مثل فيلم المافيا الجديد "الجنازة السوداء" أو "القداس الأسود" نقلة في اختيارات النجم الأميركي جوني ديب. الذي بدأ مشواره مطربا بالشوارع ومحطات المترو لينتقل بعدها إلى السينما. وضمن اختيارات شديدة الصعوبة منها فيلم "دون خوان دو ماركو" أمام الراحل مارلون براندو. ولكنه سرعان ما غير أولوياته إلى أفلام المغامرات من خلال شخصية القرصان "جاك سبارو" في سلسلة أفلام "قرصان الكاريبي" التي أدخلت إلى خزينة هوليوود أكثر من 3 مليارات دولار.

يعود جوني ديب اليوم مجددا إلى الشخصيات الصعبة من خلال دوره "وايتي بولجر" المافياوي الذي لم يتردد لحظة واحدة لتصفية خصومه بلا رحمة.

حوار المافيا

وتجري الأحداث في خط متوازٍ مع قصة عميل التحقيقات الفيدرالية "جون كونو للي" – جويل أجبرتون - حيث كان هذا الثنائي قد نشأ وترعرع في شوارع جنوب بوسطن. لتمضي الأيام حيث يحتل "جون" موقعة القيادي في مكتب التحقيقات الفيدرالي. بينما يبزع نجم "وايتي" كأهم رجال المافيا لإحدى كبريات العصابات الإيرلندية الأصل وهنا تتقاطع الخطوط.

عندها يتحول "وايتي" إلى هدف من أجل استقطابه ليكون شاهدا أساسيا على عصابات المافيا. خصوصا وهو شقيق للنائب "بيل" – بنديكت كومبرباتش - عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ماساتشوستس. ومن خلال مرحلة التحول والتوبة نشهد عروش الكثير من المافيات التي خرجت عن السيطرة وراحت تزرع الفساد والرشوة والجريمة.

في فيلم "الجنازة السوداء" نشاهد ذلك الأداء الثري بالتفاعلات والنقلات الدرامية من قبل النجم جوني ديب. الذي يتنقل من قمة العنف والقسوة والقتل الأرعن إلى قمة أخرى هي الهدوء والتأمل والعقلانية. عبر شخصية ثرية بالتفاعلات. وأيضا الاشتغال على تغيير الملامح من خلال عملية ماكياج معقدة ومركبة تبدأ بالتحول إلى الصلع مرورا بالتجاعيد وكم آخر من المتغيرات التي تقترب من الشكل الأصلي للشخصية.

شارك البطولة مع جوني ديب كل من بنديكت كومبرباتش وجويل أجبرتون وداكوتا جونسون، فيما صاغ الموسيقى التصويرية جانكل اكسل وأدار التصوير مانسانبو تاكاياناجي الذي صور أفلام "الرمادي" و"المذكرة الفضية" والذي تمتاز أعماله بخصوصية سينما المؤلف. مما منح التجربة بعدا إضافية وقيمة فينة أكبر.

فيلم شديد القسوة عن القرار بالتوبة وتبعيات ذلك القرار وتداعياته. وما سيظل حاضرا في الذاكرة هو ذلك الأداء العالي المستوى للنجم جوني ديب الذي يؤكد أنه نجم من طراز مختلف.