كتب - حسن عبدالنبي وأماني الأنصاري:
واصل قصابو سوق المحرق المركزي إضرابهم لليوم الخامس أمس بعد ارتفاع الأسعار منذ دخول قرار رفع الدعم حيز التنفيذ نظراً لصعوبة تسويقها، مهددين بمواصلة الإضراب ما لم يتم حل المشكلة، فيما أكد تجار لحوم بسوق المنامة المركزي أن 90% من الفرشات مغلقة، إذ ما زال القصابون يبيعون اللحوم التي قاموا بشرائها منذ يوم السبت.
في الأثناء، أكد رئيس مجلس المحرق البلدي محمد آل سنان، رفض المجلس زيادة الأسعار المبالغ بها، مؤيداً القصابين في موقفهم، موضحاً أنه في حالة الموافقة على تلك الأسعار الخيالية سنفاجأ في المستقبل القريب بزيادة أسعار العديد من السلع.
وأكد قصابو «المحرق المركزي» استمرارهم في رفض شراء اللحوم نتيجة ارتفاع أسعارها، بعد رفع الدعم عنها لصعوبة تسويقها، مؤكدين تكبد كل قصاب خسائر يومية تصل إلى 60 ديناراً، ما يعني أن إجمالي خسائر كل قصاب خلال الأيام الـ5 الماضية وصلت إلى 300 دينار.
وتساءلوا عن إمكانية تحملهم خسائر يومية جراء عدم البيع، خاصة أن هذه المهنة هي مصدر رزقهم الوحيد الذي يعيلون من خلاله أسرهم، مبيدن استغرابهم من عدم زيارة الجهات ذات العلاقة كحماية المستهلك ووزارة الصناعة والتجارة والسياحة، ووزارة الصحة وعدم الاكتراث لتطالبهم.
وأكدوا أن مبلغ التأمين والشروطه التعجيزية التي تفرضها شركة البحرين للمواشي دون وجه حق والبالغة 500 دينار، تساهم في زيادة الأعباء التي يمرون بها، ما يثقل كاهلهم.
وحول موقف المجلس النيابي، أكد النائب علي المقلة أن المجلس عقد العديد من الاجتماعات مع الحكومة وتم تقديم عدة مقترحات مصحوبة بالدراسات المختصة ولكنها لم تؤخذ بعين الاعتبار.
في المقابل، أكد أهالي محافظة المحرق، أن الارتفاع الصارخ في أسعار المواد الاستهلاكية وخاصة اللحوم، أدى إلى عزوف المواطنين عن شراء حاجاتهم من تلك المواد بسبب الأسعار المبالغ فيها، مبدين استغرابهم من مواكبة المنتجات والمواد الأخرى غير المدعومة أصلاً في السابق.
وأكدوا أن ذلك يأتي نتيجة جشع بعض التجار، بسبب غياب الرقابة من قبل الجهات ذات العلاقة كوزارة الصناعة التجارة والسياحة، وإدارة حماية المستهلك وأيضاً وزارة الصحة التي لم تراع عملية تخزين الذبائح لعدة أيام وإمكانية تعرضها للتلف بسبب عزوف المواطنين عن الشراء.
وفي مداخلات للأهالي أكد المواطن حسن كمال، أكد أن قضية القصابين والمواطنين على حد سواء هي إنسانية بالمقام الأول، مقترحاً إنشاء شركة جديدة للمواشي تكون مساهمة من قبل القصابين والمعنيين والمواطنين، وهو ما اتفق عليه الجميع.
فيما أشار عبدالمنعم العيد إلى أن الحلول يجب أن تأتي سريعاً كونها تعتبر أمناً غذائياً وتمس المواطنين والقاصبين بشكل مباشر. فيما أكد كل من إبراهيم الدوي وأحمد عقاب على أهمية إنشاء شركة أخرى للمواشي ما سيساهم في تقليل الأسعار.
ورأى محمد الجزاف أن مجلس النواب والمجلس البلدي معنيان بهذا الأمر، بينما طالب عبدالعزيز الزياني بضرورة الاستماع إلى رأي شركة المواشي في هذه الزيادة الكبيرة في الأسعار.
