لم يعد يعرفه الجيل الحالي بعد أن دخل الغاز الطبيعى أغلب البيوت وحل محل الأنبوبة والفرن الفلاحي ولكن يتم الاستعانة به فى إنقاذ الموقف فى حال عدم وجود أى آخر مورد للطاقة فى المنزل .
وابور الجاز أو «بابور الجاز» بالعامية المصرية أو "جولة أم الكاز" كما كان يسميه البحرينيون... عامود المطبخ زمان الذى اشتهرت به البيوت العربية في فترة الاربعينيات والخمسينات والستينات .
بجسمه الاصفر اللامع وأرجله الثلاثة وشعلته المتوهجة كان يستخدم فى أعمال الطبخ وغلى الملابس وتسخين المياه للاستحمام والتدفئة.
يتكون من ثلاثة أرجل ورأس وفونية وخزّان ومكان للتنفيس محكم الإغلاق من خلاله ينطفئ البابور ويوضع من خلاله الجاز داخل الخزّان.
وما زال الكثيرون في الدول العربية يستخدمونه خصوصا في مصر، لكنه اندثر قديما من البحرين حيث لا نجده الآن سوى كتحف تراثية.

قصة الاختراع

وكتبت إسلام حامد في موقع المحيط، منذ حوالي مئة عام تم اختراع بابور الجاز “البريموس” وأُطلق عليه هذا الاسم نسبة الى اسم بلدة في دولة السويد اشتهرت بأنها أول وأشهر من قام بصنع البابور في العالم.

يقول سعيد مبروك ـ مهندس اتصالات 41 عاما :” حتى وقتنا هذا ومع دخول الشتاء مش بعرف أنام إلا وجنبي البابور بعد ان اشعله لمدة نصف ساعة حتى أشعر بالدفئ وانام “.

وقد عرف الناس هذه الآلة في فترة الاربعينيات وخاصة في المدن.. وانتشر بعد ذلك بين الناس في القرى .

وفى فترة الخمسينيات والستينيات كان ينظر اليه كجهاز تكنولوجي رائع ومتقدم جدا.. حيث أراح الناس من عناء إشعال نار الحطب والنفخ وجرف الرماد وغبار الفحم ورائحة الدخان.. كما أنه أصبح وسيلة أكثر راحة وإقتصادا في الجهد والوقت والنظافة.

وحاليا ما زال العديد من كبار السن في الريف يتعاملون مع البابور بكل شوق ودفء وحميمية مع الاستمتاع بصوته الشجى وهو يغرد مشتعلا .

يقول الحاج محمد عبد اللاه الدرينى 70 عاما ” موجود عندى وفى الشتا مش بعرف اشرب الشاى او اتدفى الا عليه بس بيعمل لى مشاكل كتير مع عيالى علشان الدخان اللى بيطلع منه ، غير الاحتياج للأبرة للتسليك ومابقتش موجودة وببعت أجيبها من بعيد “.

نصلح البابور

فيما يقول وائل ابو العنين صاحب شركة نقل :” أمى كانت دائما تطبخ عليه ، وكانت بتحمّينا ” الاغتسال” منه وكل أمور البيت بتتعمل عليه خصوصا التجمع حواليه فى الشتاء وشوى “أبو فروة” (نوع من المكسرات بنية اللون ذات غلاف سميك) من أجل الحصول على الدفئ ، بس دلوقتى علشان الجاز بيعمل رائحة استغنت أمى عنه ومش بتستخدمه إلا فى الضرورى فى حالة نفاذ الانبوبة”.

ويقول أحمد عطالله نجار: “الوابور كان زمان حاجه أساسية فى الورشة حيث كان يتم استخدامه لتسييح الغراء التى تستخدم فى لصق القشرة على الموبيليا لكنه لم يعد موجودا بالورش وذلك بعد انتشار الشعلة التى تعمل بأنابيب البوتاجاز”.

وتقول الحاجة سعدية حسين 55 عام :”موجود عندى فى البيت لأنه بينفعنى لما الأنبوبة تخلص وماعرفش أغيرها ” ، من فات قديمه تاه يابنى .

وتضيف : “البابور كان حاجه أساسية فى جهاز العروسة ولسة فيه ناس بتحرص على شرائه فى الجهاز لأنه ساعات بينفع .

وقد ظهر البابور كسلعة رائجة ومنتشرة فى أحد افلام نجيب الريحانى التى قام فيها بدور بائع فى أحد المحلات الشهيرة المتخصصة فى تجارة البوابير .

ويبزغ نجم البابور كما برزت أزمات فى الأنابيب حيث يستعيض به الأهالى عنها ، ويصل سعره الآن إلى ما يقرب من 150 جنيها.