بدأت أسعار النفط رحلة الصعود من جديد في ظل اضطراب الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها التدخل الروسي في سوريا، وبحسب محللين في شؤون النفط فإن السوق لم يحقق قفزة عالية بل كان الارتفاع هامشيا، ومحدودا، إلا أنهم توقعوا ارتفاعا مفاجئا لو تم إسقاط إحدى طائرات التدخل الروسي، بسبب العمليات وحينها قد تتغير المعادلة.
في وقت بدأت السوق اليوم في بداية التعاملات الآسيوية بارتفاع بعد أن خفضت شركات الحفر الأميركية عدد حفارات النفط لسادس أسبوع على التوالي في حين انتظر التجار نشر بيانات تجارية صينية في أعقاب العطلة الوطنية التي استمرت أسبوعا.
وذكرت "رويترز" أن شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة إن شركات الحفر خفضت 9 حفارات خلال الأسبوع الذي انتهى في التاسع من أكتوبر ليتراجع عدد الحفارات إلى 605. وسجلت أسعار التعاقدات الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط 49.79 دولار للبرميل بحلول الساعة 0008 بتوقيت غرينتش مرتفعا 16 سنتا عن آخر تسوية له. وارتفعت التعاقدات الآجلة لخام برنت 11 سنتا إلى 52.76 دولار للبرميل.
ودعم أيضا تراجع سعر الدولار الأميركي أسعار النفط لأنه يجعل واردات الدول التي تستخدم عملات مختلفة أرخص. وهبط الدولار لأدنى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع مقابل اليورو بعد أن أظهرت محاضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي لوضع سياسته في سبتمبر عدم تعجل المجلس لزيادة أسعار الفائدة. ومن المرجح أن تشير البيانات التي ستخرج من الصين خلال الأيام المقبلة إلى مزيد من الضعف في ثاني أكبر اقتصاد في العالم وستبدأ ببيانات الاستيراد والتصدير التي تنشر اليوم الثلاثاء.
انتعاش الاقتصاد العالمي يرفع الطلب.
على صعيد متصل أكد وزير الطاقة القطري والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) محمد السادة، أنه يرى مؤشرات على احتمال ارتفاع أسعار النفط في 2016 مع انتعاش الاقتصاد العالمي وزيادة الطلب.
وأضاف الوزير في بيان أن أسعار النفط "بلغت أدنى مستوى لها"، وأنه يرى علامات تحسن في السنة القادمة. وأشار إلى أن نمو إجمالي الناتج الداخلي في 2016 يتوقع أن يصل إلى 3.4% مقابل 3.1% متوقعة في 2015، وأن هذا سينعكس في زيادة الطلب العالمي على النفط بما بين 1.3 و1.5 مليون برميل يوميا.
وقال البيان إن زيادة العرض من الدول المنتجة من غير أعضاء أوبك خلال السنوات الخمس الماضية تراجعت بشكل كبير في 2015، ومن المرجح أن يسجل هذا النمو قيمة سالبة أو صفرا في 2016. وفي المقابل، توقع البيان تحسن الطلب على نفط أوبك من 29.3 مليون برميل في 2015 إلى 30.5 مليون برميل في 2016 بفضل زيادة الطلب من الأسواق المتقدمة والناشئة على حد سواء.
وأضاف السادة أن أسعار السوق المنخفضة حاليا دفعت شركات النفط إلى خفض نفقاتها بحوالي عشرين بالمئة هذه السنة من 650 مليار دولار في 2014. وقال إن التوجه إلى خفض الاستثمار في قطاع النفط يمكن أن ينجم عنه "نقص في الإنتاج في نهاية المطاف".
ويرى خبراء تحدثوا للعربية.نت أن التدخل الروسي قد يحدث انقلابا في قطاع الطاقة, ويدفع برنت الى اعلى مستوى نحو 60 دولارا، اذا استمر لفترة طويلة دون تحقيق نتائج، في وقت قد يحدث تشابك روسي – تركي في الأجواء السورية قد يشعل جبهة مواجهة اقليمية ساخنة وقد تتوسع معها رقعة التدخلات الجوية الدولية.
ويشدد الخبراء على أن مخاطر الصراع سيؤثر على مستوى الاستثمار في قطاع النفط والغاز بسبب التوتر في وقت بات العالم يترقب نتائج الاقتصاد الأميركي ومستوى الاستهلاك الداخلي والذي يتجاوز 18 مليون برميل يوميا.
قمة نقطية مرتقبة
على صعيد متصل توقع الخبراء اجتماع قمة نفطية بين أوبك والدول المنتجة خارج المنظمة، بعد التدخل الروسي وهو ما يدفع الى اتفاق بخصوص خفض الإنتاج وتعزيز الأسعار، إلى ذلك قال الأمين العام لأوبك عبدالله البدري في تصريحات له أمس "إن المنظمة على استعداد تام للتعاون مع دول خارج أوبك لتحسين أوضاع سوق النفط".
وقال البدري في تصريحات للصحافيين في مؤتمر الكويت للنفط والغاز "المنظمة على استعداد للتعاون مع الدول خارج المنظمة إذا كان لهذه الدول رغبة في المساعدة".
وأضاف أن أوبك تعتقد أن مشكلة هبوط أسعار النفط تم خلقها "من جميع الدول المنتجة للنفط سواء من داخل أوبك أو خارج أوبك." وتابع "كلنا شاركنا" في هبوط أسعار النفط.
فائض كبير
ومضى يقول "بعض الدول خاصة خارج المنظمة هي التي زادت انتاجها بحوالي 6 ملايين برميل يوميا في الست سنوات الأخيرة.. نحن نعتقد أن هذا الإنتاج من خارج أوبك.. هو الذي أدى لهذا الفائض في السوق الآن".
وأعرب عن تفاؤله بتحسن أوضاع السوق في نهاية 2015 وفي 2016.
وقال "نحن الآن متفائلون.. الأوضاع تغيرت الآن.. الطلب على النفط زاد.. الإنتاج من خارج المنظمة انخفض بكميات كبيرة جدا جدا.. بل بالعكس في 2016 سيكون الإنتاج من خارج المنظمة بالسالب.. الأن إنتاج المنظمة سيزيد بحوالي مليون برميل في 2016".
وحول التعاون مع دول خارج أوبك قال "ليس هناك أي اقتراح مطروح على الطاولة.. هو عبارة عن نقاش بين خبراء لإيجاد حل للمشكلة.. عندنا الآن 2 مليون برميل في اليوم فائضة ويجب إيجاد حل لهذا الموضوع من المنظمة ومن خارج المنظمة.