من المُرجح أن يتحول فيلم "سوفرجت" إلى واحد من أبرز كلاسيكيات السينما العالمية لتطرقه إلى دور التنظيمات النسوية السرية وتضحياتها من أجل حصول المرأة على حق التصويت في البرلمان البريطاني.
وقد شارك في هذا العمل أهم نجمات التمثيل في العالم، وبريطانيا على وجه الخصوص، تتقدمهم الأميركية ميريل ستريب، ومعها كاري مولغان وهيلينا بونام كارتر وكم آخر من النجوم الذين قادتهم المخرجة البريطانية ساره غافرون وهي تعتمد على سيناريو صاغته أبي مورغان.
ويرصد الفيلم مرحلة هامة وثرية من نضال المرأة البريطانية من أجل الحصول على حق التصويت في البرلمان، في رحلة من الألم والموجهات
والتظاهرات بقيادة الزعيمة السياسية ايملين بانكيرست التي جسدت دورها ميريل ستريب باقتدار سيضاف إلى انجازاتها السينمائية الكبرى.
فيلم "سوفرجت"، وهو اسم الحركة النسائية التي قادت ذلك التحرك، يأخذ المشاهد، عبر حكاية مود واتس (التي تؤدي دورها الممثلة كاري موليغان) التي واجهت المستحيل وعاشت ظروفا قاسيا من أجل أن تحقق حلمها وحلم الكثيرات بالحصول على الحقوق السياسية الكاملة.. في رحلة كادت تفقد بها أسرتها ومستقبلها أمام الرفض والمواجهات السياسية وسطوة الرجل وهيمنته.
الفيلم شديد الذكاء في المزج بين الدراما وأيضا في التوثيق لمسيرة ناشطات الحركة النسوية التي ظلت تناضل وتعمل لسنوات طويلة تحت الأرض حتى كانت المواجهات الكبرى لنيل المساواة، في مسيرة ثرية بالشخوص والتضحيات الكبرى والألم والقسوة.
ويتميز الفيلم بالأداء العالي المستوى، وكأن المشاهد أمام مباراة بين أقطاب التمثيل النسائي في العالم.
وبمناسبة تصوير هذا الفيلم، فتح البرلمان الإنجليزي أبوابه لأول مرة، ومنذ أكثر من نصف عقد من الزمان، لتصوير عمل سينمائي جاء ليرسخ حقيقة ومرحلة وهدف.