يعود تاريخها إلى تاريخ بناء مدينة "حلب" نفسها، حيث بدأت بما يعرف بالشارع المستقيم الذي يمتد بين "باب أنطاكية" ومعبد القلعة في القرن 19 ق.م في عهد ملك حلب"ياريم ليم".

تعد أسواق مدينة حلب الأولى في العالم من حيث كبرها وتعدد الفعاليات الاقتصادية التي تحتويها. كما تمارس فيها مختلف الحرف منذ القدم.

وتشكل الأسواق حوالي 16 هكتاراً من المساحة الكلية لمدينة حلب الأثرية، يبلغ طول السوق بتفرعاته المستقيمة والمتوازية ما بين 13-15كم.

وتضم ما يقارب 39 سوقاً وعددا كبيرا من الخانات 27 والقيساريات 6.

ويتميز موقع تلك الأسواق بأنه وسط المدينة، وتحديدا بين قلعة حلب الشاهقة الضخمة وبين البوابات التي تغلق مساء لحماية محلات التجار، مثل باب الفرج وأنطاكيا وقنسرين والجنان والنصر.

ومنذ بدأت الاشتباكات في المدينة، تحصنت قوات الأسد في القلاع والمدارس والفنادق الأثرية في حلب، وحولتها إلى قلاع حصية يتمركز عليها القناصون الذين يقتلون يومياً عشرات العزل.

وأمام إخفاق محاولات عناصر المعارضة في إخراج تلك القوات من معاقلها، اضطرت إلى حفر شبكة أنفاق قرب بعض هذه المقار وتفجيرها بالكامل. وبدت في المشاهد آثار الدمار الهائل الذي أحدثته تلك القوات في المباني التاريخية بالمدينة.

فيما وصف ناشطون ما يحدث في حلب بأنه سياسة الأرض المحروقة التي تدمر كل شيء في المدينة.

من جهتها، درجت اليونسكو 6 مواقع أثرية سورية مهددة بفعل المعارك الجارية في هذا البلد منذ حوالي 5 سنوات، على قائمة التراث العالمي المهدد، ولا سيما حلب القديمة التي تكبدت "أضراراً جسيمة" منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد نظام الأسد في مارس 2011.

وفي سبتمبر 2012 التهمت النيران أجزاء من سوق حلب الأثري بدكاكينه القديمة ذات الأبواب الخشبية التي يعود بعضها إلى مئات السنوات.

ودعت اليونسكو مراراً منذ بدء المعارك أطراف النزاع إلى الحفاظ على تراث سوريا الثقافي والتاريخي، وحذرت الأسرة الدولية من مخاطر تهريب الممتلكات الثقافية والاتجار بها.