^   ليس حباً في المواطنين ولا رغبة في خدمة دين ولا من مبدأ وطني ولا إنساني وقف النائب الذي لم يفلح في مداخلة ولم يحقق أي نجاح في طرح موضوع أو اقتراح قانوني، بل صفة لازمته طوال جلساته غلط تلو الغلط؛ فمن تطاوله على زميل له إلى تقوله على زميلة، حتى وصل اليوم إلى حالة ميؤسة منها ليس لها علاج إلا البتر، حالته الميؤسة جعلته يخرج عن دوره كممثل للشعب إلى خطيب تتناثر منه كلمات، متخطياً حدوده وناسياً كونه ووجوده، فغاب عنه من يكون ومن رفعه وجعله شخصية مصونة سمحت له بالمداخلات والمشاركات، لكنه ليس أهلاً لهذه النعمة، ولا تصلح له هذه المهنة، فهذه المهنة لا تصلح لمفلوت اللسان مفتول العضلات. نسي أنه عضو برلمان في حلبة الصول والجول بالكلمة والحجة والحكمة، لكن ليس عليه ملامة، إنما هي الغمامة التي غشت الناس فظنوا أنه أهل للأمانة، فتكشفت لهم اليوم الحقيقة، وظهرت لهم ما خفت أوراقه، حين طالب رأس الحكومة بالتنحي، رأس الحكومة التي خرجت لتحيته وتأييده الجماهير الكبيرة التي ليس لـ (حضرة النائب!) بينهم تمثيل ولا دور حتى صغير بأن يطالب بمثل هذا الطلب ضارباً بإرادة أغلبية الشعب الذي حدد موقفه من الحكم وأكد وأقسم أن حكومة خليفة بن سلمان باقية. فهذه البيعة يا (حضرة النائب!) قد تمت بعدما عمّ صيتها بين العالم، وعرفوا من هو هذا الرجل الكبير الذي سرت له البحرين في الليلة الظلماء من ساحة الفاتح حتى قصره في الرفاع، وهو ما لم يحدث في تاريخ البحرين ولا الخليج ولا دولة في الشرق الداني ولا الغرب القاصي، صيحة دوت في سماء البحرين “الشعب يريد خليفة بن سلمان”، فماذا بعدها تريد أن تسمع يا (حضرة النائب!).. ألا أن تقول لك هذه الجماهير أخرج فإنك علينا متطفل ودخيل، ولا تمثل إلا نفسك، وصوتك الذي لا يختلف عمن يقف خلفك ويؤازرك، والذي سطر اسمك عناوين في صحيفته وفي مواقعه وتقاريره، فصرت لهم الرجل المفضل بعد إبراهيم شريف، وبعد أن شاهد العالم طائفية “أحداث البحرين”، فكانوا يحتاجون أي اسم يضاف في التقرير، فقدمت لهم نفسك كبديل، طمعاً أن يكون لك بينهم حظ أو قسمة في وليمة ووديعة، فها هو السقوط الكبير الذي منه لن تقوم ولن يكون لك قبول بين ناس ولا جمهور، فقد أصبح مكانك في الصف الأول في مسيراتهم التسقيطية التي كان سهمك منها أن تتظاهر في المجلس فبدأت بالدروشة ونهيت بالطاعة والولاء للولي الفقيه. لا نرحب الذين أنكروا المعروف، فركبوا في فلك الأعداء الطامعين الذين يحلمون أن تكون لهم السلطة والبيعة، حتى تتحول البحرين حلبة مصارعة وأثقال بينمن لا يعرف حرمة وطن، ولا يحترم إرادة شعب، وهذا ما حصل حين أصبح شخص غير مؤهل مصدر للسلطات، وكيف فكيف بالذين لا يفترون عويل وعواء يريدون أن تكون لوليهم البيعة، وهم لا يفقهون في دستور ولا قانون، ولا يعرفون حدودهم ولا يدركون قياسهم، فها هي سنحت لهم الفرصة. لكن نقول إنها إرادة الله التي كشفت الحقائق وأن السلطة لا يصلح لها إلا أهلها الذين ميزهم الله واختارهم وجعل في وجههم الملاحة والسماحة، وألهمهم حسن الكلام وأدب الحوار، وها هو الأمر يا (حضرة النائب!) أمامك فشريطك تتناقله الجماهير بين موبخ لك ومحذر، فقد تجرأت على جماهير الفاتح، فخليفة الفاتح والفاتح خليفة، ولن يكون لك بعد هذه العنترة نصيب إلا خروج من مجلس الشعب دون رجعة، سقوط لا ينقذه اعتذار ولا تبرير، فقد انتهى الموضوع وحسم رأيه الجمهور أن خليفة بن سلمان هو رمز جماهير الفاتح.