الأندبندنت

جمعت حادثة سرقة برج اتصالات عملاق في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة الواقعة تحت سيطرة الشرعية بين الاستياء والغرابة، الذي أثار حالة سخط شعبي عارم جراء الانفلات الأمني الذي بلغته المحافظة النفطية.

وأكدت مصادر محلية اختفاء برج اتصالات يبلغ طوله 60 متراً بشكل مفاجئ، من "تبة (مرتفع) الإرسال" جنوب مدينة عتق.

سقط العملاق واختفى

أكدت وثيقة رسمية أصدرها محافظ شبوة، عوض بن الوزير، أن "برج اتصالات في عتق سقط في ظروف غامضة وتعرض للنهب من قبل جنود" من دون ذكر ضبط اللصوص من عدمه.

الواقعة التي تداولها اليمنيون على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي دفعت البعض منهم للمطالبة بتصنيفها في قائمة موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر سرقة في العالم فضلاً عن عبارات السخرية والاستهجان عن جدوى سرقة برج حديدي يثبت أجهزة الالتقاط الهوائي للاتصالات التي تخدم أبناء المحافظة.

كما لم تسلم من التوظيف السياسي واستخدامها للتنابز المتبادل بين الأضداد، وعقدهم مقارنات لا تنتهي غلب عليها التعصب الحزبي.

خشية أهلية

غير أن أعلى درجات الاستياء إزاء الحادثة التي وصفت بالدخيلة على المحافظة والبلاد بشكل عام، جاءت عقب ظهور معلومات تؤكد تورط عناصر عسكرية مع اللصوص بعد الاتفاق المسبق على تقاسم كعكة البرج الطويل، وهو ما أثار خوف الأهالي من تلاحق حالة الانهيار الأمني الذي تشهده المحافظة وتورط من يفترض بهم إرساء الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وهو ما يفسر انتشار حمل السلاح وحالات الجريمة والسلب والنهب في المحافظة النفطية.

امتصاص الغضب

وقال المحافظ العولقي في مذكرته، التي بعثها إلى مدير عام مكتب وزارة النفط والمعادن ومدير هيئة الاستكشافات النفطية، بأن برج الاتصالات قد تمت سرقته من قبل قوة عسكرية وصف سلوكها بـ "الخروج عن القانون".

في حين اعتبر مراقبون مذكرة المحافظ محاولة متأخرة لامتصاص غضب الشارع.

وفي تأكيد لتورط جنود في الواقعة، ذكر المحافظ "اعتقال المتورطين في الحادثة وتوقيفهم عن العمل وتشكيل لجنة عسكرية للتحقيق معهم قبل إحالتهم للقضاء".

إذ اتهم قيادة شركة النفط وهيئة الاستكشافات النفطية بالمحافظة بالإهمال وعدم صيانة البرج، متوعداً بعدم إعفائهما من المسؤولية وإحالتهم للجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وحمل الأهالي السلطة المحلية وأجهزتها الأمنية والعسكرية مسؤولية الأوضاع المتردية التي تعيشها شبوة.