أصدرت وكالة ناسا تقريرا طويل الأجل، تحدد فيه خطتها لإرسال فريق من رواد الفضاء إلى الكوكب الأحمر بحلول ثلاثينيات القرن الحالي.
وعرض التقرير، الذي جاء في 36 صفحة، مهمة ناسا الاستراتيجية لإرسال رواد فضاء للعيش على سطح الكوكب الأحمر، وضمان وجود بشري دائم هناك.
وجاء في التقرير: “هناك تحديات هائلة في مهمة المريخ المستقبلية، ولكننا نعرف أنها قابلة للحل، نحن نعمل على تطوير القدرات اللازمة للوصول إلى هناك، والهبوط هناك، والعيش هناك”، طبقا لما ورد بموقع ” روسيا اليوم”.
وتبدو الكثير من تفاصيل التقرير وكأنها شيئا من روايات الخيال العلمي، وخلافا للبعثات “أبولو” في ستينيات القرن الماضي، فمهمة استعمار المريخ لن تنتهي بمجرد الوصول إلى هناك، بل ستستمر بلا نهاية.
هذا ومن المتوقع أن تستغرق رحلة المريخ أكثر من 3 سنوات ذهابا وإيابا، ومن أجل تحقيق هذا المشروع، بدأت ناسا توسيع بنيتها التحتية الخاصة بمهمات السفر إلى الفضاء على 3 مراحل رئيسية هي:
المرحلة الأرضية: الكثير من البنى التحتية التي أنشأت سابقا، مثل محطة الفضاء الدولية، والتلسكوبات والأقمار الصناعية والصواريخ تشكل المرحلة الجارية بالفعل للبعثة. وحاليا تقوم المحطة الفضائية الدولية باختبار أنظمة صحة الإنسان في المهمات طويلة الأجل وإجراء البحوث السلوكية، واختبار تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في الفضاء، وهذا كله على سبيل المثال لا الحصر.
عمل أرضية للمشروع: ستقوم المركبة أوريون، التي تمثل فئة جديدة من مركبات الفضاء المرتبطة بأنظمة إطلاق صاروخية غير مسبوقة، بعمل اختبار سفر طويل المدى للبشر والبضائع في الفضاء.
وقبل إطلاق أوريون على متن الصاروخ SLS إلى المريخ، تعتزم ناسا في عام 2020 إرسال مهمة روبوتيه لإعادة توجيه كويكب في مدار القمر.
كما سيتم إنشاء “موائل أعماق الفضاء”، لمساعدة رواد الفضاء اختبار صحتهم ووسائل نقلهم خلال مهمات الفضاء السحيق، مع توفير وسائل لاختبار أحدث تكنولوجيات هذه المهمات، مثل أجهزة الطاقة الشمسية ووسائل إرسال المعلومات والصور الحديثة.
الاستقلال عن الأرض: في هذه المرحلة تتم دراسة المركبات التي ستهبط على سطح المريخ، أيضا دراسة إنشاء محطة فضائية بالقرب من المريخ، لتكون بمثابة نقطة عبور بين المريخ وأقماره، “فوبوس” و”ديموس”، وأيضا لتعمل كمحطة استراحة خلال الرحلة الطويلة بين المريخ والأرض، التي ستستمر لعدة أشهر من السفر في الفضاء.
أيضا في هذه المرحلة سيتم بناء نظم اتصالات متقدمة بين الكواكب، بمثابة مركز عبور للبيانات بين الأرض والمريخ، مع تأخير 20 دقيقة في الرسائل بين العالمين.
وسيتعلم الرواد في هذه المرحلة أيضا كيفية استخراج وتحويل موارد المريخ لخلق مواد مساعدة للحياة، مثل الأكسجين والماء والوقود، واستخراج ما يصلح من مواد البناء، لتحقيق الاستقلال عن الأرض، في ظل ظروف المريخ الصعبة والمشاكل الصحية المتوقعة، من فقدان كثافة العظام وضمور العضلات والرؤية والمشاكل الصحية الأخرى، بسبب عدم وجود غلاف مغناطيسي للمريخ، مما يعني أن الرواد سيحتاجون للحماية المستمرة من الإشعاع الكوني، حتى يتم حل هذه المشكلة بعمل أنظمة سكن أكثر موثوقية وأمانا لهم.