"عملية مسرح بيسلان (2004)، التي ذهب ضحيتها أكثر من 100 طفل (روسي) هي من العمليات الشرعية رداً بالمثل على العدوان الروسي على الشيشان"! تنفيذ العمليات الانتحارية الإرهابية ضد "الكفرة والمرتدين".. فصل خاص بأحكام قيام المرأة بتنفيذ تلك العمليات! جانب يسير من كتاب لباحث سعودي، أجازته جامعة سعودية مرموقة.. ويباع في أسواق المملكة بلا قيد! استند مؤلفه الدكتور سامي خالد عوض الحمود إلى مئات الفتاوى والاجتهادات والآراء الفقهية، بما فيها آراء مؤسس حزب التحرير تقي الدين النبهاني. وضمَّن كتابه مسوغات لاستهداف المدنيين في الحروب، بمن فيهم الإعلاميون والإعلاميات!
ويقول الدكتور الحمود مؤلف الكتاب وعنوانه «الأعمال الفدائية: صورها وأحكامها الفقهية» وفقاً لصحيفة "الحياة" إن بحثه «يخص فقط العمليات الشرعية في الجهاد الشرعي المعتبر». واعتمد في الأساس على العمليات الانتحارية التي تنفذها «حماس» والجماعات الإسلامية المسلحة في الشيشان.
وحاولت الصحيفة التواصل مع مؤلف الكتاب عبر موقعه الإلكتروني، إلا أنها لم تحصل على رد. بيد أن المؤلف دوّن تغريدة في حسابه في «تويتر»، قال فيها: «إن رسالتي لنيل درجة الماجستير اهتمت بالرد على الأعمال الانتحارية، واستفاد منها مختصون وجهات، وما أثير حولها (الرسالة) مضحك، وفيه كذب وتدليس وبتر أحكام فقهية». وحاولت «الحياة» التواصل مع مسؤولي جامعة الملك سعود (التي صدر عنها الكتاب)، فلم يجيبوا على استفسارات الصحيفة المتكررة.
وقال مدير «مركز المسبار للدراسات والبحوث» منصور النقيدان للصحيفة ذاتها «إن فقه الجهاد عند المسلمين لم يتعرض إلى أية مراجعة حقيقية»، لافتاً إلى أن كتاب «العمليات الفدائية» جاء ضمن هذه الحالة.
وزاد: «أن الكتاب معالجة فقهية لا تخلو من خداع، سمح له بأن يجد طريقه إلى الأسواق، وهو رؤية حركية تجعل من العمل المسلح لجماعة الإخوان المسلمين (حماس)، ومن العمليات المسلحة الشيشانية ضد المصالح الروسية، أساساً شرعياً بني عليه الكتاب».