أمر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بتوثيق مهام ومشاركات جنود قوة الدفاع وجهود وزارة الداخلية الإنسانية، وتدريسها ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم، قبل أن يقرر أن يكون يوم 17 ديسمبر من كل عام مناسبة للاحتفاء بالشهداء.
ووجه جلالته في خطابه السامي لدى رعايته افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع لمجلسي النواب والشورى أمس، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، وزارة التربية لتطوير مضمون المناهج الدراسية المعززة للولاء والانتماء الوطني.
ودعا جلالته إلى عمل عربي جماعي لإغاثة اللاجئين العرب من مناطق الصراع والتوتر، حفظاً للكيان العربي وأمنه القومي المشترك والدفاع عن قضاياه العادلة وبمقدمتها القضية الفلسطينية.
وقال جلالته “موقفنا كان حاسماً في اليمن وأشركنا أبناءنا في تثبيت الشرعية”، لافتاً إلى أن أحداث اليمن أثبتت صواب القرار السعودي بالتدخل العربي ووقف التدخلات والأطماع الخارجية.
وأضاف جلالته “مستقبل الأجيال نختاره نحن ولا يفرضه الآخرون بالإرهاب والإجرام”، موضحاً أن “البحرين اكتوت بنار التدخلات وتعاملت معها بحصافة وعقل مستنير”.
وأكد العاهل المفدى أن المواطن أولوية والتنمية مستمرة رغم التحديات الاقتصادية، قبل أن يضيف “ماضون نحو الإصلاح وتعميق المواطنة القائمة على العدالة والمساواة”.
وبين جلالته أن الدمج يخفف الأعباء المالية عن الدولة ولن يمس الخدمات المقدمة للمواطن، وقال “رغم كل الظروف مشروعات التعليم والصحة والإسكان مستمرة”.
وشدد جلالته على أولوية الاهتمام بمواطني البحرين باعتبارهم الثروة الحقيقة للوطن، لافتاً إلى أن برامج المملكة التنموية تتواصل في كافة القطاعات رغم التحديات الاقتصادية.
وأشاد جلالته بدور السلطة التشريعية في خدمة البلاد وتعزيز قيم الديمقراطية ومشروع الإصلاح.
وذكر جلالته أن المرحلة الحالية التي تمر بها المملكة تحتم على كل صاحب جهد وطني مخلص العمل من أجل رفعة هالبلاد والنهوض بها، خاصة أمام تطورات متسارعة تشهدها المنطقة والعالم، لاسيما على الصعيد الاقتصادي.
وأعرب جلالته عن بالغ تقديره واعتزازه بمساعي السلطة التشريعية وجهودها الطيبة المبذولة من أجل ممارسة مسؤولياتها وواجباتها الدستورية بكل اقتدار، لافتاً إلى أن السلطة التشريعية حريصة على مزاولة دورها الرقابي والتشريعي، من منطلق التزامها الدستوري الأصيل بخدمة المملكة وشعبها، و”دعم مفاهيم الديمقراطية النابعة من ثقافتنا وقيمنا العريقة، وسطرها الميثاق الوطني”.
وأوضح العاهل المفدى أن ما تمر به المنطقة من تطورات متسارعة، خاصة على الصعيد الاقتصادي، دفعت إلى اتخاذ إجراءات لدمج بعض الوزارات والهيئات، للتعامل مع متطلبات دعم الميزانية والتخفيف من أعباء مالية تتحملها الدولة، لافتاً إلى أن هذه الإجراءات لن تقلل أو تمس الخدمات الحكومية المقدمة للمواطن “الذي هو موضع اهتمامنا على الدوام والثروة الحقيقية للوطن”.
ونبه جلالته إلى أنه رغم كل الظروف، فإن البرامج التنموية ستتواصل وتستمر في القطاعات كافة، وخص بالذكر مشروعات البنى التحتية والتعليم والصحة والإسكان وغيرها من الخدمات الحيوية، بما يخدم الوطن والمواطن.
ووجه جلالته كل الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، بعد أن حقق الكثير من المكتسبات والإنجازات على المستوى الوطني والدولي، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء، مشيداً بسعيهما الدؤوب والدائم لمتابعة وتطوير عمل الحكومة وتنفيذ برامجها.
