إذا كان هارولد ويلسون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، قد قال في يوم ما إن الأسبوع يعد زمنا طويلا في السياسة، فما بالك بأربعة أشهر ونصف الشهر بالنسبة لكرة القدم.
ففي منتصف مايو/ أيار الماضي أثبت مورينيو الذي يصف نفسه "بالاستثنائي" بأنه بالفعل جدير بالتسمية عند فوز فريقه تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز متفوقا بفارق ثماني نقاط على أقرب منافسيه.
لكن مورينيو اضطر إلى قبول المعاناة والجلوس في صمت مطبق السبت، بعدما أطلقت جماهير ساوثهامبتون هتافات من قبيل "لم تعد الاستثنائي بعد" و"ستقال في الصباح" بعد خسارة تشيلسي 3-1 في ستامفورد بريدج أمام فريقهم.
وفي الواقع فإن الكثيرين من المهتمين بكرة القدم في شرق انجلترا وغربها، باتوا يرددون السؤال "ما هذا الذي يحدث في تشيلسي بالضبط".
فبحلول الأيام الأولى من أكتوبر/ تشرين الأول خسر تشيلسي ست مرات في كل المسابقات ويقر مورينيو بأن لاعبي الفريق يتعرضون لازمة ثقة بالنفس.
وقال مورينيو الفائز سابقا بلقب دوري الأبطال مع بورتو البرتغالي وإنتر ميلان الايطالي للصحفيين: "فريقي في الوقت الحالي.. أول شيء سلبي يحدث هو انهيار الفريق، الفريق نفسيا ومعنويا في حالة سيئة جدا".
وأضاف: "الفريق يحاول لكنه ينهار الفريق في حالة سيئة للغاية تجعله يتعرض للانهيار".
وكلمة هشة يمكن أن تكون أفضل تعبير عن الحالة النفسية والمعنوية للتشكيلة الحالية لتشيلسي.
وقدم تشيلسي عرضا جيدا في الشوط الأول السبت، لكن نجاح ساوثهامبتون في إدراك التعادل بواسطة ستيفن ديفيز مباشرة قبل نهاية الشوط الأول قضى على الفريق صاحب الأرض تماما.
وتمكن ساوثهامبتون بقيادة السريع ساديو ماني الذي أرهق دفاع تشيلسي من إرباك أصحاب الأرض وشعر الزوار بقدرتهم على تحقيق المفاجأة.
وسجل ماني وجراتسيانو بيليه هدفين لساوثهامبتون في الشوط الثاني ليحقق الفريق فوزا مستحقا لتغادر جماهير ستامفورد بريدج الاستاد قبل وقت طويل من نهاية اللقاء.
والآن.. ما هو الشيء الخطأ في تشيلسي في الوقت الحالي؟
ففي الواقع انخدع تشيلسي بقوته بعد إحراز اللقب بفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيه في الموسم الماضي.
وكان الفضل في ذلك يعود إلى ظهور إيدن هازارد بشكل مذهل وسلسلة من المباريات القوية للقائد جون تيري وكذلك الأساليب الخططية الذكية لمورينيو.
وبدأ تشيلسي الموسم الماضي بشكل رائع لكن عندما تراجع مستوى الفريق في بداية العام الجديد نجح مورينيو في قيادة لاعبيه للفوز بفارق ضئيل في العديد من المباريات.
وبدا هازارد هذا الموسم أشبه بظل للاعب البلجيكي المتألق منذ عدة اشهر فقط بينما لم يعد تيري يلعب باستمرار في التشكيلة الأساسية وحتى نيمانيا ماتيتش لاعب الوسط المدافع بدا أنه فقد ثقة المدرب مورينيو.
وشارك ماتيتش كبديل مع بداية الشوط الثاني أمام ساوثامبتون لكنه استمر 29 دقيقة بعدما قرر مورينيو استبداله.
ولا يقدم الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش عروضه القوية المعتادة في مركز الظهير الأيمن بينما يبدو سيسك فابريغاس صانع اللعب بعيدا تماما عن مستواه.
ويستقبل مرمى تشيلسي العديد من الأهداف بينما يجد لاعبوه صعوبات كبيرة في هز شباك المنافسين.
ولا يسجل دييغو كوستا، الذي اعتاد الدخول في سباقات حامية مع مدافعي المنافسين، الكثير من الأهداف بينما لا يقدم البديلان رادامل فالكاو ولوك ريمي ما يشفع لهما بتعويض المهاجم الموقوف.
وبدا مورينيو في حالة تحد غريبة بعد الخسارة السبت، والتي تركت تشيلسي في المركز 16 متقدما بأربع نقاط فقط على منطقة الهبوط.
وقال مورينيو: "لا يمكن أن أستقيل، لا يمكن لماذا؟ لأن تشيلسي لا يمكن أن يتعاقد مع مدرب أفضل مني".
وأضاف: "هناك العديد من المدربين في العالم في نفس مستواي لكنهم ليسوا أفضل مني. لذا فإنني لن أهرب".
وتابع: "أولا بسبب كرامتي المهنية ولمعرفتي بأنني أجيد عملي تماما، وثانيا لأنني أحب هذا النادي كثيرا جدا وأريد الأفضل له وهو استمراري".