حلت أمس الذكرى الثامنة والخمسين لوفاة الفنان القدير سراج منير عن عمر ناهز 53 عاما وهو واحد من الفنانين الذين ضحوا بالكثير من أجل الفن فقد ترك دراسة الطب من أجل مهنة لم يكن لها احترامها في ذلك الوقت خاصة بين أبناء الطبقات العليا في المجتمع آنذاك.

ولد في يوم 16 أغسطس عام 1901 واسمه الحقيقي سراج منير عبد الوهاب، والده هو عبد الوهاب بك حسن وكان مديرا للتعليم في المعارف، ومن أخوته المخرجان السينمائيين حسن وفطين عبد الوهاب.

الفنان الراحل درس في المدرسة الخديوية، وكان عضواً في فريق التمثيل بها، سافر إلى ألمانيا وهناك حدثت تطورات غيرت مسار حياته فقد كان المبلغ الذي ترسله له أسرته قليلاً، مما جعله يفكر في البحث عن مصدر آخر يزيد به دخله أثناء الدراسة.

تعرف عليه مخرج ألماني فسهل له العمل في السينما الألمانية مقابل مرتب ثابت. وبدلاً من العكوف على الدراسة، أخذ يطوف استوديوهات برلين، عارضاً مواهبه حتى استطاع أن يظهر في بعض الأفلام الألمانية الصامتة، وانصرف عن دراسة الطب.

وفي ألمانيا التقى سراج منير بالفنان محمد كريم، حيث درسا الإخراج السينمائي معاً، وبعد عام واحد في برلين، انتقل إلى ميونخ حيث كان يوجد أكبر مسرح في ألمانيا، وكان معه في تلك الفترة الفنان فتوح نشاطي.

اول ادواره

وبعد عودته إلى مصر، عمل سراج منير مترجماً في مصلحة التجارة، لكنه انضم لفرقة يوسف وهبي ثم للفرقة الحكومية، بعدها اختاره صديقه محمد كريم لبطولة فيلمه الأول “زينب” الصامت عام 1930، أمام الفنانة بهيجة حافظ، وكان هذا أول أدواره في السينما.

حكم قراقوش

واتجه سراج منير إلى ميدان الإنتاج، واختار قصة وطنية تصور حقبة من تاريخ مصر وتعالج الفساد والرشوة التي عاشت فيها البلاد، فكان فيلم “حكم قراقوش” عام 1953، والذي تكلف إنتاجه أربعين ألفاً من الجنيهات، بينما إيراداته لم تتجاوز العشرة آلاف.

مما اضطر سراج منير من أن يرهن الفيلا التي بناها لتكون عش الزوجية مع زوجته الفنانة ميمي شكيب وقد أصابته هذه الخسارة والصدمة بالذبحة الصدرية وهو في تمام عافيته.

زواجه من ميمى شكيب

تزوج من الفنانة ميمي شكيب عام 1942، واستمر زواجهما قائما حتى رحل الفنان عن الحياة .

واعتبر هذا الزواج في وقته أحد أقوى الارتباطات الفنية حيث كان زواجا مبنيا على التفاهم والحب والاحترام بين النجمين الكبيرين في تلك الفترة وخاصة أنه استطاع التغلب على العديد من الصعاب التي واجهت الزوجين وأهم هذه الصعاب ماتردد بقوة عن المعاناة الكبيرة التي عاشها الفنان الكبير سراج منير لفترة طويلة محاولا اقناع أسرة ميمى شكيب التي كانت رافضة إتمام هذا الزواج بشده وإن كنا لاندرى السبب وراء ذلك حتى الآن.

ومن أشهر الأفلام التي جمعت بين النجمين الكبيرين وكانا في معظمها يجسدان دور الحبيبين أو الزوجين، نذكر “الحل الاخير” عام 1937 و”بيومى افندى” عام 1949 و”نشالة هانم” عام 1953 و”ابن ذوات” و”كلمة الحق” عام 1953.

عرف عن سراج منير ثقافته العالية وإدمانه للقراءة، وكان من أكثر الفنانين إلماماً بقواعد اللغة وأصول النحو والصرف، وكان واحداً من اثنين أو ثلاثة من الممثلين ممن لايخطئون لفظ أدوارهم، خصوصاً في المسرحيات المكتوبة بالعربية الفصحى، وكان الممثلون والممثلات يلجئون إليه لضبط أواخر الكلمات في أدوارهم.

وفي يوم 13 سبتمبر من عام 1957 توفي الفنان الكبير وهو في قمة عطائه ليترك تراثا فنيا كبيرا وكان من أشهر أعماله فيلم عنتر ولبلب، البؤساء، ملاك الرحمة، أسير الظلام وغيرها من الأعمال.