وعبر جلالته عن تطلعه “لمستقبل نريده لنا ولأجيالنا المقبلة من واقع ما نختاره نحن لأنفسنا، وليس ما يريده لنا الآخرون، ويسعون لفرضه من خلال الإرهاب والإجرام”.
واعتبر جلالته أن البحرين بعد أن اكتوت بنار التدخلات الخارجية ووعت مخاطرها على أمنها واستقرارها، استطاعت التعامل الحصيف مع ما يحاك ضدها من مؤامرات، وتمكنت من كشفها وإبطالها بعقول وطنية مستنيرة، ووعي مجتمعي متيقظ.
وأشار عاهل البلاد المفدى إلى أن البحرين كان لها موقف حاسم من أحداث اليمن الشقيق، وهو ما تمثل في إشراك أبنائها من منسوبي قوة دفاع البحرين البواسل للمشاركة في “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل”، لتثبيت الشرعية، والمساهمة في عمليات الإغاثة الإنسانية هناك، وهي أحداث أثبتت صواب قرار المملكة العربية السعودية الشقيقة، مشيداً بقرار قيادتها الحكيمة في ضرورة التدخل مع دول عربية شقيقة أخرى ووقف التدخلات والأطماع الخارجية.
ووجه جلالته التحية للأبطال البواسل ممن يؤدون واجباتهم الإنسانية والوطنية على أكمل وجه وصورة، بينما وجه التحية والتقدير لجميع الأسر البحرينية التي أنجبت هؤلاء الرجال.
واستذكر جلالته الشهداء البررة ممن ستبقى أسماؤهم وتضحياتهم علامة خالدة ومضيئة في تاريخ البحرين، قبل أن يقرر أن يكون يوم 17 ديسمبر من كل عام، مناسبة احتفاء وتكريم للشهداء تقديراً واعتزازاً لما قدموه لوطنهم وأمتهم من تضحية وفداء، والذي يصادف يوم عيد جلوس جلالته.
وأمر جلالته أن توثق مهام ومشاركات جنود قوة دفاع البحرين البواسل وجهود وزارة الداخلية الإنسانية، وأن تدرس للأبناء والأجيال القادمة ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم.
ووجه جلالته الوزارة إلى ضرورة أن تكثف جهودها التعليمية والتربوية في تطوير ومتابعة مضمون المناهج الدراسية المعززة للولاء والانتماء الوطني، مقدراً لوزير التربية والتعليم ولجميع منسوبي الوزارة وهيئاتها التعليمية والإدارية جهودهم الحثيثة في خدمة العلم.
وطالب جلالته بعمل عربي جماعي في إطار جامعة الدول العربية، لدعم الجهود الإغاثية والإنسانية للاجئين والنازحين العرب من مناطق الصراع والتوتر، حفظاً للكيان العربي وأمنه القومي المشترك والدفاع عن قضاياه العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وصولاً إلى حل عادل ودائم يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وختم جلالته خطابه السامي بالقول “إنه رغم كل التحديات، فإن المملكة ماضية لتحقيق المزيد من الإصلاح وتعميق أسس المواطنة القائمة على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص”، مشيراً إلى أن هذه هي المبادئ التي يعمل من أجلها مشروع الإصلاح والتحديث الوطني، هي مسؤولية مشتركة تستدعي مواصلة العمل الجاد في إطار متوازن من التعاون المثمر بين السلطات، وتحقيق أقصى درجات الاستقرار والرخاء لهذا الوطن وأبنائه من رجال ونساء.
ونص الخطاب السامي “بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
على بركة الله وبعونه وتوفيقه نفتتح أعمال دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع للمجلس الوطني، لنعرب عن تقديرنا واعتزازنا بالمساعي والجهود الطيبة للسلطة التشريعية وهي تمارس مسؤولياتها وواجباتها الدستورية بكل اقتدار، وتحرص على مزاولة دورها الرقابي والتشريعي من منطلق التزامها الدستوري الأصيل بخدمة الوطن والمواطنين، وتعزيز مفاهيم الديمقراطية النابعة من ثقافتنا وقيمنا الوطنية العريقة، والتي سطرها ميثاقنا الوطني المجيد.
