الملك سلمان: ملك السعودية يتشرف بأن يكون خادم الحرمين
الرياض: الرياح الشديدة سبب سقوط الرافعة داخل الحرم
أمير مكة المكرمة يأمر بفتح تحقيق في الحادث


الرياض، مكة - (وكالات): تفقد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء أمس، موقع حادث سقوط الرافعة إثر عاصفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة الذي أدى إلى وفاة 107 أشخاص وإصابة 238، وتجول في أرجاء المسجد الحرام التي تضررت من الحادث، كما زار المصابين في مستشفى النور بمكة. وأكد الملك سلمان أن «السعودية في خدمة الحرمين الشريفين، وأنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيق في الحادثة، وزيارته لتفقد ما حدث ومعرفة أسباب الحادث». وقال إن «السعودية يتشرف ملكها ليكون خادم الحرمين الشريفين»، مقدماً عزاءه «لذوي الشهداء وأرجو لهم المغفرة والرحمة».
وفي وقت سابق، طمأنت المملكة العربية السعودية، العالم الإسلامي، بأن الحج لن يتأثر جراء الحادث، قبل نحو 10 أيام على بدء موسم الحج، فيما تلقى خادم الحرمين الشريفين، التعازي في ضحايا الحادث، وذلك عبر اتصالات هاتفية تلقاها من رؤساء وزعماء. وقالت السعودية إن الأحوال المناخية والرياح الشديدة هي التي تسببت في سقوط الرافعة. وقال مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان العمرو لقناة العربية «الحقيقة كما تعلم أن هناك حالة مناخية مرت بها مكة المكرمة خصوصاً مدينة الطائف ومكة أيضاً وكان ملازماً لهذه الحالة أمطار غزيرة إلى جانب رياح شديدة كانت سرعتها غير طبيعية أدت إلى اقتلاع بعض الأشجار واللوحات إلى جانب سقوط الرافعة وبالتالي نتج عدد من الوفيات والإصابات». وتقوم السلطات السعودية بالتحقيق في أسباب الحادث. ويتزامن ذلك مع مهلة يومين منحها مستشار خادم الحرمين الشريفين لرئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل للجهات المختصة، من أجل الانتهاء من ترميم المواقع التي تأثرت بعد سقوط الرافعة.
وهذا يعني أن الانتهاء من الترميم سيكون غداً الإثنين، الذي من المتوقع أن يصادف أول أيام ذي الحجة، ويكون اليوم الأخير في استقبال الحجاج من خارج السعودية، الذين شارف عددهم على مليون حاج، وفقاً لأحدث إحصائية نشرتها وكالة الأنباء السعودية «واس».
ورغم قوة حادثة سقوط رافعة الحرم عند الساعة الخامسة عصر أمس الأول، أي قبيل أذان المغرب بتوقيت مكة المكرمة، فإنها لم تمنع الزائرين للحرم من أداء صلاة المغرب، وأيضاً من تأدية الصلاة التي تتلوها بساعة وهي صلاة العشاء، ومن ثم صلاة فجر أمس. وهذا ما أظهره التلفزيون السعودي الذي ينقل الصلوات مباشرة من المسجد الحرام، إذ لم ينقطع عن البث من هناك بعد وقوع الحادثة. وهذا يدل بشكل رسمي على أن الحادثة لن تعوق الحجاج عن تأدية مناسكهم لحج هذا العام، ويفند ما أثير حول ذلك، وزاد الأمر تأكيداً عندما أعلن الأمير خالد الفيصل تكفل الدولة بتنقل الحجاج المصابين جراء الحادث بين المشاعر عبر سيارات إسعاف عالية التجهيزات.
وفي تصريح لمسؤول سعودي ورسالة اطمئنان، أكد أن مناسك الحج ستجري كالمعتاد، مضيفاً أن «الحادث لن يؤثر على موسم الحج هذه السنة وسيتم إصلاح القسم المتضرر على الأرجح خلال أيام». وتوفي 107 أشخاص وأصيب 238 عندما سقطت الرافعة في باحة المسجد وسط رياح قوية
أمس الأول. وقالت إندونيسيا، أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، إن اثنين من مواطنيها قتلا في الحادث فيما أعلنت كل من ماليزيا وإيران جرح عدد من مواطنيهما. وفيما قدم قادة دول العالم تعازيهم أمر أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل بفتح تحقيق في الحادث.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن أحمد بن محمد المنصوري المتحدث باسم المسجدين قوله إن الرافعة سقطت عصر أمس الأول «نتيجة الرياح القوية والأمطار الغزيرة». وكان مئات آلاف الحجاج من أنحاء العالم قد وصلوا لأداء المناسك قبل نحو 10 أيام على بدء موسم الحج. ومن المتعارف عليه أنه أثناء تأدية مناسك الحج، لا يعرف الحاج المسجد الحرام إلا 3 مرات، الأولى عندما يبدأ تأدية طواف القدوم، وذلك قبل يوم التروية الذي يقضى في مشعر منى، والمرة الثانية يوم النحر وهو اليوم الذي يلي يوم عرفة، ويطوف حول الكعبة من أجل أن يتحلل من إحرامه، أما المرة الثالثة والأخيرة، وهو طواف الوداع، من أجل الانتهاء من تأدية مناسك الحج.