واتفق الحضور على رفع خطاب إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يتضمن إعادة النظر في القرار أو تأجيله للمزيد من الدراسة والبحث، إنشاء شركة مواشٍ كشركة مساهمة عامة ويتم إدراجها للاكتتاب العام مع أولوية الاكتتاب للقصابين والمربين والمعنيين، وتكوين لجنة تأسيسية لهذا المشروع.
كما اتفق الحضور كذلك، على تعويض المتضررين من القصابين ومن في حكمهم، إنشاء مسالخ في كافة محافظات المملكة، إلى جانب تفعيل دور حماية المستهلك التابع لوزارة الصناعة والتجارة والسياحة.
وقالوا إن محافظة المحرق بكافة مدنها وقراها تتشرف برفع هذا الكتاب إلى المقام الكريم لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وحفظه الله ورعاه يطالبون من خلاله النظر في قرار رفع الدعم وما له من تداعيات على الأهالي.
إلى ذلك، قال محافظ المحرق سلمان بن عيسى بن هندي، إن المواطنين الذين وقفوا تلك الوقفات الوطنية وحاربوا الإرهاب والتطرف، ليس من واجب الدولة مكافأتهم بهذه الإجراءات التي تمس معيشتهم وقوت يومهم.
وفي سوق المنامة المركزي، أكد تجار لـ»الوطن»، تراجع معدلات البيع بنسب كبيرة منذ يوم الخميس الماضي، في حين بلغ متوسط ما تم بيعه أمس كيلوين لكل قصاب نتيجة العزوف عن الشراء، موضحين أنهم يعرضون اللحوم العربية وغيرها بدون ربح إلا أن الإقبال عليها ضعيف جداً.
وأكد تاجر اللحوم بسوق المنامة المركزي، السيد ناصر الحليبي، أن 90% من الفرشات في السوق مغلقة، عازياً ذلك إلى ضعف الإقبال والبيع، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الفرشات التي عملت أمس تبيع اللحوم التي تم شراؤها من شركة البحرين للمواشي يوم السبت الماضي، بسبب عدم الإقبال على الشراء.
وأشار الحليبي إلى أن معدل متوسط بيع القصابين الذين عملوا أمس يبلغ كيلوين فقط، مبيناً أن القصابين يعرضون اللحوم العربية وغيرها للبيع بسعر التكلفة، إلا أن هناك تراجعاً كبيراً في الإقبال.
وفي سوق الأسماك، قال بائع السمك بسوق المنامة المركزي عبدالله مال الله، إن سوق السمك يعاني شحاً في الأسماك نتيجة ارتفاع حرارة الجو، إلى جانب ارتفاع الطلب بسبب رفع الدعم عن اللحوم، ما أدى إلى زيادة أسعار الأسماك.
وقال مال الله «استقر سعر كيلو الصافي بين 3.5 إلى 4 دنانير، أما سمك الهامور فيتراوح بين 6 إلى 8 دنانير، ووصل كيلو الشعري إلى ما بين 3 و 4 دنانير مقابل 2.5 و3 دنانير، في حين يتراوح سمك الكنعد بين 4 إلى 5 دنانير وسمك الفسكر 3 دنانير.
وفي ما يتعلق بالدواجن، أكد بائع الدواجن بسوق المحرق المركزي حسين حيان، تذبذب حركة المبيعات في السوق، حيث كان في السابق يبيع في اليوم 200 دجاجة لتنخفض المبيعات إلى 50 حبة فقط، مع ارتفاع سعر الجملة إلى 1.3 دينار فيما تباع للمستهلك إلى 1.5 دينار.
وأوضح حيان أن سعر طبق البيض البحريني «24 بيضة» يباع بدينارين مقارنة مع 1.8 دينار سابقاً، أما البيض الكويتي فيتراوح بين 1 إلى 1.4 دينار للطبق، حيث شهد إقبالاً نوعياً، مشيراً إلى توافر أنواع من البيض السعودي تتراوح أسعارها بين 1.5 دينار إلى 1.7 دينار.