بعد أن بدأ تويتر يحاصر العديد من الحسابات الداعشية التي تروج للتنظيم الإرهابي أو تبث إعلاناته وفيديوهاته، بدأ عناصر التنظيم على ما يبدو يتجهون نحو تطبيق المراسلة الفوري الذي أطلقه روسيان في الأساس تيليغرام.

وفي تقرير بثته "بي بي سي" البريطانية لفتت إلى أن داعش التحق بتيليغرام وبدأ يبث رسائله وحتى فيديوهاته عبره إلى مؤيديه، ولعل هذا ما لم ينكره مؤسس التطبيق بافل دروف. ففي مراجعة أجرتها "العربية.نت" لتصريحات الأخير، قال دروف بالحرف الواحد رداً على سؤال حول الخصوصية التي يمنحها تيليغرام ومحاذيرها "إن داعش يستخدم بالفعل التيليغرام".

أما عند سؤاله كيف يسمح بذلك فأجاب "الخصوصية في نهاية المطاف هي أكثر أهمية من خوفنا من حدوث أمور سيئة في حياتنا. إذا نظرتم إلى داعش.. نعم هناك حرب في الشرق الأوسط. وفي نهاية الأمر سيجد داعش وسيلة للتواصل مع خلاياه، وإن لم يجدوا أي وسيلة تشعرهم بالأمان سيعثرون على وسيلة أخرى. ليس علينا الشعور بالذنب حيال ذلك، وما زلنا نقوم بما نراه صائبا، ألا وهو حماية خصوصية مستخدمينا".
تدمير للرسائل بعد تلقيها

بالإضافة إلى الخصوصية التي يتمتع بها هذا التطبيق والتي تنافس أي تطبيق آخر للتراسل الفوري، أضيفت في سبتمبر الماضي 2015 خاصية بث الفيديوهات، وبالتالي أضحت خيارات داعش أوسع وأضمن، ناهيك أن تيليغرام يقوم بتوزيع رسائله بشكل مفتوح دون تحديد للعدد الذي قد تطاله تلك الرسائل. كما أنه يسمح بأمر من مرسلها تدميرها ومحوها في الوقت الذي يحدده المرسل، وهو إلى ذلك يمكنه توصيل وثائق PDF.

إذاً يقدم التطبيق لمستخدميه ولداعش إمكانية التبادل الآمن للرسائل، حيث يتم تشفير الرسائل على خوادم التطبيق لصعوبة الاطلاع عليها من أي طرف ثالث غير مرسل ومستقبل الرسالة، كما يقدم ميزة تتيح للمستخدم إمكانية اختيار تدمير الرسائل بعد وصولها للمتلقي، وهو أضحى بالتالي وسيلة "فتاكة" بيد داعش قد تطيح قريباً بتويتر.

يذكر أن التطبيق يقوم بتسليم نحو 12 مليار رسالة في اليوم، مع زيادة قدرها مليارا رسالة منذ أغسطس الماضي. وكان تيليغرام قد استفاد بشكل كبير من مخاوف مستخدمي واتس آب المتعلقة بالخصوصية بعد أن استحوذ عليه فيسبوك في فبراير 2014، وذلك في صفقة قدرت حينها بنحو 19 مليار دولار أميركي.

وتتوافر منه إصدارات لأنظمة أندرويد وiOS وويندوز فون، إضافة إلى عدة نسخ لمنصات مختلفة مثل "ويندوز" و"ماك"، وهي متوافرة عبر موقعه الإلكتروني، بحسب ما اطلعت عليه "العربية.نت".