في أميركا حملة بدأت منذ يومين على "مخترع الساعة" المراهق السوداني أحمد محمد، ملخصها أنه خدع الجميع بما "لم يكن اختراعا على الإطلاق" ولا حتى تجميعاً من مواد بدائية جعل منها ساعة، ليعرضها على أستاذ الهندسة في مدرسته، فيثيره وينال إعجابه.

يزعمون في الحملة التي بدأ وطيسها يشتد عليه، أن كل ما فعله البالغ عمره 14 سنة، هو أنه جاء بساعة رقمية قديمة وقام بتفريغها من محتوياتها في الداخل، أي "هيكلها العظمي" المكون من أشرطة سليكون وجرس وبطارية وسواها، ثم وضعها في حقيبته المدرسية، وحين تعرفت إليها إحدى المعلمات في مدرسته، ظنتها "قنبلة موقوتة للتفجير" فاحتجزوه في اعتقال ظني وتعسفي سريع، والباقي معروف، وأهمه أن الرئيس الأميركي باراك أوباما انتصر له ودعاه لزيارته.

إلا أن أميركيا مجهول الاسم، وضع فيديو في "يوتيوب" بعد يومين من الدعوة الرئاسية للمراهق لزيارة البيت الأبيض، أثبت فيه أنه "صنع" في 20 ثانية ما قال أحمد إنه "اخترعه" في 20 دقيقة، أي الساعة نفسها التي كانت في حقيبته المدرسية، لكن الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" الآن، ضاع وسط المناصرة العالمية لأحمد، ثم تعرفوا إليه بعد أن هدأت الأمور، وبدأوا باستخدامه كأهم سلاح في الحملة على المراهق الذي قد يسافر اليوم الأربعاء مع أبيه إلى السعودية.
"
وقد يشعر أوباما بخيبة حين يرى الساعة"

في الفيديو، نرى الأميركي يفرّغ ساعة مشابهة تماماً للتي "اخترعها" أحمد، وبعد 20 ثانية ينتهي من تعامله معها، ويضع محتوياتها بحقيبة لتبدو شبيهة بساعة المراهق السوداني حين ظهرت صورتها في وسائل إعلام العالم كله تقريبا، وتعيد "العربية.نت" نشرها الآن لمقارنتها بما "صنعه" الأميركي، مع ملاحظة أن ساعة الأميركي جديدة، وساعة المراهق قديمة، لأنها ربما كانت في بيته بمدينة Irving في ولاية تكساس، حيث يقيم مع أبويه المهاجرين وإخوته الستة، وجميعهم من مواليد الولايات المتحدة.

ساعة أحمد، ليست إلا ماركة Micronta 63-765A بدأوا بصنعها في الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي، على حد ما قال الأميركي أنثوني ديباسكوال، وهو خبير بالإلكترونيات ومنتجاتها، وقرأت "العربية.نت" شرحه للساعة في موقع إعلامي سأله عنها، وهوInfowars الإخباري الأميركي.

وشملت الحملة على أحمد، الرئيس الأميركي نفسه، ومعه من دبت فيهم الحماسة لمناصرة المراهق القادم مع أبيه إلى السعودية لأداء فريضة الحج، أو للعمرة فيما لو تأخر حصولهما على التأشيرة، لأن أوباما برأيهم "استعجل دعوته لزيارته" وقد يشعر بخيبة حين يرى أن الساعة التي وصفها برائعة في تغريدة "تويترية" مدح فيها "مخترعها" ليست إلا خدعة. أما المدافعون عن أحمد، فيقولون إنها ليست الأهم، بل هو اعتقال تعسفي لحق بعربي ومسلم، نواياه سلمية وبريئة وأرادوها أن تكون إرهابية، ولم يفلحوا.