تعرض برشلونة بطل الثلاثية الأوروبية التاريخية لخسارته الثانية في الدوري الاسباني لكرة القدم والثالثة هذا الموسم، كما سقط في فخ التعادل مرتين حتى الآن.

برشلونة الذي عرفناه في أواخر الموسم الماضي ليس ذاته برشلونة الذي بدأ الموسم الحالي، والحقيقة ان برشلونة الذي لم يخسر باكثر من نتيجة 1-3 الموسم الماضي لا يمانع من السقوط بالأربعة حاليا.

السقوط الأخير أمام اشبيلية 1-2 فتح جرح الإصابة التي تعرض لها النجم الأول للفريق الكتالوني وهدافه التاريخي الأرجنتيني ليونيل ميسي، ودفع جماهير النادي من التخوف مما هو آت سيما وأن ميسي سيغيب 6 أسابيع أخرى على الأقل.

ولكن هذا التقرير يؤكد بأسبابه الخمسة أن برشلونة لم يتراجع بسبب غياب ميسي لأن التراجع الحقيقي للفريق الكتالوني حصل اصلا بوجود ميسي على أرض الملعب.

ومع ذلك ورغم هذه الأسباب يبقى ميسي هو صانع الفرحة في كل انتصارات برشلونة ولولا وجود في هذه الحقبة الزمنية لما تمكن برشلونة من جمع كل هذه الألقاب، كما أن غيابه الآن أو في أي وقت آخر سيعني ضربة موجعة بل وقاسمة للفريق.

وفيما يلي الاسباب الحقيقة لتراجع برشلونة مع بداية الموسم الحالي:

1- المدرب لويس انريكي

أظهر الثلاثي الهجومي الخطير (ميسي - نيمار - سواريز) قدرات تهديفية خارقة بمجرد وقوع التناغم بينهم بعد عدد من المباريات، ولكن في المقابل ما الذي فعله المدرب انريكي على المستوى الدفاعي.. لا شيء.

لا يؤمن انريكي بأن الأرجنتيني ماسكيرانو هو ربما افضل لاعب في العالم يشغل منصب الوسط المدافع، ولا يبدو أنه شاهد مباريات المنتخب الأرجنتيني في كاس العالم في البرازيل صيف العام الماضي والتي أبهر فيها ماسكيرانو كل المراقبين والمتابعين.

يصمم انريكي على قلبي دفاع مكشوفين وبطيئين (بيكيه والفرنسي ماثيو)، وعندما يقرر اشراك ماسكيرانو فإنه يسحب أحدهما من التشكيل، ودائما ما يزج بلاعب "كمالة عدد" في الفريق مثل بارترا أو روبيرتو أو حتى رافينيا الذي أصيب مؤخرا.

أما على صعيد الظهيرين فلك عزيزي القاريء أن تتخيل بأن انريكي كان مستعدا للتخلي عن البرازيل داني الفيس دون أن يهتز له جفن، وهو لا يترك مناسبة دون أن يذكرنا بحماسه المحدود لإشراكه في المباريات كما فعل السبت أمام اشبيلية.

ولا يعرف انريكي معنى الاستقرار في خط الوسط، فتارة يزج بالكرواتي ايفان راكيتيتش وحيدا وتارة يسحب انييستا وهو في أفضل حالاته كما فعل في نهائي كاس السوبر الأوروبية أمام اشبيلية ايضا وكاد يخسر المباراة وقتها.

2- إدارة النادي الكتالوني

لا تعرف إدارة برشلونة أن ميركاتو الشتاء يأتي بعد أن يكون الفريق قد خاض نصف منافسات الموسم.. طبعا تعرف، ولكن العلم والتصرف الحسن وجهان قد لا يحتمعان في عملة واحدة عند البعض.

كان قرار التعاقد مع التركي اردا توران واليكس فيدال مفرحا لعشاق الفريق الكتالوني، ولكنه في نفس الوقت لم ينسيهم حزن الفراق مع تشافي هيرنانديز وبيدرو رودريغيز، حيث أن قرار التخلي عن هذين اللاعبين كان خاطئا بامتياز.

