يهتم الشباب عموما بالتغيير ومتابعة أحدث خطوط الموضة التي يأتي على رأسها «قصات» الشعر الجديدة التي تظهر كل يوم.
المراهقون من الشباب يندفعون إلى تغيير قصات شعرهم باستمرار فتارة تجدهم يطيلون الشعر، وتارة يقصرونه والأغرب من ذلك أن يتم حفر فروة الرأس بكتابة أحرف اللغة من خلال قصها.
الفتيات هن الأخريات، لم يختلفوا عن الشباب وان اختلفت قصات شعرهم، إلا إنها تتغير من خلال الألوان الغريبة، التي تختلف كلية عن المعتاد لشعر الفتيات.
ويرجع علماء النفس والاجتماع بحسب موقع المحيط، ظاهرة تغيير قصات الشعر، للحرية الشخصية التي لا تدل على اضطرابات نفسية إلا في بعض الحالات، أما الأطباء فقد حذروا من التصفيفات التي تقتل بوصيلات الشعر وتؤدي للصلع.

الفنانون سر الموضة

طاهر جاد مصفف شعر ورئيس الاتحاد العالمي للموضة والجمال بمصر، قال إن اختيار الشباب لـ “تصفيفة” شعر معينة يرجع إلى تسريحات الفنانين ولاعبي الكرة فهي إحدى خطوط الموضة.

وأضاف، أن تصميم تصفيفات جديدة يجب أن تكون متزنا مع شكل ورسمة وجه العميل، فهو عبارة عن نحت الشعر على شكل الوجه، لافتا إلى أنه يحذر العميل من التصفيفات التي تضر الشعر وتؤدي للصلع ولا تعطي مظهر جمالي مناسب.

وفرق جاد، بين الطالب الجامعي والحاصل على مؤهل متوسط، عن طريق الحوار الذي يديره مع العميل لمعرفة آراءه وأفكاره، وهو ما ينعكس على اختيار قصة الشعر المناسبة له.

وقال إن هناك علم ودراسات في مهنة الحلاقة يجب أن تدرس، ولا تكون فقط بالفطرة والوراثة من الإباء.

وطالب بضرورة إدخال مهنة الحلاقة في المدارس الفنية، لافتا إلى أنه عرض على الغرفة التجارية تدريس المهنة ولكن قبل طلبه بالرفض.

أنواع القصات

مصفف الشعر إبراهيم العشيري ضرب بعض الأمثلة لقصات الشعر التي اقترنت بفنانين، مثل قصة “راستا” التي ارتبطت بالفنان العالمي “بوب مارلي”، وقصة “حسن الشافعي” وقصة “كريستيانو رونالدو” و”ديفيد بيكهام”.

ونوه بأن أحدث تصفيفات الشعر هذا العام قَصة تسمى “شبة القزع” وتعني إزالة الجانبين بمحاذاة خلف الرأس، مع ترك الجزء العلوي بطولة.

وقَصة “الموهوك” يكون فيها جانبي الرأس محلوقا وفي المنتصف يظل الشعر طويلا، لافتا إلى أن القصة ترجع لقبيلة من الهنود الحمر.

العشيري حذر من استخدام “الدهانات” لاحتوائها على مادة الفوزين والتي لا يمكن إزالتها بالغسيل، ما يجعلها تترسب في فروة الرأس وينتج عنها تساقط الشعر والصلع.

ليست من عاداتنا وتقاليدنا

من جانبها وصفت أماني عبد السلام - ربة منزل – الشباب الذين يقصون شعرهم هكذا بأنهم أشخاص غير طبيعيين ، بحاجة إلى النصح؛ وذلك لأنه ليس من عادات وتقاليد الشباب المصريين مثل هذه الاشياء .

فيما أوضحت أميرة حسان - دبلوم تجارة- أن حلاقة الرأس بتلك الطرق، ليست جذابة ، لافتة إلى ضرورة توعية هؤلاء الشباب بحقيقة ما يقومون به واضراره .

