يعاني من مرض السكر حوالي 382 مليون شخص في العالم، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين به إلى 592 مليون شخص بحلول عام 2035، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها يصل عدد المصابين بالسكر إلى 36 مليون شخص.

وأوضحت الدكتورة إيناس شلتوت رئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم وعضو الاتحاد العالمي لمرض السكر، خلال فعاليات المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة أمراض السكر “EASD” والذي أقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم، أن مصر تعاني مصر من أعلى معدلات انتشار مرض السكر في العالم، حيث تشغل مصر المرتبة التاسعة عالمياً من حيث عدد المصابين بالمرض ونسب انتشاره.

وأكدت شلتوت أن مرض السكر له شق وراثي، وآخر يتعلق بأسلوب الحياة ونمط الغذاء، وكذلك مستوى الرعاية الصحية، حيث يوجد في مصر 7.5 مليون شخص مصاب بمرض السكر، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين به إلى 13 مليون شخص بحلول عام 2035.

علاج للسكر يخفض الوزن

أوضحت شلتوت أن علاج السكر الجديد “ليراجلوتيد” يعد واحداً من الأدوية التي يمكن للمريض استخدامها مرة واحدة يومياً بدون التقيد بمواعيد الطعام مما يتيح الفرصة للمرضى ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، ويتميز بخفض خطورة التعرض للانخفاض الشديد في سكر الدم، وتحسين الأداء الوظيفي لخلايا “بيتا”، مما يسمح بزيادة إفراز الأنسولين.

وأضافت أن الدواء الجديد يماثل في تركيبته 97? من الهرمون الطبيعي داخل الجسم، مما يقلل الأجسام المضادة، وبالتالي الاحتفاظ بفعاليته داخل الجسم، فيما أتاحت تقنية تصنيعه تناوله مرة واحدة في اليوم، ليستمر تأثيره في ضبط مستوى السكر بالدم دون انخفاض على مدار الـ 24 ساعة، مما يجنب المريض نوبات الدوخة والإغماء.

وأضيف لقدرات العقار الجديد “ليراجلوتيد” ميزة أبطاء حركة المعدة مما يترتب عليه خفض الوزن مما يمثل طفرة كبيرة بالنسبة لمرضى السكر من النوع الثاني لمعاناة أغلبهم من السمنة، لأنه يقوم بالاهتمام بالمضاعفات أو الآثار الجانبية التي تواجه المريض.

ومن جانبه، يقول الدكتور محمد الضبابي رئيس “نوفو نورديسك” مصر، أن أهم ميزة للعلاج الجديد هو قدرته على خفض الوزن الزائد، بنسبة تتراوح ما بين 5 إلى 7 كيلوجرام خلال فترة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أشهر ليصبح وسيلة فعالة في خفض الوزن، مما دفع هيئة الغذاء للموافقة المبدئية بموافقة 14 عضو في مقابل واحد على تسجيله بتركيز أعلى كعقار لخفض الوزن، وذلك من خلال زيادة الإحساس بالشبع وتأخير إفراغ المعدة، ويعد ذلك عاملاً هامًا في علاج مرضى السكر من النوع الثاني خاصةً في ظل معاناة كثير من مرضى السكر من السمنة، كما يساعد على التخلص من الدهون الزائدة خاصة الدهون المتركزة في منطقة البطن .

وأوضح أن هذا المؤتمر يعد من أهم وأكبر المؤتمرات الطبية السنوية المتخصصة في مرض السكر، وشهد هذا العام الدورة الواحدة والخمسين من المؤتمر الذي ناقش أحدث عقاقير السكر وأكثرها فعالية، بهدف تعزيز فرص علاج المرض.

