نظم مركز عبد الرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء ندوة بعنوان "مبارك الخاطر في ذاكرة البحرين " قدمها الأستاذ راشد الجودر، الأستاذ مبارك العماري، الدكتور خليفة بن عربي، وأدار الندوة الدكتور علي أحمد.

وقد أستهل الدكتور أحمد الندوة بالإشادة بمؤلفات واصدارات المؤرخ الراحل مبارك الخاطر وأشار إلى أن حياته رحمه الله كانت حافلة بالإنجازات الأدبية والتاريخية والتوثيقية فقد أثرى المكتبة العربية والإسلامية بالعديد من المؤلفات والبحوث، وأكد أن المراكز الثقافية ووسائل الاعلام المختلفة مطالبة بالقيام بدورها التوعوي بالتعريف بالمفكرين والمبدعين وابرازهم كقدوات ورموز لاستفادة الأجيال المتعاقبة من أعمالهم المتنوعة التي بذلوا فيها جهدهم لنشر الثقافة والوعي في المجتمع.



وقد بدأت الندوة بطرح الدكتور بن عربي الذي أشار فيه إلى شخصية الراحل مبارك الخاطر بكونه ولد عام 1983 ويعد أحد أهم مؤرخي التاريخ الثقافي في البحرين والخليج، وهو قامة لا يمكن تجاوزها بحال من الأحوال في سياق التاريخ الأدبي والثقافي. وقد أسهب الدكتور بن عربي بالحديث عن محورين أساسيين أولهما، لماذا لم يهتم مبارك الخاطر بالكتابة عن نفسه؟ وفي ذلك وضح بن عربي أن السبب قد يكمن في شعور الخاطر بالانتماء فقد عاصر أحداث مفصلية في الأمة العربية والإسلامية وكان صاحب هم تزعجه الهجمة على الهوية العربية لذا كان يعمل على ابراز الرموز المؤسسة للثقافة العربية فعمل على التنديد بحركات الاستعمار، وقد كان من أحد الأسباب هو الوفاء لوطنه البحرين فقد كان يعمل وفاءا لوطنه واخلاصا للتاريخ فقد ترجم الخاطر للعديد من الشخصيات التي ربطته بهم علاقة شخصية فحمل مسؤولية تعريف التاريخ بالرموز لتخليد ذكراها. وقد كان الراحل يسعى لخدمة الأجيال فقد عاش الخاطر بشخصية الموجه والمربي والمصلح فترك أثرا لا ينسى عند الأطفال قبل الكبار. وقد ناقش الدكتور بن عربي في المحور الثاني نظريته حول كون المؤرخ الراحل مبارك الخاطر قد وجد نفسه في فسيفساء كل الشخصيات التي كتب عنها فبذلك لم يجد الحاجة للكتابة عن نفسه.

وتبعه الأستاذ مبارك العماري بالإشارة إلى أهم كتابات الراحل مبارك الخاطر، ثم تحدث عن مراحل معرفته الشخصية بالراحل وتشجيعه له على الكتابة، واهتمامه بالشعر. وأكد العماري أن عطاء الأنسان لا يكمن فيما قدمه وكتبه، بل في الأثر الذي تركه واستفاد منه الأخرون لذلك لا بد للجهات المعنية من الحفاظ على تراث المؤرخ الراحل مبارك الخاطر والتعريف به واخراجه للاستفادة. ومما أثير في الندوة قول الدكتور الطبيب عيسى أمين عن المؤرخ الراحل مبارك الخاطر بأنه ترك تاريخ كاد أن يندثر وأتمنى أن يتحول جزء كبير مما تركه الى نصوص منهجية تدرس كجزء من تاريخ مملكة البحرين، فقد ترك إرث أدبي ثقافي لم يقم به أحد من قبل ومن المهم إعادة دراسة، طباعة، نشر، ومناقشة ما كتب عبر حوارات ثقافية.

وفي ختام الندوة ناقش الكاتب راشد الجودر مداخلته فيما يخص "مبارك الخاطر وثقافة الصورة"، حيث طرح الكاتب رؤيته حول المؤرخ الراحل بكونه في عطائه كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وعلاقته في ثقافة الصورة تكمن في كون الراحل مثقفا صاحب مشروع وأهداف سامية يسعى للعلم والمعرفة للارتقاء بالمجتمع فقد كان للراحل علاقة بنوعين من الصور وهما الفوتوغرافية والمسرحية، ككتابه عن المسرح التاريخي في البحرين. و كان المؤرخ الراحل واعيا لأهمية الصورة وقدرتها على التأثير مما دفعه إلى أن يضمن كتبه العديد من الصور لأشخاص وأماكن ووثائق.