الحضور الكريم..
تمر المنطقة بتطورات سياسية متسارعة، وأوضاع اقتصادية استثنائية، الأمر الذي استدعى منا التوجيه بدمج بعض الوزارات والهيئات الحكومية، لدعم الميزانية العامة ومعالجة الوضع الاقتصادي في البلاد، للتخفيف من الأعباء المالية التي تتحملها الدولة، دون التقليل أو المساس بالخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطن الذي هو موضع اهتمامنا على الدوام والثروة الحقيقية للوطن.
وبالرغم من كل الظروف، فإن عملنا الوطني المشترك وبرامجنا التنموية ستنمو وتتواصل، بإذن الله تعالى، في كافة القطاعات التي تخدم الوطن والمواطن، ونخص منها مشاريع البنى التحتية والتعليم والصحة والإسكان وغيرها من الخدمات الحيوية.
ويسرنا في هذا السياق أن نتوجه بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي العم العزيز الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، الذي حقق الكثير من المكتسبات والإنجازات على المستوى الوطني والدولي، والتي هي مبعث فخر واعتزاز للوطن والمواطنين، ولولي عهدنا صاحب السمو الملكي الابن البار الأمير سلمان بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على سعيهما الدؤوب والدائم لمتابعة وتطوير عمل الحكومة وتنفيذ برامجها، من خلال التواصل مع كافة فئات المجتمع والوقوف على ما يجب أن تقدمه الدولة من خدمات تلبي احتياجات المواطنين وتطلعاتهم.
وإننا جميعاً ننظر اليوم إلى المستقبل الذي نطمح إليه ونستحقه، المستقبل الذي نريده لنا ولأجيالنا القادمة من واقع ما نختاره نحن لأنفسنا، وليس ما يريده لنا الآخرون، وربما يسعون لفرضه علينا من خلال الإرهاب والإجرام.
فقد كان لنا من التجارب والتحديات خلال السنوات الماضية، ما ألهمنا كيفية التعامل الحصيف مع ما يحاك ضدنا جميعاً من مؤامرات، استطعنا وبعون الله، من كشفها وإبطالها بعقول وطنية مستنيرة، ووعي مجتمعي متيقظ، رافض لأعمال التدمير والتخريب والانغلاق والتعصب.
إن البحرين التي اكتوت بنار هذه التدخلات تعي مخاطرها على أمنها واستقرارها وأبعاد ذلك على دول المنطقة، ولقد أثبتت أحداث اليمن الشقيق في ظل ما شهدته ساحته من انقلاب على الشرعية والتدخلات الخارجية، صواب قرار المملكة العربية السعودية الشقيقة وقيادتها الحكيمة في ضرورة التدخل مع دول عربية شقيقة أخرى، من خلال عاصفة الحزم وإعادة الأمل، لتثبيت الشرعية ووقف التدخلات والأطماع الخارجية. وقد كان للبحرين موقف حاسم بهذا الشأن، تمثل في إشراك أبنائها من منتسبي قوة دفاع البحرين البواسل للمشاركة في العمليات الحربية لهذه الحملة العسكرية، من منطلق ما يمليه عليها واجب وشرف الدفاع عن المنطقة وإعادة الشرعية في اليمن وحماية شعبه واسترجاع أمنه.
كما يواكب ذلك الإسهام، التزام البحرين بعمليات الإغاثة الإنسانية الواسعة والمتواصلة، لرفع المعاناة عن الشعب اليمني وضمان سرعة تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء في هذا البلد الشقيق، الذي تربطنا به المواثيق والاتفاقيات في إطار العمل الخليجي المشترك، وفي مقدمة ذلك وحدة الأخوة والعروبة والمصير.
