افتتح الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم، المؤتمر التربوي السنوي الثامن والعشرين، والذي عقد هذا العام تحت شعار (نحو التمكين الرقمي في التعليم)، وذلك بمركز عيسى الثقافي خلال الفترة من الرابع والخامس من الشهر الجاري، بحضور الدكتور علي بن عبدالخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، والدكتور عبدالله يوسف المطوع وكيل الوزارة لشئون التعليم والمناهج، وعدد من المسئولين، وبمشاركة 400 من مديري ومديرات المدارس والمعلمين والمعلمات والاختصاصيين والاختصاصيات المعنيين.
وقد ألقى الوزير كلمةً أشار خلالها إلى أن موضوع المؤتمر لهذا العام يأتي استجابةً للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تحقيق أقصى درجات الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية في مجال التعليم والتعلم، مشيداً بتفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى مشروع التمكين الرقمي في التعليم، ليكون استكمالاً لمشروع جلالته لمدارس المستقبل، وذلك من أجل إعداد الطلبة والطالبات لمواكبة التطورات ومواجهة التحديات، والإسهام الفاعل في بناء مجتمع المعرفة.
ودعا الوزير الحاضرين إلى الإسهام بفاعلية في المحاضرات وورش العمل المصاحبة للمعرض، والمشاركة في المناقشة المستفيضة لعدد من المواضيع التربوية الهامة، ومنها تأثير التمكين الرقمي على المناهج الدراسية من حيث الشكل والمضمون، وكيفية استفادة المدارس وقطاعات الوزارة من هذه المنظومة الالكترونية، ونوعية التدريب الذي يؤمن الاستفادة المثلى من تطبيق التمكين الرقمي، إلى جانب دور الأنشطة ومركز الموهوبين في إبراز الإبداعات الطلابية في هذا المجال والاهتمام بها منذ المراحل العمرية المبكرة، والتوسع في الاستفادة من إنجازات المعلمين والمعلمات في التمكين الرقمي وتعميم الممارسات المتميزة على الميدان التربوي.
وألقت الدكتورة نورة أحمد الغتم الوكيل المساعد للمناهج والإشراف التربوي، رئيسة اللجنة العامة للمؤتمر كلمةً أكدت فيها أن التكنولوجيا تحظى بازدياد ملحوظ في العملية التربوية، من خلال تطبيق العديد من المشاريع التي توظف الأدوات الرقمية في الموقف التعليمية، مبديةً تطلع الوزارة إلى بلوغ مستويات متقدمة في استثمار التكنولوجيا عبر الأنشطة التفاعلية لتجويد السياسات والخدمات التربوية، وتوفير بيئة تعلم رقمي محفزة للإبداع، آملةًأن يسترشد المعلمون بالتوصيات الناتجة عن هذا المؤتمر في عملية التطوير، وأن تسهم العروض وورش العمل في وضع لبنات أجندة وطنية رقمية في سبيل التنمية المستدامة.
بعد ذلك تم عرض فيلم حول مدارس الوزارة والجهود المبذولة لإيجاد بيئة تعلم جاذبة للطلبة، وفيلم آخر حول آراء عدد من منتسبي الهيئات الإدارية والتعليمية والطلبة وأولياء الأمور حول التمكين الرقمي في المدارس المطبقة للمشروع.
بعدها قام وزير التربية والتعليم بتكريم المتحدثين الرئيسيين في المؤتمر، إلى جانب تكريم المعلمين الذين أنهوا أعلى ساعات تدريبية في الدورات الخاصة بالتمكين الرقمي في التعليم من أكاديمية مايكروسوفت، ثم افتتح الوزير المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي يعرض منتجات عدد من الشركات المتخصصة في مجال تقنية المعلومات والاتصال، إلى جانب عرض نماذج متميزة من الممارسات التربوية في مجال التعليم والتعلم داخل الصفوف في جميع المراحل التعليمية ومختلف المواد الدراسية.
يذكر أن اليوم الأول لأعمال المؤتمر يشهد تقديم محاضرات وورش عمل من قبل عدد من الخبراء والمختصين، حيث يتحدث في الجلسة الأولى كل من الأستاذة نوال الخاطر الوكيل المساعد للتخطيط والمعلومات والأستاذ خليل عبدالمسيح من شركة مايكروسوفت والدكتور جيه هورن مون من جامعة SIM بسنغافورة والدكتور سون سانغ تاه من الجامعة المفتوحة بماليزيا والدكتور تيرنس كافانو من جامعة شمال فلوريدا حول مفهوم التمكين الرقمي وأدواره، فيما تقدم الأستاذة حنان عبدالرحمن العرفج من مكتب التربية العربي لدول الخليج محاضرة حول معايير الجمعية الدولية لتكنولوجيا التعليم ISTE، ويقدم الدكتور تيرنس كافاك ومحاضرة بعنوان (التمكين الرقمي من الكتابة والقراءة الرقمية إلى صانع النشاطات).
وفي حديث خاص مع وكالة أنباء البحرين (بنا) أكد دكتور علي القرني رئيس مكتب التربية العربي لدول الخليج العربي بأن "مملكة البحرين هي أول دولة خليجية تطبق التمكين الرقمي في المنطقة"، منوها أن هذا ليس بجديد على المملكة وهي الرائدة في كل المجالات ومن بينها التربية والتعليم .
كما أضاف الدكتور القرني بأن هذا المؤتمر يناقش موضوع مهم وحيوي يشكل منعطف حقيقي في مجال التمكين الرقمي في المدارس والذي يؤكد النقلة النوعية من مرحلة الاستثمار في الأدوات والاجهزة الى الاستثمار في البشر وهو قرار صائب تتخذه مملكة البحرين ويضاف الى إنجازاتها في التربية والتعليم مؤكدا بان مكتب التربية العربي لدول مجلس التعاون يقوم أيضا بتدريب وتأهيل المعلمين حتى يقوموا بالدور المطلوب منهم على أكمل وجه.
ويشتمل جدول أعمال اليوم الأول للمؤتمر على أربع ورش عمل، وهي ورشة بعنوان (اكتشاف تطبيقك الانتقالي) يقدمها الدكتور تيرنس كافاكو، وورشة بعنوان (الأدوات الرقمية في خدمة التعليم) تقدمها الأستاذة خلود الحامد من إدارة نظم المعلومات والسيد أناند كومار من شركة مايكروسوفت، وورشة بعنوان (الإرشاد التقني) يقدمها كل من الأستاذة مهين غواص من مكتب الوكيل المساعد للتعليم العام والفني، والأستاذ نبيل خليل والأستاذة لطيفة الغتم من مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، والأستاذ علي سعيد من إدارة الإشراف التربوي، وورشة بعنوان (البيئة الافتراضية للمهارات الحياتية لدى مكتب التربية العربي لدول الخليج) يقدمها المهندس إبراهيم القيسي من المكتب العربي.