وتشير النتائج التي توصلت إليها أحدث الدراسات، إلى أن تناول “ليراجلوتيد” مع عقار “متفورمين” يؤدي لتحسن مستوى الجلوكوز بالدم أثناء الصيام، مع تجنب إصابة المريض بنوبات هبوط السكر، بالإضافة لقدرة العلاج الجديد على إبطاء حركة المعدة وزيادة الإحساس بالشبع، وقد تمكن المرضي الذين استخدموا العقار خلال رمضان من الوصول إلى نسبة السكر التراكمي المستهدفة مع عدم حدوث نوبات انخفاض السكر أو زيادة في الوزن بنسبة أكثر من ضعف العقار المقارن.

وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على العقار، إلى أن تناول جرعة يومية من العقار تؤدي للتحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم، لدى المرضى المصابين بالسكر من النوع الثاني المصاحب باعتلال في وظائف الكلى، هذا بالإضافة لعدم حدوث أي تدهور أو خلل في وظائف الكلى.

فالخلل في وظائف الكلى يعد من أكبر التحديات في علاج السكر، كما أنها من المضاعفات طويلة الأجل للمرض بما يعيق استخدام عدد من العقاقير المتاحة لعلاج السكر.

كما أثبتت إحدى الدراسات، فعالية وأمان “ليراجلوتيد”، وذلك عندما يتم إضافته لأحد عقاقير علاج السكر التي يتم تناولها عن طريق الفم أو الانسولين أو مزيج منهما.

وقد أظهرت الدراسة أن الأشخاص البالغين المصابين بالنوع الثاني من السكر الذين تلقوا عقار ليراجلوتيد وهم يعانون من خلل في وظائف الكلى (المرحلة الثالثة من أمراض الكلى المزمنة)، أظهروا تحسناً ملحوظاً في نسبة السكر التراكمي أحد مقاييس مستوى الجلوكوز في الدم.

وداعاً للانسولين

ويقول الدكتور مغازي محجوب أستاذ أمراض السكر والغدد الصماء بجامعة عين شمس، إن المؤتمر قدم الجيل الثاني من الأنسولين “ديجلوديك” وهو الجيل الأحدث من أنواع الانسولين المطورة، حيث يعطي مفعولاً يمتد لأكثر من 42 ساعة، بعد أن كان أقصى مفعول لأنواع الانسولين السابقة يمتد لمدة اقصاها 24 ساعة.

وأضاف محجوب أن هذا المفعول الممتد مزايا عديدة لضبط مستويات السكر الصائم للمرضى المصابين بمرض السكر من النوع الأول والثاني على السواء أهمها التأكد من ضبط السكر أثناء النوم وفي فترات ما قبل الوجبات، وبالتالي إعطاء نتائج أفضل لقراءات مستوى السكر الصائم.

وكذلك أثبتت نتائج الدراسات البحثية أنه نظرا لخاصيته الجديدة بامتداد مفعوله أنه أتاح لمريض السكر المرونة بأن يتناول الأنسولين مرة واحدة يوميا في أي وقت من اليوم، وبذلك أنهى الأنسولين الجديد مشكلة تقييد المريض بتناول الجرعة في نفس الموعد يوميا وكذلك مشكلة نسيان موعد الجرعة.

كما أثبتت دراسة بحثية استمرت سنتين على أكثر من ألف مريض أنه أمكن باستخدام الأنسولين الجديد خفض معدل نوبات هبوط السكر الشديدة بنسبة 69% وكذلك خفض معدل نوبات الهبوط في فترة الليل بحوالي 43% وهى الفترة الحرجة حيث لا يستطيع المريض الاحساس بحدوث نوبة الهبوط السكرى أثناء النوم.

وقد شارك في دورة هذا العام من المؤتمر أكثر من 20،000ألف طبيب متخصص من مختلف دول العالم، وهو ما يعكس أهمية المؤتمر في مجال الابحاث الطبية الخاصة بمرض السكر لكل من الأطباء وشركات الأدوية على حد سواء، حيث يمثل منصة هامة لتقديم أحدث الابحاث والمنتجات والدراسات ومناقشتها والتواصل بشأنها، بحيث يتم تفعيلها واستخدامها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.