ولا يسعنا اليوم في ظل هذا الحجم من التضحيات الكبيرة لأبطالنا البواسل الذين يقومون بواجباتهم الإنسانية والوطنية على أكمل وجه وصورة، إلا أن نتوجه بالتحية والتقدير إلى جميع الأسر البحرينية التي أنجبت هؤلاء الرجال، والتي نشاركها أمانة حمل تلك المسؤولية الوطنية المتمثلة بانضمام أبنائنا إلى جانب إخوانهم في صفوف المقاتلين في الجبهات الأمامية، وحرصنا على بقائهم في مقدمة تلك الصفوف سيراً على نهج الآباء والأجداد في مثل هذه المحطات المصيرية المهمة والمدونة بأحرف من ذهب في سجل تاريخنا الوطني العسكري المشرف، كما نشارك أسرنا مشـاعر المعاناة والفراق والأمل في عودة أبنائنا المخلصين إلى وطنهم سالمين غانمين، بعون الله تعالى.
وإنه لمن دواعي الفخر والواجب، أن نستذكر شهداءنا البررة الذين ستبقى أسماؤهم وتضحياتهم علامة خالدة ومضيئة في تاريخ البحرين، وتخليداً لذكراهم العطرة على مر تاريخ مملكتنا، فقد تقرر أن يكون اليوم السابع عشر من ديسمبر من كل عام، الذي يصادف يوم عيد جلوسنا، مناسبة احتفاء وتكريم للشهداء تقديراً واعتزازاً لما قدموه لوطنهم وأمتهم من تضحية وفداء.
ومن منطلق تقديرنا وامتناننا لما قامت به قوة دفاع البحرين والحرس الوطني منذ تأسيسهما من واجبات عسكرية مع الدول الشقيقة والصديقة خارج البلاد، وما قامت به وزارة الداخلية من حملات إنسانية، فقد أمرنا بأن توثق هذه المهام والمشاركات وأن تدرس لأبنائنا والأجيال القادمة ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم.
كما وجهنا الوزارة على ضرورة أن تكثف جهودها التعليمية والتربوية في تطوير ومتابعة مضمون المناهج الدراسية التي تعزز الولاء والانتماء الوطني، وتثبت قيم التسامح والاعتدال، والتأكد من حسن تطبيقها، مع أهمية العمل على اتخاذ أية إجراءات لازمة تجاه ما يحول دون ذلك. مقدرين لوزير التربية والتعليم ولجميع منسوبي الوزارة وهيئاتها التعليمية والإدارية جهودهم الحثيثة في خدمة العلم ونشر المعرفة في البلاد.
الأخوة والأخوات..
إن ما نشهده في محيطنا العربي من أحداثٍ جسام تهدد أمن وسلامة ووحدة دول عربية شقيقة، أرغمت مواطنيها على الهجرة والنزوح الجماعي الذي أودى بحياة الكثيرين منهم، يتطلب منا عملاً عربياً جماعياً في إطار جامعة الدول العربية -بيت العرب- حفاظاً على الكيان العربي وأمنه القومي المشترك والدفاع عن قضاياه العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وصولاً إلى الحل العادل والدائم الذي يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وختاماً، أيها الحضور الكريم، أننا ماضون وبعون من الله، رغم كل التحديات، لتحقيق المزيد من الإصلاح في بلادنا وتنمية مجتمعنا، ماضون في تعميق أسس المواطنة القائمة على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، فهذه هي المبادئ التي يعمل من أجلها مشروع الإصلاح والتحديث الوطني، وهي مسؤولية مشتركة تستدعي مواصلة العمل الجاد في إطار متوازن من التعاون المثمر بين السلطات، وممارسة كافة الأدوات الدستورية المتاحة لها، على أحسن وجه ممكن، لتحقيق أقصى درجات الاستقرار والرخاء لهذا الوطن وأبنائه من رجاله ونسائه.
والله نسأل أن يحفظ مملكتنا ويوفقنا للعمل لما فيه خير وصالح شعبنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

خطوات رصينة
لديمقراطية البحرين
من جانبه ألقى رئيس مجلس النواب أحمد الملا كلمة نصت على “بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء.
