لندن - (أ ف ب): فرضت إطارات بيريلي نفسها العامل الأساس في تحديد هوية الفائزين في السباقات الأربعة الأولى لموسم 2012 من بطولة العالم لسباقات فورمولا1، ما دفع بعض السائقين وعلى رأسهم الأسطورة الألمانية ميكايل شوماخر سائق مرسيدس “إي إم جي” إلى انتقاد السياسة المعتمدة من قبل الشركة الإيطالية. ورأى شوماخر أن الإطارات تلعب دائماً دوراً مهماً في بطولة العالم لسباقات فورمولا1 لكن لا يجب أن تحجم السائق والسيارة وتمنعهما من استخدام كامل طاقتهما لأن هاجس تآكل الإطارات يشغل بال الجميع. وتابع شوماخر الذي تمكن الأحد الماضي في سباق البحرين من شق طريقه إلى المركز العاشر رغم انطلاقه من المركز الثاني والعشرين، “أتساءل وحسب إذا كان من الضروري أن تلعب الإطارات دوراً كبيراًً بهذا الحجم، أو إذا كان من الضروري أن تصمد لفترة أطول ما يخولك القيادة بسرعة سباق طبيعية وأن لا تتجول وكأنك خلف سيارة الأمان”. وردت بيريلي على شوماخر بتعجب حيال الموقف الصادر عن الأسطورة الألمانية وقال مدير السباقات في الشركة الإيطالية بول همبري: “أشعر بالخيبة لسماعي هذه التصريحات الصادرة عن شخص يتمتع بخبرة ميكايل. الآخرون تأقلموا وهم يقومون بعملهم ويستخرجون الأفضل من إطاراتهم. تصريحاته خلال التجارب الشتوية كانت تشير إلى أنه سعيد جداً بالإطارات ويبدو أن نبرته قد تغيرت الآن”. ولم يكن شوماخر الشخص الوحيد الذي ينتقد الإطارات التي قدمتها بيريلي هذا الموسم، إذ رأى البعض بأن تذبذب الأداء حول بطولة 2012 إلى لعبة يانصيب، لكن بعض الفرق أصبحت مقتنعة بأن الوضع التنافسي سيصل إلى حالة استقرار والتطور الأهم الذي يجب على الفرق أن تحققه هو الوصول إلى فهم كيف تجعل استراتيجية السباق تصب في مصلحتها. وقال رئيس العمليات في وليامس المهندس مارك غيلان بهذا الصدد: “لا يمكنني القول بأنها يانصيب لكن الاستراتيجية أصبحت أكثر أهمية والتعامل مع التغييرات في الاستراتيجية يشكل المفتاح... على الفرق أن تفهم مسألة تآكل الإطارات - هل هي نتيجة التركيبة (الإطار) أو الحرارة (حرارة الحلبة)؟ الأمر يعتمد بشكل أساس على ردة الفعل”. وأشار غيلان إلى أن الاعتماد أصبح في الآونة الحالية أكبر على السائق من أجل اختيار توقيت توقفه في حظيرة فريقه وأن يتخذ قراراً بشأن قدرة الإطارات على تحمل المزيد من اللفات أو يجب استبدالها فوراً، مضيفاً “السائقون أساسيون لأنهم جهاز الاستشعار في السيارة ويجب أن يلحظوا متى ينتهي عمر الإطارات. التفوق يتمثل بالقدرة على ملاحظة الأمر (التآكل الكامل) عندما يحصل لأنه بإمكان السائقين أن يلحظوا الأمر عندما تقع المشكلة لكن الأمر الأهم هو أن يلحظوه قبل ذلك بلفة (أي قبل أن تفقد الإطارات تماسكها بشكل تام)”. أما رئيس عمليات السباق في فيراري دييغو أيوفيرنو فاعتبر بدوره أن التعقيد الأكبر في بطولة هذا العام هو محاولة اختبار الوقت المناسب لإجراء التوقف الأول في السباق وذلك بسبب خطر التأخر خلف السيارات البطيئة بعد الخروج من خط الحظائر. وأشار أيوفيرنو إلى أنه أصبح من شبه المستحيل أن لا تحجز سيارات الطليعة خلف السيارات المتأخرة، مضيفاً “العام الماضي كان بإمكان سيارات الطليعة أن تبتعد (عن السيارات المتأخرة) وأن تتمكن من إجراء توقفها والهواء مفتوح أمامها (أي تخرج دون أن تحجز خلف السيارات المتأخرة)، لكن الآن أصبح الوضع أكثر صعوبة. بالنسبة لنا، الوضع أصعب من غيرنا لأننا لسنا بالسرعة التي نتمناها”. ورغم تغير ميزان القوى من سباق إلى آخر منذ انطلاق الموسم الذي شهد حتى الآن فوز أربعة سائقين مختلفين في أربع سباقات وهم البريطاني جنسون باتون (ماكلارين) والإسباني فرناندو ألونسو (فيراري) والألمانيان نيكو روزبرغ (مرسيدس) وبطل العالم سيباستيان فيتل (ريد بول)، أشار أيوفيرنو أنه لا يتوقع أن يبقى الوضع على حاله لأن الفرق الكبرى ستتمكن من تحسين سياراتها فيما ستبقى الفرق الأخرى مكانها، وذلك لأنها تملك الإمكانات اللازمة لتحقيق هذه الخطوة”. أما مدير عمليات الحلبة في لوتوس-رينو ألن بيرماين فأكد أن الفرق مازالت تحاول الوصول إلى الطريقة المثلى لاستخراج الأفضل من الإطارات لأن، وبحسب رأيه، لايزال هناك فوارق كبيرة في الأداء وهذا الأمر غير منطقي، مضيفاً “في البحرين، عملت الإطارات بشكل جيد بالنسبة لنا (حل سائقه الفنلندي كيمي رايكونن ثانياً) ولريدبول، لكن من الصعب التصديق بأن الفارق هو ثانية في اللفة الواحدة - لأن هذا هو فارق السرعة الذي كان يفصلنا عن غيرنا. لا يمكن للأمر أن يكون محصوراً بمسألة الإطارات وحسب، لكن لا أعتقد أن أحداً من الفرق يدرك ما يجب القيام به وإلا لقامت به جميعها”.