أكدت دراسة أصدرها مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية أن الصحافة البريطانية تتبع أسلوب النفاق و»المعايير المزدوجة» عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن حقوق الإنسان العربي أو عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، موضحة أن تغطيتها لحالة إضراب الفلسطينية «هناء شلبي» كانت محدودة وشبه منسية، وهي على النقيض من التغطية الأكثر اتساعاً لحالة إضراب «عبدالهادي الخواجة»، المضخمة والداعمة للإرهابيين. وقالت الدراسة، التي أعدها د.عمر الحسن، وعبدالله عبدالكريم، وأنتوني بيزويل، تحت عنوان «نفاق وعدم مهنية بعض الصحف البريطانية.. حالتي إضراب البحريني «عبد الهادي الخواجة» والفلسطينية «هناء شلبي» عن الطعام»، إن سياسة الدول الغربية وصحافتها تتصف بالكيل بمكيالين خاصة في قضايا حقوق الإنسان.. فإذا ارتبط الأمر بدولة عربية تتحرك الصحافة لتدين ومنظمات حقوق الإنسان تسرع للحديث عن انتهاكات مستقية معلوماتها من مصدر واحد يخدم أغراضها وتوجهاتها، في حين لو تعلق الأمر بإسرائيل وانتهاكاتها في حق الشعب الفلسطيني، تنخرس الألسنة ويتحول بكاء الصحافة وعويل المنظمات الإنسانية إلى صمت القبور.
وتهـتم هذه الدراسـة بالمقـارنة بين طـريقة تناول الصحافة البريطانية كنموذج للصحافة الغربية لقضيتي «عبدالهادي الخواجة» والأسيرة الفلسطينية «هناء شلبي» للوقوف على مظاهر الانحياز الواضحة وعدم المهنية والبعد عن الإنسانية في مواقف هذه الصحف – التي عادة ما تعكس سياسات بلادها وتعبر عن مواقفها – من قضية حقوق الإنسان في الحالتين رغم أن حقوق الإنسان يفترض أنها واحدة سواء في البحرين أو في فلسطين المحتلة من قبل إسرائيل، ولكن يبدو أنه في الصحافة الغربية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن الأمور تختلف.. وهو الأمر الذي يثير تساؤلات حول المضامين السياسية لقضايا حقوق الإنسان عند الغرب عموماً. وأشارت الدراسة إلى أن أوجه الشبه التي يمكن استخلاصها من الحالتين واضحة نسبياً؛ حيث أضرب الاثنان عن الطعام احتجاجاً على ملابسات وظروف احتجازهما.. وعلاوة على ذلك، استغرق إضراب كل منهما فترة طويلة من الوقت، وخلال إطار زمني يختلف في الحالتين؛ حيث إن إضراب «هناء شلبي» استمر 45 يوماً (وانتهى بالإفراج عنها مقابل إبعادها عن موطنها قرية «برقين» بالضفة الغربية إلى قطاع غزة، وهي جريمة أخرى تغاضت عنها الصحف البريطانية المشار إليها)، بينما دخل إضراب الخواجة يومه الـ70 عند الانتهاء من هذه الدراسة. وفيما يلي نص الحلقة الأولى من الدراسة. بدأ يوم الثلاثاء 17/4/2012 حوالي 1600 معتقل إداري (أي دون محاكمة) فلسطيني في السجون الإسرائيلية إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على المعاملة المذلة والمهينة للكرامة التي تتبعها إسرائيل ضد الفلسطينيين.. وهو الإضراب الذي يستكملون به مسيرة الإضرابات التي بدأها أسرى فلسطينيون أمثال «هناء شلبي» التي أضربت عن الطعام لمدة 43 يومًا و»عدنان خضر» الذي أضرب لمدة 66 يوماً، في محاولة من هؤلاء الأسرى لجذب انتباه المجتمع الدولي للمأساة التي يعيشونها في السجون الإسرائيلية، التي تفتقد لأدنى المعايير الإنسانية الدولية. إن قضية إضراب الأسرى الفلسطينيين تذكرنا بسياسة الدول الغربية وصحافتها وما تتصف به من كيل بمكيالين وخاصة في قضايا حقوق الإنسان.. فإذا ارتبط الأمر بدولة عربية تتحرك الصحافة لتدين ومنظمات حقوق الإنسان تسرع للحديث عن انتهاكات مستقية معلوماتها من مصدر واحد يخدم أغراضها وتوجهاتها، في حين لو تعلق الأمر بإسرائيل وانتهاكاتها في حق الشعب الفلسطيني، تنخرس الألسنة ويتحول بكاء الصحافة وعويل المنظمات الإنسانية إلى صمت القبور، ولعل تقييم موقف الصحافة البريطانية من قضية الناشط البحريني «عبدالهادي الخواجة» - المسجون تنفيذًا لحكم قضائي بالمؤبد لتورطه في المحاولة الانقلابية التي وقعت في فبراير 2011 – والذي أضرب عن الطعام وبين موقف هذه الصحف من قضية الأسيرة الفلسطينية «هناء شلبي» وغيرها من الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام خير دليل على ذلك.. ففي الحالة الاولى لا تفتأ الصحف البريطانية ومعها منظمات حقوق الإنسان الدولية تنتقد الحكومة البحرينية وتطالبها بالإفراج عن «الخواجة»، رغم أنه ينفذ حكماً قضائياً .. بينما لا تعير اهتماماً لمأساة «هناء شلبي» ومعها 4700 أسير فلسطيني