دعت جماهير سيجنال ايدونا بارك معشوقها المدرب يورجن كلوب بصورة كبيرة له وهو فرح يصفق، وكتبته كلمة واحدة بجانبه "دانكه" أي شكرا.

ولم يعرف بعد ان كانت الجماهير تشكره على السنوات السبع الجميلة التي قضاها بينهم، أما على النصيحة الجليلة التي قدمها ولهم وتمثلت في ترشيحه لمدرب مايز توخيل ليكون خلفا له.

كلوب كاد ان يحول مجموعة صغيرة من التلاميذ النجباء الى ابطال لاوروبا لولا الخدعة التي قام بها اريين روبين وانطلت على الحارس فانديرفيلير في النهائي الالماني الخالص الذي استسلم الفريق بعده لرياح اليأس والتغير فكانت النتائج الكارثية.

رحلة طويلة من الشك وعدم الثقة بالنفس انتهت في المرحلة الاخيرة عند حدود الظفر بالمركز السابع وهو نفس المركز الذي احرزه الفريق في الموسم الاول الذي استلم فيه كلوب دفة قيادة الفريق.

كاد اليوم الاخير م شهر تموز- يوليو الماضي ان يكون يوما حزينا على الفريق الذي واجه فريق سانت اندرا النمساوي لولا هدف يتيم سجله جوناس هوفمان، لكن مخاوف الانصار بددها الفوز الكبير في لقاء الاياب بخماسية نظيفة كان نصيب الارمني انريك مختاريان ثلاثة اهداف اعقبت هدفي رويس واوباميانج في الدور الثالث من تصفيات الاتحاد الاوروبي.

وجاء الخميس الثالث ليرسم مجددا المخاوف حين استقبلت شباك الفريق ثلاثة اهداف اول 22 دقيقة من مباراته امام اودغرين لاند النرويجي لكن الروح الوثابة في نفس مختاريان وكاغاوا واوباميانج جعلت الفريق يعود من النرويج بالفوز.

وتلك كانت اخر مره يعاني فيها فريق "النحلات" الذي تأسس يوم 19 كانون الأول- ديسمبر من العام 1909 فرحلة الاياب شهدت تسجيل سبعة اهداف منها ثلاثة لرويس وهدفين لشيجي كاغاوا الياباني وبالطبع مختاريان وكاندوغان، لكن ما الذي جلبه توخيل ليعيد الفريق للواجهة الاوروبية وبالطبع المحلية أيضا؟.

يستمتع اللاعبون بالاداء ويستمتع ايضا اوباميانج بلعب دور راس الحربة الصريح وتسجيله لثلاثة اهداف في ثلاث مباريات محلية ومثلها اوروبيا، دليل على ذلك، كما اعاد الفريق اكتشاف قدرات رويس وشينجي كاغاوا الذي تعذب في مانشستر يونايتد ولم يجد ذاته في موسمه الماضي مع كلوب الذي كا يعامل اللاعبين كمجموعة من الأصدقاء، يحملهم ويحضنهم ويشجعهم ويلاعبهم ويعطيهم الهدايا.

توخيل يمسك العصا من المنتصف، يمزح معهم ويعطيهم افكارا جديدة وهو بارع بذلك فقد كان يعطي محاضرات لرجال الأعمال، وعليه فيسهل التعامل مع اللاعبين، كما غير قليلا في لائحة الطعام وحتى الطاهي، وجلب معه محلل فيديو خاص يشرح لهم تحركاتهم وكل ذلك جعل الفريق يبدو وكأنه جلب 11 لاعبا جديدا.

حتى راموس سجل ضد هرتا برلين فلم يعد هناك لاعب في خطي الوسط والهجوم الا وسجل بعدما فعل ذلك حتى المدافع ماتياس هوملز ايضا بمرمى برلين.

وشهدت مباريات الفريق الأربعة في الدوري تسجيل 15 هدفا ودخل مرماه 3 أهداف، اما اوروبيا فقد سجل الفريق 17 هدفا وسجلت بشباكهم 5 فقط وكل ذلك يعطي فكرة عن حجم العمل والمتعة الهجومية التي يقوم بها الفريق الذي ستكون عثرته الوحيدة حتما دفاعه الذي لم يقوى بالشكل الكافي وسلوبديتش متذبذب القوة، وسوكراتيس كبر ما يعني ان الخبرة ممثلة به وبهاميلز موجودة لكن امام خصم سريع فان الامور ستكون في غاية التعقيد ويفترض ان يقوي جلب جو هو بارك الدفاع وان كنا نعتقد انه مميز في الشق الهجومي اكثر منه في الدفاع.

لكن الاجمل من كل ذلك انه تخلص من ظهيرا الجنب كيفين غروسكروتزكيفن غروسكورتز ويعقوب بلاشيكوفيسكي فهما سريعان جدا وموهوبان جدا لكنهما متحمسان جدا وكان يخلفان الكوارث ورائهما او يضيعان كرات سهلة وهذا ما تخلص منه الفريق هذا العام.

كما استفاد الفريق من اخفاقات ماريو غوتزه وروبرت لوباندوفيسكي مع بايرن ميونخ او قلة الاعتماد على الاول وتميز موللر ودوغلاس على الثاني ما يجعل هوميلز وكاندوغان ورويس يعدون للمليون قبل الرحيل عن المكان الذي يعطيهم، الحب والحنان والتشجيع وهذا يتماشي مع شعار الفريق "Echte Liebe" الذي يعني باللغة العربية الحب الحقيقي.