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يشرفني يا صاحب الجلالة أن أرفع إلى مقامكم السامي الكريم، باسمي ونيابة عن زملائي أعضاء المجلس الوطني، أسمى آيات الشكر والتقدير، على تفضلكم بتشريف حفل افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع، والذي يمثل مناسبة وطنية، وتقليداً دستورياً مهماً، ينتظره أبناء البحرين، وممثلوهم في السلطة التشريعية في كل عام، لما يحمله من دلالات رفيعة، على تطور المسيرة الديمقراطية، بوصفها واحدة من ثمار المشروع الإصلاحي، الذي تقودونه جلالتكم، كما تمثل هذه المناسبة فرصة مهمة لأعضاء المجلس الوطني، للاستماع إلى توجيهات جلالتكم الحكيمة، التي ترسم لهذا الوطن طريقه نحو التقدم والنماء.
صاحب الجلالة..
إن المسيرة الديمقراطية في المملكة تسير بخطوات ثابتة رصينة، وحققت إنجازات واضحة في خدمة الوطن والمواطنين، على المستويين الداخلي والخارجي، وشكل دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع، لبنة جديدة ونوعية، أضيفت إلى ما تحقق من إنجازات متعددة، لمجلسي النواب والشورى طيلة الفصول التشريعية الماضية، وأهمها إقرار مجلس النواب لبرنامج عمل الحكومة في خطوة ديمقراطية رائدة، وللمرة الأولى في البحرين منذ عام 2002، وعبرت بوضوح عن مستوى راق من التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. وبفضل التعاون الوثيق الذي أبدته الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وبالدعم المتواصل من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، سوف نواصل العمل والإنجاز معاً، عبر تعزيز التعاون المشترك، واحترام مبدأ الفصل بين السلطات، في دولة القانون والمؤسسات، وعبر تفعيل المزيد من الأدوات الدستورية والبرلمانية في المرحلة المقبلة.
صاحب الجلالة..
إن البحرين وفي ظل قيادتكم الرشيدة تبوأت مراكز متقدمة عديدة، ونالت الجوائز الدولية في مجالات مختلفة، الأمر الذي يستوجب مضاعفة الجهد والعمل والإنجاز المتواصل، من أجل توفير الأمن والأمان والاستقرار للوطن والمواطنين.
إن توجيهاتكم السامية للحكومة، في التعاطي الإيجابي للتعامل مع التحديات الاقتصادية القادمة، تعبر عن تحليل دقيق ورؤية ثاقبة، لحقيقة ما نواجهه من ظروف اقتصادية استثنائية، ما يضعنا جميعاً أمام مسؤولياتنا الوطنية، في دعم ومساندة كافة الإجراءات التي تقوم بها الحكومة لتنفيذ توجيهات جلالتكم، وتخفيف الأعباء التي تتحملها الدولة، من أجل ضمان المستقبل الأفضل للأجيال القادمة، والحفاظ على المنجزات، وحماية المكتسبات، والدفع بمشاريع البنى التحتية والخدمات الحيوية، لخدمة الوطن والمواطن باعتباره الثروة الحقيقية للبلاد. ومن هنا، أدعو جميع الإخوة المواطنين إلى التعاون والتعاضد من أجل مصلحة الوطن، والقيام بالدور والمسؤولية الواجبة، والحذر من الدعوات التي تضمر الشر للوطن، وتستغل حرية الرأي والتعبير في الوسائل الإعلامية المتعددة، وإنني لعلى يقين بأن أبناء البحرين المخلصين، وما توارثوه عن الآباء والأجداد، من قيم الوفاء والولاء، والتضحية وصدق الانتماء، لن يتوانوا عن بيان المواقف المخلصة من أجل الوطن.
كما إن العنف والتطرف الذي تمارسه الجماعات الإرهابية في الداخل والخارج ضد البلاد، والمدعومة من إيران وغيرها، والتي تستهدف أرواح المواطنين والمقيمين ورجال الأمن، والممتلكات العامة والخاصة، لن تعيق العملية الديمقراطية، ولن تنال من عزيمة وإصرار شعب البحرين بمختلف أطيافه، للتمسك بوحدته، وبمؤسساته الدستورية، وإنجازاته الوطنية، في ظل قيادتكم الحكيمة.
وإننا في السلطة التشريعية نشيد بالإجراءات التي اتخذتها الدولة ضد إيران لاستمرار تدخلها السافر في الشؤون الداخلية للبحرين، ودعمها للجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والتدريب، في خرق واضح ومستمر لقواعد القانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار والاحترام.
