حتى يتسنى للعلماء الحد من وقوع الانفجارات الخطيرة فى أعقاب حوادث الطائرات والشاحنات فقد ابتكروا مادة يمكن إضافتها للوقود لمنع تكون سحب ضبابية دقيقة قد تصبح كرة لهب قاتلة عقب هذه الحوادث.

وقال الباحثون اول امس الخميس إنهم قاموا بتخليق (بوليمر) يمكنه أن يمنع تكون السحب الضبابية فى الوقود بعد الحوادث من خلال جعل قطرات الوقود تسقط مثل المطر بدلا من أن تظل عالقة فى الهواء.

وأضافوا قولهم إنه لكونها مادة تضاف إلى الوقود فإنها لا تقلل من طاقة المحرك أو كفاءته لكنها تمنع تكون مادة السناج. _ وفقا لرويترز .

والبوليمر مركب كيميائى مكون من سلسلة كبيرة من الجزيئات ذى وزن جزيئى مرتفع مكون من وحدات جزيئية متكررة قد تكون عضوية أو غير عضوية أو عضوية معدنية وقد تكون طبيعية كالمطاط أو صناعية كاللدائن والراتنجات.

وتركز الدراسة على الديزل والوقود المستخدم فى الطائرات وليس البنزين المستخدم فى السيارات والذى يمثل مادة قابلة للانفجار. وقالت جوليا كورنفيلد استاذة الهندسة الكيميائية بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا التى أوردت الدراسة التى نشرتها دورية (ساينس) إنها تعتزم تجربة هذه المادة عند إضافتها للبنزين.

وقالت كورنفيلد إن الشاحنات الكبيرة التى تعمل بوقود الديزل تستخدم خزانات تتسع لنحو 380 لترا أى ما يمثل الطاقة الناجمة عن انفجار أكثر من 3 أطنان من مادة تى ان تى شديدة الانفجار كما أن خزانات الطائرات تتسع لنحو 190 ألف لتر من الوقود بطاقة تتجاوز انفجار 1600 طن من مادة تى ان تى.

وعند وقوع حوادث التحطم أو التصادم يتحول الوقود إلى سحابات ضبابية دقيقة تتحول إلى كرة ضخمة من اللهب.

وقالت كورنفيلد مستشهدة بحادث طائرة إسبانية وقع عام 2008 فى مدريد حادت خلاله الطائرة عن مدرج الهبوط ونجا 18 شخصا فقط من بين 172 راكبا عقب انفجار خزان الوقود.

وأضافت انه على الطرق فان التحكم فى هذه السحب الضبابية قد يقلل من الوفيات الناجمة عن حوادث التصادم بين الشاحنات والحافلات التى تنجم عنها كرات لهب مثل تلك التى حدثت قرب أورلاند فى كاليفورنيا عام 2014 ما أودى بحياة عشرة أشخاص.

وقالت إنه ليس من الضرورى منع السحب الضبابية تماما ولكن يكفى تحويل توزيع حجم القطرات من بضعة ميكرونات -الذى يعادل حجم خلية الدم- إلى 50 ميكرونا أى ما يعادل نصف قطر شعرة الانسان. والميكرون وحدة لقياس الأطوال تعادل جزءا من مليون جزء من المتر.

وقالت كورنفيلد إن هذه المادة ستصبح متاحة فى الأسواق فى وقود الديزل فى غضون عامين وإنها ستضيف نحو ست سنتات إلى سعر الجالون من الوقود.