إن الذاكره تأخذني للعام الماضي والتي بدأت في ها إعتصامات الشباب للحصول على مطالبهم البسيطه والتي تتضمن تأمين حصولهم على فرص وظيفيه في الدوله ، ليقوم هؤلاء الشباب بنصب خيام صغيره ملونه كأنها لعب أطفال ، حيث بدأونها بطريقه تبدوا هزليه ، تجاهلها رجال الأمن في تلك المنطقه العامه والسماح لهم بوضعها في رصيف المشاه بجانب البوابه الرئيسيه لجامعة صنعاء ، وبعد ذلك تزايد عدد الخيمات الصغيره والأمن لم يحرك ساكناً تجاههم يوماً بعد يوم الى أ، جذب هذا المكان جميع الحاقدين والطوائف الحزبيه ليغطوا بذلك على الشباب ذات المتطلبات البسيطه والتي لم تكن تتمحور مطالبهم سوى لتحسين أوضاعهم المعيشيه فقط ، فأنقلبت المطالب بعد ذلك " أرحل فقط " فتغاضى الأمن مره أخرى عن هؤلاء المخيمون الذين ما لبثوا أن أستأجروا مخيمات ضخمه تستخدم لمناسبات الأعراس الى أن سدوا منافذ الشوارع الرئيسيه ، حيث أمتد زحف المخيمات الى مناطق رئيسيه كثيره تستهدف عرقلة السير في الطرقات العامه لتضييق الخناق على حال الدوله ليرحل الرئيس ، وبعد أن أستفحلت الخيام تقدمها لمناطق أكثر أهميه حاول المخيمون قطع شوارع رئيسيه الا أن حركة السير كادت أن تصبح متوقفه ، لكن الأمن هذه المره أوقف الأمتداد العشوائي لهم وكبحهم ، كي لا تتوقف حركة السير أكثر من هذا فقد تدخل الأمن في الفتره الأخيره لإنقاذ ما تبقى من منافذ ، والآن ها قد رحل الرئيس ورحل الجميع وما زالوا يرفضون نزع الخيام ، متى ستنزع بؤرة الشر المقيم ؟ وهل ستصل الحكومه الجديده لحل جذري لهذه المشكله المتأصله بدون إراقة أيه دماء ؟! أم سيظل أمن الدوله خائفاً من اليوم المشئوم الذي سيصدرون فيه قراراً بإقتلاع المعتصمين خيامهم بطريقه سلميه وسلسه !! مع أن هذه الخيام أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أرواحهم حيث بإعتقادي أن شعاراتهم القادمه ستكون " بالروح بالدم نفديكي يا خيام " .
*كاتبه يمنيه [email protected]