أكد وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة أن مؤتمر الإبداع التقني في العمل الخيري يلبي حاجة أمتنا للتميز والسعي لبحث الحلول الإبداعية وطرق حشد الطاقات والموارد والأفكار لتجاوز تحديات العمل الخيري، لافتاً إلى أن الحكومة تشجع المبادرات المتفردة وتبادل الأفكار والخبرات، وتجمع الطاقات الوطنية وخبراء التقنية ورواد العمل الخيري من البلدان العربية ومن الدول على أرض البحرين.
وأشار، خال افتتاحه معرض ومؤتمر الإبداع التقني في العمل الخيري 2015، بحضور رؤساء الجمعيات الخيرية والمنظمات المدنية ورواد المسؤولية الاجتماعية من 20 دولة، تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، إلى أن حكومة البحرين تحرص على تشجيع الأفكار الإبداعية، وغرسها كثقافة في بيئة العمل المجتمعي والخيري على وجه الخصوص، وخاصة وأن التقنية اليوم تلعب دوراً مهماً في حياتنا العملية والتعليمية، ومن المبادرات العالمية في المجال أطلقت وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف مسابقة القارئ العالمي لتلاوة القرآن الكريم عبر الإنترنت وهي أول مبادرة للتطوير من البحرين إلى العالم أجمع.
وفي الجلسة الأولى للمؤتمر، قدمت المتحدثة الرئيسة د.فاطمة البلوشي وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة ورقة حول "الابتكار الاجتماعي في العصر الرقمي" أشارت فيها إلى أن التقنية أصبحت نمط حياة متوطناً وهي بمثابة لغة الأم عند جميع الشباب في قارات العالم، وقد تغير نمط حياة الناس وأصبح الشباب مولعاً ومهووساً بجديد التقنية ويقوم بعمل عدة أمور في وقت واحد، وتغيرت أدوات التواصل ولابد للعمل الخيري أن يتغير ليواكب كل ما هو نوعي ومتجدد وإبداعي بالاستفادة من توجهات التقنيات الجديدة.
وأكدت أن القرية الكونية التي نعيش فيها قد تأثرت أيما تأثير بالتطور التقني الكبير الذي شمل كافة المجالات الحياتية بلا استثناء، وأن التطور التقني أسهم بشكل كبير للغاية فيما وصلت إليه تجربة البحرين على وجه الخصوص في مجال العمل الخيري والإنساني عموماً، وأن الكوادر البحرينية المؤهلة في هذه المجالات قد لعبت دوراً مهماً في عملية التطور هذه، باعتبارهم الدينامو المحرك والآلية التي تقود كل ما يتصل بإنجاز العمل التقني داخل المؤسسات الخيرية".
وبعد الجلسة الأول من المؤتمر، قام الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بجولة داخل معرض الإبداع التقني في العمل الخيري واطلع على آخر ما توصلت إليه الشركات والمؤسسات التقنية في عملها وإنتاجها للبرمجيات التي تعمل من خلالها الجمعيات الخيرية، كما اطلع على مدى استفادة الجمعيات والمنظمات من البرامج التقنية وتجربتها بالنسبة لتطوير العمل الخيري وزيادة مساهمات الخيرين المادية المباشرة من استخدام التقنية، وأشاد الوزير بمستوى العمل المعروض والتجارب الحقيقية التي أسهمت بشكل واضح في اتساع رقعة الأعمال الخيرية في بلادنا العربية.
من جانبها، قدمت جمعية قطر الخيرية تجربتها في الورقة التي قدمها يوسف الكواري الرئيس التنفيذي للجمعية حول التبرع الإلكتروني ودوره في رفع سقف الفرص والتحديات، والتي أشار فيها إلى التحديات التي تتزايد يوما بعد آخر، لافتاً إلى أن توفير التمويل يعتبر من التحديات الرئيسة التي تواجه منظمات المجتمع المدني والتي أسهمت التكنولوجيا والإنترنت في تسهيل وتبسيط أدواته، ومع ذلك لاتزال هناك تحديات أمام الفرص العظيمة المتاحة.
وفي الجلسة الختامية لليوم الأول استمع الحضور إلى عدد من المتحدثين حول تجارب الابتكار الخيري الإلكتروني، شملت ورقة بعنوان "إدارة سلسلة التموين الإلكتروني عبر حل بطاقة منافذ لربط التعاملات" والتي قدمها م.سالم الحربي المؤسس المدير التنفيذي لنظام منافذ السعودية، وورقة بعنوان "رسائل الرحمة: كفاءة الاتصال في الجمعيات الخيرية"، قدمها عبدالرحمن المطوع الأمين العام للمساعد لجمعية الرحمة العالمية الكويتية، و"تطبيقات الهاتف النقال- الفرص والمبادرات الناجحة" للمهندس طارق منصور الرئيس التنفيذي مؤسس "آيفون إسلام" من مصر، وفي الختام ورقة "إمارات الخير" قدمها ناصر مبارك مدير إدارة تقنية المعلومات – دائرة الشؤون الإسلامية والعلم الخيري بالإمارات.
وأتاح المؤتمر، الأول من نوعه، في يوم الافتتاح فرصة نادرة لنقل الخبرات التقنية والمبادرات الإبداعية في العمل الخيري لتطوير العمل الخيري والتطوعي علاوة على استعراض قصص النجاح والمبادرات الرائدة من خلال جلسات مهنية عالية المستوى، وصاحب المؤتمر معرض لأحدث المنتجات التقنية التي تسهم في أإداث طفرة نوعية في أداء القطاع الثالث، حيث جمع المؤتمر رواد وقيادات منظمات المجتمع المدني والمعنيين في مجالات الشؤون الاجتماعية وخبراء التقنية لمناقشة فرص الاستثمار في التكنولوجيا.