كما إن ما تتعرض له المملكة العربية السعودية الشقيقة، وباقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من مؤامرات وأعمال إرهابية، تستهدف أمنها واستقرارها، يتطلب منا الوقوف معاً صفاً واحداً بمواجهة هذا الإرهاب الأعمى، الذي أصبح يشكل تهديداً خطيراً لدولنا وشعوبنا، كما إن عملية عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل، التي تقوم بها دول التحالف العربي، تعبر عن التلاحم ووحدة المصير، بين دول المنطقة في مواجهة الأخطار.
وبهذه المناسبة.. وباسم جميع أعضاء السلطة التشريعية، أوجه خالص التقدير والاحترام، لجنودنا البواسل في قوة دفاع البحرين، على مواقفهم البطولية التي أظهروا فيها احترافية عالية وجاهزية متطورة، في أداء مهامهم المقدسة وواجبهم الوطني، دفاعاً عن الخليج بأجمعه.. والرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار الذين جادوا بدمائهم الزكية الطاهرة، من أجل الأوطان، والتحية والتقدير لرجال الحرس الوطني ووزارة الداخلية ولكافة منسوبي الأجهزة الأمنية، لما يقومون به من جهود مخلصة، وما يقدمونه من تضحيات من أجل البحرين. كما إن ما تمر به بعض الدول العربية من حالة عدم الاستقرار، تدعونا للتحرك البرلماني، تجاوباً مع توجيهاتكم السديدة، لدعم العمل الجماعي، والحفاظ على الكيان العربي، مؤكدين أن القضية الفلسطينية ستظل على الدوام، ضمن أولويات العمل البرلماني العربي، تماماً كما هي من ثوابت العمل البحريني الوطني، وصولاً إلى الحل العادل الشامل، وإقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
صاحب الجلالة..
إن شعباً اختار قيادته بملء إرادته.. منذ الفتح الأغر، بقيادة الشيخ أحمد بن محمد الفاتح، الذي أعاد البحرين لعمقها العربي الإسلامي، ثم عهد ابنه الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح، الذي بذل جهوداً جليلة للحفاظ على البحرين آمنة مستقرة، مروراً بتعاقب الحكام، إلى عهد الشيخ علي بن خليفة، وابنه الشيخ عيسى بن علي، باني البحرين الحديثة، وبعدها حقبة الاستفتاء والاستقلال، واختيار الشعب البحريني لانتمائه العربي والحكم الخليفي، في عهد سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، رحمهم الله جميعاً، وطيب الله ثراهم، وصولاً لعهدكم الإصلاحي، الذي انبثق مع التصويت الشعبي على ميثاق العمل الوطني والذي حاز على نسبة 98.4%.
إن كل ذلك لدليل على العملية الديمقراطية الصادقة في هذا الوطن، منذ التاريخ وحتى اليوم، ومن هنا فإن أعضاء السلطة التشريعية، يجددون العهد لجلالتكم، على العمل المخلص والجاد، وبالتعاون البناء مع الحكومة، وتنفيذ توجيهات جلالتكم، في كل ما يحقق للبحرين تقدمها وازدهارها، ويصون أمنها واستقرارها، ويؤكد رفعتها وعزتها.
قال تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
ولدى وصول موكب جلالة الملك المفدى إلى مركز عيسى الثقافي ترافقه كوكبة من خيالة الشرطة، كان في استقباله رئيس مجلس النواب أحمد الملا، ورئيس مجلس الشورى علي الصالح.
وعزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي، قبل أن يتوجه جلالة الملك إلى قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز عيسى الثقافي، لبدء الحفل بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ويختتم حفل الافتتاح بعزف السلام الملكي.
حضر الافتتاح كبار أفراد العائلة المالكة الكريمة وأعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والمجلس الأعلى للقضاء، وعلماء الدين والقضاة وأعضاء المحكمة الدستورية، والوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى، ووكلاء الوزارات وأعضاء المجالس البلدية، ورؤساء الجمعيات السياسية ورؤساء تحرير الصحف والمجلات، ورؤساء البعثات الدبلوماسية وكبار ضباط قوة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني والأكاديميون.