أشاد عدد من أئمة المساجد بدور أجهزة الأمن ويقظتها بعد أن تمكنت قبل يومين من الكشف عن مخابئ للمتفجرات والأسلحة بقرية النويدرات والقبض على المتورطين فيها، واصفين الأجهزة المعنية بالعين الساهرة التي حمت البلاد والعباد من الوقوع في براثن شبكات الإرهاب والتخريب التي لا تضمر سوى الشر لأمن المملكة ومنجزات مواطنيها.

وقال خطباء المساجد في خطب الجمعة التي ألقيت اليوم أن مسؤولية الأمن تقع على عاتق جميع القاطنين فوق هذه الأرض الطيبة بأهلها، ومن ثم فإنهم مطالبون الآن وقبل أي وقت آخر بالتعاون مع الأجهزة المختصة من أجل حماية هذه البلاد والمكتسبات التي حققتها طوال السنوات الماضية.

وتساءلوا ماذا يمكن أن يحدث لو وصلت مثل هذه المتفجرات والأسلحة للذين يحاولون العيث في الأرض فسادا سواء من داخل المملكة أو خارجها، مشيرين إلى الخطر الذي يحدق بالمملكة والمقيمين فيها إذا لم يقم كل منا بالعمل المطلوب منه، ولم نبذل كل جهد ممكن ضد أي محاولة للعبث بمقدرات البحرين وشعبها.

وثمن الخطباء قرار القيادة الرشيدة بسحب سفير المملكة من إيران وضرورة مغادرة القائم بالأعمال الإيراني أراضي البحرين الطيبة التي نالها الكثير من الضرر بسبب التدخلات الإيرانية في الشأن الوطني، خاصة أنها لم تقتصر على التصريحات المثيرة للاشمئزاز فحسب، وإنما تجاوزت ذلك لتشمل دعم وتمويل جماعات التخريب والإرهاب التي لا تستحق الانتماء للوطن.

من جهته استهل فضيلة الدكتور عبد العزيز السعدي إمام وخطيب جامع "زيد بن ثابت" بالرفاع خطبته بالقول إنه "بقدر الإيمانِ والتقوى تكون النعمُ والخيرات والأمن"، مشيرا إلى أن "القاصي والداني علم أن ما يحدُث في بلادنا من محاولات للتخريب واستِهدافٍ للأبرياء وجلب للمتفجرات وتخزينها أنه ليس من الحق في شيء، وأنَّ قادة الفساد في داخل البلادِ ليسوا مجرَّد أشخاصٍ مغرَّر بهم، وإنما قتلةٌ متربِّصون ومجرِمون متعمِّدون، ينفِّذُون مخطَّطاتٍ تخريبيّة، ليس لها مشروع إصلاحيّ ولا هدف طبيعيّ، بل تخريبٌ لإحداثِ الفوضى وزعزعةِ الأمنِ في البلاد، وتقف وراءه جهاتٌ مغرِضة واستخباراتٌ معادِية وحربٌ موجَّهة ضدَّ مواطنِي هذا البلَد ودينه وقيادته واقتصاده ومقدراته".

وأوضح أنه "لا يجوز بحال من الأحوال تبرير أفعال هؤلاء المجرمين أو التستر عليهم وبالأخص قادة الإجرام"، معتبرا أن "من تستر عليهم أو دافع عنهم وبرر فعلتهم فهو داخل في قول النبي r "لعن الله من آوى محدثا"، داعيا إلى "الحذر والصدّ لهذا المنهج التخريبيّ، والداعمين للإرهاب الذين يدعون أنهم حماة الوطن المدافعين عن حقوق المواطنين".

وأكد "أن الحزم واليقظة من قادة هذا الوطن ورجالات أمنها لدليل على أن الدولة قادرة على حفظ أمن البلاد، وأنه لا مجال للمجرمين هنا"، مشيدا بقرار القيادة الرشيدة إغلاق ما سماه "سفارة منبع الشر، والكشف عن مخازن المتفجرات والقبض على المجرمين، وأن على هؤلاء أن يعلموا أن هذه البلاد بحمد الله متماسكة تحت ظل قيادتها وولاة أمرها".

