جواز السفر السوري هو الأغلى لكل من يريد اللجوء إلى أوروبا، وبعد كشف الاتحاد الأوروبي عن الكثيرين ممن انتحلوا الجنسية السورية للحصول على اللجوء، قرر صحافي هولندي يدعى هارالد دورونبوس أن يختبر التجربة بنفسه للحصول على جواز سفر سوري، والمفاجأة كانت أن جواز السفر جاء بصورة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، وأصبح اسم رئيس الوزراء مالك أحمد رمضان، من مواليد دمشق 1971.
والموضوع تم بلمحة عين تقريباً، إذ قال الصحافي الهولندي إنه حصل على رقم أحد المزورين، ودفع 750 يورو، وبعد 40 ساعة حصل على جواز السفر، حسب ما نشرت صحيفة "نيو ريفيو" الهولندية.
وفي تركيا هذه الأيام، جواز السفر السوري هو الأغلى، وعلى كل سوري أن يحافظ على جواز سفره أكثر من الحفاظ على حياته نفسها، لأنه بمجرد ضياع هذه الوثيقة التي تثبت جنسيته فإنه أضاع فرصة اللجوء تقريباً، ومعروف أنه في خضم موجة الهروب ومحاولة اللجوء التي غطت على الأخبار العالمية، كثيرون تقمصوا الجنسية السورية.
قبل 10 أيام أضاع شابان سوريان "ي. ح" وأخوه "ط. ح" جوازي سفرهما في إزمير التركية، وعندما تحدثا مع "العربية.نت" وصفا كيف تحولت حياتهما لما يشبه الجحيم إلى أن أتت والدتهما من سوريا لإثبات هويتهما. والحكاية حدثت كالتالي:
جاء الأخوان من سوريا إلى تركيا "تهريباً"، لأنهما مطلوبان للأمن السوري، وبعد وصولهما إلى إزمير لم يستطيعا إيجاد فندق للبقاء فيه والتواصل مع المهرب، فاضطرا مع خالتهما إلى البقاء في حديقة عامة، ليستيقظا صباحاً بلا جوازات سفر. ولأنهما تحت السن القانونية (16 و14 عاماً) فإنه ما من طريقة لإثبات هويتهما إلا بحضور أحد الوالدين، وهذا ما دعا الأم إلى الحضور إلى تركيا، تاركة وراءها ابنتها ذات الـ6 سنوات في دمشق. وبعد أخذٍ وردٍ وإجراءات كثيرة وتحرير محضر في الشرطة بسرقة الجوازات استطاعا ركوب البحر والوصول إلى ألمانيا، وسيتقدمان للجوء بهوياتهما السورية.
سماسرة جوازات السفر في تركيا موجودون في كل مكان تقريباً، وتزوير ذلك الجواز ليس بالأمر المعقد أو الصعب كما حدث مع الصحافي ورئيس الوزراء الهولندي، ويبقى السوري المشرد في أصقاع الأرض هو المواطن الأرخص صاحب جواز سفر غالٍ.