترى حاجة لعقد هذا الاجتماع إذا لم تكن نتيجته واضحة.
رأي الخبراء
وعلق مختصون نفطيون على نتائج اجتماع وزراء النفط الخليجيين في الدوحة، مشيرين إلى أنه يجيء في توقيت دقيق في ظل حالة عدم الاستقرار بالسوق وأن هذا الاجتماع يمكن أن يبلور عددا من الرؤى المستقبلية الجيدة، التي تدعم استقرار السوق، بشرط أن يتعاون جميع المنتجين في تحقيق هذا الهدف، سواء الأعضاء في "أوبك" أو خارجها. وبحث الاجتماع الذي يضم دول مجلس التعاون الخليجي وهي السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان أسعار البنزين المحلية والتغيرات المناخية والتعاون في مجال الطاقة المتجددة.
وقال سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبي، إن اجتماع وزراء نفط الخليج يحتل أهمية كبيرة فهو شبه اجتماع مصغر لأوبك يضم أهم المنتجين، ويمكن أن يكون بداية لقرارات تدعم الصناعة والاستثمار في هذا المجال، مشيرا إلى أن السوق يتطلع إلى مزيد من الدعم للأسعار وتحقيق الاستقرار بعد فترة غير قصيرة من التقلبات والانخفاضات الحادة والقياسية السابقة.
وأشار جرلاخ إلى أن التأكيدات الخليجية بشأن الاستمرار في الاستثمار في القطاع النفطي مهما تراجعت الأسعار يمثل رسالة طمأنة للأسواق حول تأمين الإمدادات وإن حالة وفرة المعروض الحالية لن يعقبها حالة ندرة في المعروض، ومن ثم ارتفاع مبالغ فيه في الأسعار.
ويقول رالف فالتمان المختص النفطي من شركة "إكسبرو" للخدمات النفطية، إن الاجتماع أولى أهمية كبيرة لتنشيط الاستثمار، وهي القضية الملحة حاليا، مشيرا إلى أن فرص الاستثمار الناجح باقية بالرغم من الظروف الراهنة ومن التراجع الحاد للأسعار، ويجب أن يسعى المستثمرون إلى اقتناص الفرص عالية الربحية وهو الأمر الموجود في عديد من الأسواق، التي تتسم بانخفاض مصروفات الإنتاج.
وأشار فالتمان إلى أنه لا ضرر من أن نؤجل بعض المشروعات عالية التكلفة مثل الإنتاج في المياه العميقة في ظل التركيز على الأسواق الناشئة والواعدة في آسيا وإفريقيا وأظن أن هذه هي استراتيجية أغلب المستثمرين حالياً.