تدعي إدارة برشلونة أن رحيله تشافي وبيدرو كان بناء على رغبتهما، ولكن ذلك لا يعني أن كل لاعب يطلب الرحيل تتم تلبية دعوته بغض النظر عن حاجة الفريق له.

فيدال وتوران سيرتديان رسميا قميص برشلونة في النصف الثاني من الموسم الحالي، وما كان يجب التخلي عن تشافي وبيدرو قبل ذلك الوقت.

3-التراجع بدأ في السوبر الأوروبي

نلاحظ أن برشلونة الذي فاز بالثلاثية التاريخية الموسم الماضي لم يقدم في الموسم الحالي نفس الصورة الرائعة، وقد بدأ ذلك من كأس السوبر الأوروبي حيث تلقى رفاق ميسي 3 أهداف في وقت قصير في الشوط الثاني.

تراجع برشلونة على المستوى الدفاعي تأكد للجميع بعد مباراتي اتليتك بيلباو في ذهاب السوبر المحلي وسلتا فيغو في الجولة الخامسة من عمر الليغا، وكان ميسي مشاركا مع رفيقيه نيمار وسواريز.

ويمكن التأكد أيضا من وجود هذا التراجع الحقيقي في أن الفريق الكتالوني لم يحقق أي فوز سهل منذ بداية الموسم سواء في الشامبيونز ليغ أو الليغا (باستثناء مباراة ليفانتي) حيث عانى أمام اتلتيك بيلباو وملقا واتلتيكو مدريد وسلتا فيغو، وحتى لاس بالماس.

كما أنه عانى أيضا أمام روما الايطالي في انطلاق دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، وكل هذه المباريات خاضها البلوغرانا بوجود ميسي والثلاثي الذهبي.

4- أسباب الرباعيات والأهداف السهلة

ونلاحظ أيضا ان برشلونة بمجرد تلقيه لهدف افتتاحي في أي وقت من زمن المباراة فإن دفاعه يتفكك ويذهب بيكيه وماثيو ليكونا رأسي حربة، ولا نعود نرى الظهيرين، ولا يسود أي فكر تكتيكي ينم عن رباطة جأش كما كان يحصل في الموسم الماضي.

حصل ذلك مع برشلونة في كل المباريات تقريبا هذا الموسم باستثناء مباراة اتلتيكو مدريد التي كان فيها تركيز الفريق عال للغاية، وذلك يعود إلى افتقار النادي الكتالوني لعقله المدبر والرزين في وسط الملعب.

ولنتذكر كيف كان الحال بوجود انييستا وتشافي معا في وسط برشلونة، وكيف هو الحال الآن.

الغريب أن برشلونة يمتلك لاعبين في خط الهجوم سواء بوجود ميسي أو عدمه قادرين على التسجيل وقد فعلوا ذلك في المباريات الثلاث التي غاب عنها حتى الآن، ولكن مع ذلك ترى الاستعجال من الجميع لتسجيل الأهداف وكأن كرة القدم هي هجوم فقط دون دفاع.

سجل اشبيلية هدفين في 5 دقائق السبت وفي كأس السوبر الاوروبي سجل ثلاثية بين الدقيقة 58 والدقيقة 80، وسجل كل من اتلتيك بيلباو وسلتا فيغو رباعية انقسمت بين شوطين، وهذا الأمر لم يحدث مع برشلونة منذ زمن بعيد.

5- ليست إصابة ميسي وحدها

لا شك أن إصابة ميسي تؤثر أكثر من غيرها على برشلونة، ولكن لا يجب تجاهل غياب أنييستا المؤثر أيضا، وكذلك الضريبة التي دفعها الفريق الكتالوني نتيجة غياب الحارس التشيلي كلاوديو برافو الذي عاد في المباراة الأخيرة وظهر أنه لم يسترجع بعد مستواه المعهود.

الضريبة الأكبر التي دفعها برشلونة هي عقوبة الاتحاد الاوروبي التي حرمته من التعاقدات في الميركاتو الصيفي، ولكن النادي الكتالوني لم يحسن التصرف مع هذه العقوبة ووقع بسهولة في فخها الكبير خصوصا عندما أصيب لاعب الوسط الشاب رافينيا ووجدت الإدارة أنها لا تستطيع تعويضه بأي لاعب جديد.