وبشر الشيخ السعدي "رجال الأمن وعلى رأسهم معالي وزير الداخلية بأنهم على خير عظيم وهم في ثغر من ثغور الإسلام"، داعيا إلى "الحرص واليقظة والعزيمة في الدفاع عن الدين والبلاد ضد هؤلاء الضالين، وأن يحتسبوا الأجر عند رب البرية، فهذه الأعمال عند الله قربة وعبادة وطاعة، وأن يتحلوا بالصبر والآداب والأخلاق، فهم محل ثقة المواطنين ومحل إكرام البلاد والأئمة".

وقال الشيخ عبد الله المناعي خطيب جامع الخالد بالمنامة إن "نجاح رجال الأمن في اكتشاف أكبر مخبأ تحت الأرض يحتوي على أسلحة ومتفجرات لهو دليل على يقظة رجال الأمن البواسل، وعلى رأسهم معالي وزير الداخلية"، معتبرا "أن القبض على هذه الفئة الضالة لهو خير دليل على أن بهذه البلاد رجال قادرون على حفظ أمنها، وأنهم حريصون على بذل الغالي والنفيس من أجل حماية هذا الوطن ومنجزاته ومكتسباته".

وتساءل الشيخ المناعي "ماذا سيحدث لو تمكن هؤلاء الضالين المضلين الذين باعوا أنفسهم ووطنهم بدراهم معدودة، ماذا سيحدث لو تمكنوا من تنفيذ مخططاتهم الإرهابية والتخريبية بحق أمن البلاد والعباد، وكيف يدعون نصرتهم لدين الله وحماية تراب الوطن وأبنائه، وهم يخططون لشن عمليات إرهاب وتخريب بحقهم"، واصفا إياهم بأنهم "أشخاص غرر بهم ولا يستحقون شرف الانتماء لأرض هذا الوطن الكريم الذي أواهم".

وقال إن "البحرين ستبقى أبد الآبدين شامخة مرفوعة الهامة لمن تسول له نفسه تهديد أمنها وطمأنينة أهلها"، مطالبا الأهالي بالتعاون مع الأجهزة المعنية، وألا يخافوا أي ردود فعل ضد من أخفى أسلحة ومتفجرات في أحياء مدنية مأهولة بالسكان كانت كفيلة بتدمير حياتهم بأكملها"، وأكد "أن هؤلاء فئة ضالة وخوارج العصر يأتمرون بأيادي فارسية تعبث بأمن المنطقة العربية ككل وليس البحرين فقط".

وأضاف في نهاية خطبته "أن هؤلاء لا يريدون سوى تحويل البحرين وكل بلاد الخليج والعرب الآمنة إلى ساحة أخرى من ساحات الحرب والقتال مثلما يحدث في اليمن وسوريا والعراق، وهو مخطط للفوضى والتخريب الشامل لا يستهدف غير مقدرات الأوطان والشعوب التي جاهدت طوال تاريخها لبنائها والحفاظ عليها وحمايتها".

واتفق فضيلة الشيخ عبد الرحمن جاسم إمام وخطيب مسجد هشام الريس بالبحير في خطبته التي حملت عنوان "ماذا بعد الحج" مع ما ذهب إليه بقية خطباء الجمعة اليوم، حيث قال في خطبته الثانية "إن المخبأ الذي تم العثور عليه من قبل رجال أمننا في منطقة النويدرات، والذي يحوي أسلحة ومواد متفجرة وآلات لتصنيع المتفجرات وغيرها، ما هو إلا جرم كبير وخطر عظيم على أهل البحرين يجب أن يكونوا منتبهين له، وواعين لما يحاك حولهم وما يجب فعله تجاه ذلك".

وأكد أن الكشف عن هذا المخبأ والقبض على المتورطين فيه "جهد كبير مشكور من قبل رجال الأمن"، الذين وصفهم بـ "العينِ الساهرةِ على أمن بلدنا، فهم يدخلون هذه الأماكن ويستكشفونها مضحين بأنفسهم وأرواحهم من أجل أمن البلد وأهله"، موجها لهم الشكر والعرفان، والثناءُ والامتنان، والدعاء لهم بالتوفيق والسداد وأن يحفظهم ويحميهم من كل سوء ومكروه".