واشمئز عبد الله بكري - عامل – من تلك القصات التي تشبه الغرب وعبده الشيطان ـ حسب قوله .

وتسألت سمر شهير - طالبة – عن المظهر الجمالي الذي يراه الشباب في تصفيف شعره بشكل غير مألوف.

وقال معاذ رضا - طالب – ان قصات الشعر تخضع لبيئة مجتمعية نعيش فيها، فيجب أن تتسم بالأخلاق وليس الشكل ، مضيفا ان أن سبب لجوء الشباب لهذه التصفيفات هو الشعور “بالروشنة” ، رغم عدم ارتباطها بمجتمعنا وتقاليدنا.

وقال محمود على – بكالوريوس أعلام - ان السبب الرئيسي في ظهور تصفيفات خارجة عن المألوف هو غياب القدوة التي جعلت الشاب يبحث عنها في الخارج بالإضافة إلى الانفتاح على العالم نتيجة التطور التكنولوجي واداوت التواصل الاجتماعى .

وأضاف أن مرور الشاب بفترة المراهقة يجعله شخصية غير مستقرة وصاحب تصرفات غير مدروسة أو متزنة ويبحث لنفسه عن شكل خاص به .

مرتبط بالطبقة الشعبية

الدكتورة منى صادق، مدير مركز الطفل العامل والباحثة بالمركز القومي للبحوث التربوية، قالت إن تصفيفات الشعر الغريبة مرتبطة بالطبقة الشعبية أكثر من الطبقة الوسطى والهاي كلاس، لافتة إلى أن ذلك يرجع إلى أن الطبقات الشعبية تريد أن تستعرض نفسها بالجسم والشعر على الطبقات التي لديها أموال، والتي يتواكب معها شرب المخدرات والإدمان.

وأضافت صادق، أن الشعب المصري لديه حب التقليد للموضات بالخارج “عقده الخواجة”، مضيفة أن القضية مرتبطة بالحرية الشخصية.

وأوضحت صادق، أنه من الطبيعي أن يقابل تصفيفات الشعر الجديدة برفض من أولياء الأمور والمجتمع، إلا أن من حق الشاب أن يعيش حياته والفترة التي يمر بها ولكن يأتي الدور التوعي، بتصحيح بعض المفاهيم لدى الأطفال من عدم تقليد ما هو خارج عن ثقافة مجتمعنا الأخلاقية والدينية.

وأرجع الدكتور هاشم البحيري رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر، عمل تصفيفات غريبة في شعر الشاب، للحرية الشخصية التي لا علاقة بحالة نفسية إلا في بعض الحالات قد تكون متصلة بالاضطراب النفسي.

وأضاف أن الشباب في مرحلة المرهقة يريد أن يغير من شكله والخروج من مرحلة الطفولة والاعتماد على نفسه، مشيرا إلى أن الشباب يكون متمردا على الحياة ويرفض أي تعديل على تصرفاته وشخصيته التي يرسمها لنفسه. أمراض جلدية

الدكتورة وفاء علم الدين استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية حذرت من استخدام المواد الكيميائية الضارة و”الإستشوار” لتثبيت الشعر من أجل مواكبة الموضة العالمية، ضاربة المثل بالكرياتين و الصبغة اللذان يعملان على حرق بوصيلات الشعر وإضعافها.

وأضافت علم الدين، أن استخدام الشامبوهات الغير مناسبة لطبيعة الشعر، تؤدي إلى سقوطه و الصلع على المدى البعيد، مضيفة أن أهم شيء في الشعر هو بصيلات الشعر التي يصعب نموها مرة أخرى إذا ضعفت، إلا بالزرع وحقن “الميزوثيربي” بالإضافة إلى عمل حمام زيت وتناول التفاح والجرجير والكبدة.