لم تكن تصدق وأنت تراه وسيم الملامح هادئ الطباع أنك تتحدث إلى ضابط شرطة يُفترض فيه الغلظة والقسوة، ولكن الفنان زين العشماوي أقنع الجميع بأنه الضابط حسن السير والسلوك الذي يرفض المساس بالمتهم حتى تثبت براءته، وفي مرحلة أخرى استطاع أن يقنعك أيضًا أنه اللص الغادر الحاد الطباع الذي تتخفى من نظراته النارية، فقد أجاد تلك القوالب التي غلبت على مشواره الفني منذ أول أفلامه مع ماهر العطار «أنا وأمي» عام 1960.

زين، المولود في 8 مايو 1934، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية ثم التحق بعدة فرق مسرحية مثل: فرقة إسماعيل ياسين وفرقة يوسف وهبي، وبعدها انضم إلى فرقة «ساعة لقلبك» الإذاعية ولكنه مع ذلك لم يحقق نجاحًا إلا بشاشتي السينما والتليفزيون.

الفنان المصري كان الكومبارس الأمثل لدور ضابط الشرطة الذي يتعاطف مع عبدالحليم حافظ في «الخطايا»، ويقوم بمطاردة فريد شوقي في «بطل للنهاية»، ويتعاون مع فؤاد المهندس لحماية «صاحب الجلالة» ويقاوم الصهاينة مع أحمد مظهر في «صراع الجبابرة»، وبنفس درجة الإعجاب كرهناه كثيرًا في دور عليش الخائن لشكري سرحان في «اللص والكلاب»، والفلاح الذليل في «أدهم الشرقاوي» مع عبدالله غيث، والإسرائيلي المتآمر في «جريمة في الحي الهادي» مع رشدي أباظة.

أما رصيده التليفزيوني فيشتمل على العديد من المسلسلات المميزة مثل: «برج الحظ» مع محمد عوض، «أحلام الفتى الطائر» مع عادل إمام، «رفاعة الطهطاوي» مع هدى رمزي، «أنا وأنت وبابا في المشمش» مع زيزي مصطفى، أما آخر أعماله، قبل رحيله في 23 إبريل عام 1991، فكان «حالة مراهقة» مع محمد صبحي عام 1990.