وأشار إلى أن "الأمن مسؤولية الجميع، وأنه يجب التعاون مع رجال الأمن في كل ما يحقق الأمن والأمان، ويكشف مخططات المجرمين ويفضح أسرارهم وخباياهم"، مشيرا إلى أن الناس هي "العينَ الساهرةَ والحاميةَ في الأماكن التي لا يصلها رجال الأمن، فالمصلحة مشتركة، والمفاسد إن وقعت تؤثر على الجميع، والأخطار مشتركة على الجميع، وأنه لا تساهل مع هؤلاء المجرمين، ولا تباطؤ في الإبلاغ عنهم، وعن كل من يريد بهذا البلد الشر والفساد".

اما فضيلة الشيخ صلاح بوحسن خطيب جامع أحمد بن خليفة الظهراني فقد اشاد بالإنجاز الذي حققته وزارة الداخلية في الكشف عن الشبكة الإرهابية التي خزنت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة في منزل بقرية النويدرات، واعتبره إنجازاً أمنياً مميزاً.

وأثنى بوحسن على يقظة وكفاءة الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية ، وأن جهودهم واضحه وضوح الشمس ، وبين أنهم صمام الأمن والامان لمملكة البحرين وأهلها والمقيمين على أرضها.

واكد على ضرورة أخذ الحيطة والحذر التي أمرنا بها رب الجلال والإكرام القائل: ( يا أيها الذين أمنوا خذوا حِذركم ).

وأعرب عن استنكاره الشديد لإصرار التنظيمات الإرهابية ومن يقف خلفها وعلى رأسهم جمهورية الشر والفتن التي تصر كل الإصرار على مواصلة نواياها الشريرة ومخططاتها الإجرامية لزعزعة أمن المملكة واستقرارها، وترويع الآمنين من أبنائها والمقيمين على أرضها، وتساءل البوحسن كيف لجمهورية تدعي الإسلام وهي لا تمتثل لأمر رب العالمين القائل: ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ).

كيف لجمهورية تدعي الإسلام وهي لا تمتثل لأمر نبيها الأمين القائل: " والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ".

وقال إن كمية المتفجرات والأسلحة والذخائر المخزنة كانت تتسبب ـ لو استخدمت ـ في إزهاق وقتل الكثير من الأرواح البريئة والدماء المعصومة وتدمير الممتلكات.

وفي ختام الخطبة سأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ مملكة البحرين وقيادتها الرشيدة وأمنها من كل سوء وبلاء وفتنة ومكروه ، وأن يرزقنا الإخلاص والسداد في القول والعمل والمعتقد إنه حسبنا ونعم الوكيل .

وذكر خطيب جامع حمد كانو بالمحرق، د. ياسر المحميد، "أن المؤامرة الإيرانية ليست وليدة اليوم ولا تقتصر على مملكة البحرين أرضا وشعبا"، معتبرا أن "المخطط له أبعاد سياسية وطائفية وهو مغطى بالأكاذيب والذرائع المضللة".

ونوه الخطيب إلى "أهمية التصدي الجماعي لهذا المد الحاقد، خاصة بعد تقلبات السياسة الأخيرة، والحرب في اليمن"، مشيدا بـ "خطوة الحكومة في قطع التعامل الدبلوماسي مع إيران، وأنه لا بد من خطوات أكثر صرامة وجدية وبالتنسيق مع الأشقاء الخليجين، وأن يكون لمؤسسات المجتمع المدني والأفراد ذات الدور للخروج بصف واحد قوي ينطق بكلمة سواء".

وهو ما ذهب إليه الشيخ عبدالناصر المحمود خطيب جامع الشيخ علي بن خليفة آل خليفة بالمنامة الذي أشاد "بدور رجال الأمن العظيم في تحقيق الأمن والسلامة للوطن"، منوها "بنعمة الأمن التي يعيشها الناس اليوم في بلدنا العزيز، حيث كان لتوجيهات القيادة الرشيدة دور رئيس في إحباط المخططات الإرهابية التي لا تريد للبحرين وأهلها الخير".

وفي ختام خطبته دعا فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان في جامع الفاتح الإسلامي المولى عز وجل بان يجعل البحرين بلدا آمناً مطمئناً، مبتهلا لله سبحانه جل وعلا "بأن يؤمنا في وطننا، ويوفق ولاة الأمور، ويوفق ملكنا حمد بن عيسى ورئيس وزرائه خليفة بن سلمان وولي عهده سلمان بن حمد لما يحبه المولى عز وجل ويرضى، وأن يأخذ بنواصيهم للبر والتقوى ويهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة".