آلام المفاصل المزمنة أمر يصعب تحمله، ورغم محاولة الأطباء تخفيفها باستخدام بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب، لكنها لا تعد بالشفاء دوما، وهنا تماما تظهر معجزات دودة العلق.
وغالباً ما تكون مشكلة التهاب المفاصل مصحوبة بانتفاخ في منطقة المفصل مع احمرار في الجلد وحمى عالية وآلام مزمنة، وأول إجراء يقوم به الاطباء هو تصوير منطقة الألم بالأشعة السينية ومن العلاج اللازم، لكن هناك طرق مختلفة مثل الرنين المغناطيسي، أو الاكتفاء باستخدام المسكنات ومضادات الالتهاب لكن نسبة الشفاء لا تتجاوز الـ50 %.
بعد كل هذا يضطر بعض المرضى للتوجه إلى العلاج بالطب البديل، مثل استخدام دودة العلق وهي من أكثر الطرق شيوعا في علاج المفاصل، وهذا ليس جديداً، حيث تعود الطريقة إلى القرن التاسع عشر إذ تقوم الدودة بلعق الالتهابات والدم الفاسد.
ورغم التأثير الفائق لدودة العلق في علاج الالتهابات، إلا أن الأطباء لازالوا يبحثون عن سرّ تأثيرها الفائق، وهي تعيش عادة في المستنقعات والأحواض المائية، وقبل استخدامها في العلاج يتم تهيئتها بتنظيفها جيدا لدرء خطر الإصابة ببعض الأمراض.
كيف يتم العلاج بالعلق؟
في البداية يتم وخز منطقة الألم لكي تتمكن من عض منطقة الألم بسرعة، فبعد أن تثبت العلقة نفسها على منطقة الألم تقوم بغرز أسنانها الثمانين في الجلد، وقبل أن تبدأ في امتصاص الدم، تضع على الجرح لعابا يحتوي على مادة كيماوية تدعى هيرودين، ولها تأثير مثبط للالتهابات ما يجعلها تخفف الأورام وتحفز الإفرازات اللمفاوية، حسب أخصائي الأمراض الطبيعية هولجر فرنتسل وفقا لـ “دويتش فيلة”.
وتستخدم العلقات في علاج هشاشة العظام والالتهابات والدوالي وطنين الأذن والجلطات، ووفقا للطبيب فرنتسل، فإن علاج الألم بالعلقة يختلف من شخص لآخر، فهناك حالات تختفي فيها الآلام مباشرة بعد أول جلسة، بينما يحتاج آخرون لعدة جلسات.
ورغم فائدة مادة هيرودين التي تسبب تدفق الدم من الجرح مدة 24 ساعة، فقد يكون لهذا النوع من العلاج آثار جانبية بالنسبة للمرضى المصابين بالهيموفيليا أي عدم تخثر الدم إذا لم يتخذوا الاحتياطات اللازمة.