آخرين موقوفين إداريًا ودون حكم قضائي. وبدورها تهـتم هذه الدراسة بالمقـارنة بين طـريقة تناول الصحافة البريطانية كنموذج للصحافة الغربية لقضيتي «عبدالهادي الخواجة» والأسيرة الفلسطينية «هناء شلبي» للوقوف على مظاهر الانحياز الواضحة وعدم المهنية والبعد عن الإنسانية في مواقف هذه الصحف – التي عادة ما تعكس سياسات بلادها وتعبر عن مواقفها – من قضية حقوق الإنسان في الحالتين رغم أن حقوق الإنسان يفترض أنها واحدة سواء في البحرين أو في فلسطين المحتلة من قبل إسرائيل، ولكن يبدو أنه في الصحافة الغربية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن الأمور تختلف.. وهو الأمر الذي يثير تساؤلات حول المضامين السياسية لقضايا حقوق الإنسان عند الغرب عموماً. منهج الدراسة تقوم هذه الدراسة عموماً على استخدام المنهج المقارن في تناول أسلوب وطريقة تناول الصحف البريطانية لقضيتي «عبدالهادي الخواجة» و»هناء شلبي».. وذلك من خلال التحليل الكمي والكيفي وتحليل مضمون ما ورد عن «الخواجة» في عدد (6) صحف هي: (التايمز، صنداي تايمز، فايننشيال تايمز، الجارديان، إندبندنت، وديلي تليجراف) خلال الفترة من 6-18/4/2012، وكذلك ما ورد في صحيفتين هما: (الإندبندنت، والجارديان) عن «»هناء شلبي» خلال فترة أطول من 26/3/2012- 15/4/2012(أي مدة أطول)، وذلك من أجل التدليل على غياب المهنية والحيادية في تعاطي هذه الصحف مع قضايا حقوق الإنسان تطبيقاً على الحالتين (القضيتين). أوجه التشابه بين حالتي إضراب «الخواجة» و«هناء شلبي» قبل التعرض بالتحليل لمضامين ما جاء في الصحف البريطانية بشأن قضيتي «الخواجة» و»هناء شلبي» قد يكون من المناسب بداية الإشارة إلى هناك بعض أوجه تشابه بين الحالتين.. رغم اختلاف بلد وطبيعة القضية الخاصة بكل منها (ما بين الخواجة الذي حكمت عليه المحكمة في قضية مرتبطة بأمن البحرين القومي وبين «هناء شلبي» المعتقلة إدارياً دون محاكمة على اتهامات لا دليل عليها)، فـ»الخواجة» الذي تعدى إضرابه عن الطعام الــ 70 يوماً شرع في هذا الإضراب في 8/2/2012 أي متواكباً مع الذكرى السنوية الأولى للمحاولة الانقلابية التي جرت فصولها بالبحرين مع بداية يوم 14/2/2011 باعتبار ذلك شكلاً من أشكال الاحتجاج السياسي؛ حيث يحتج «الخواجة» على ظروف وملابسات اعتقاله وينفي صحة الاتهامات التي وجهت إليه وقادت لمحاكمته والحكم عليه بالسجن المؤبد؛ حيث كان الاتهام الرئيس مرتبطاً بضلوعه في المحاولة الانقلابية والتحريض على إسقاط النظام الملكي. وبالمقابل أضربت «هناء شلبي» عن الطعام (وهو الإضراب الذي استمر 45 يوماً) بتاريخ 16 فبراير 2012 (أي بعد أسبوع من بدء إضراب الخواجة) كرد فعل على «اعتقالها الإداري» من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والذي يعد أداة سياسية تستخدمها إسرائيل بصفة متكررة وعشوائية ضد من يقاوم الاحتلال من الشعب الفلسطيني، ويترتب عليه بقاء المعتقل في السجن لسنوات طويلة دون محاكمة، وأيضاً دون أن يوجه إليه اتهام محدد. ولقد تعرضت «هناء شلبي» في السابق لـ»الاعتقال الإداري» لمدة 25 شهراً، وانتهى هذا الاعتقال بموجب صفقة لتبادل الأسرى مقابل تسليم الأسير الإسرائيلي «جلعاد شاليط» في أكتوبر 2011، بيد أنه أعيد اعتقالها مرة أخرى في 16 فبراير عام 2012 بعد اتهامها دون دليل بالتورط في التخطيط لهجمات من قبل حركة الجهاد الإسلامي ضد إسرائيل. فأوجه الشبه التي يمكن استخلاصها من الحالتين واضحة نسبياً؛ حيث أضرب الاثنان عن الطعام احتجاجاً على ملابسات وظروف احتجازهما.. وعلاوة على ذلك، استغرق إضراب كل منهما فترة طويلة من الوقت، وخلال إطار زمني يختلف في الحالتين؛ حيث إن إضراب «هناء شلبي» استمر 45 يوماً (وانتهى بالإفراج عنها مقابل إبعادها عن موطنها قرية «برقين» بالضفة الغربية إلى قطاع غزة، وهي جريمة أخرى تغاضت عنها الصحف البريطانية المشار إليها)، بينما دخل إضراب الخواجة يومه الـــ 70 عند الانتهاء من هذه الدراسة. التحليل الكمي والكيفي لتناول الصحف البريطانية لحالتي الإضراب بعد التعرض لأوجه التشابه بين حالتي إضراب «الخواجة» و»شلبي» اللتين كانتا من المفترض أن ينالا الحجم والمستوى نفسيهما من الاهتمام من جانب الإعلام الغربي والصحافة البريطانية تحديدًا، باعتبار أن الحالتين مرتبطتين بقضية حقوق الإنسان كما يزعم هذا الإعلام.. إلا أن الواقع الفعلي، وفي ضوء متابعة التغطية الصحفية للحالتين، يكشف عن أوجه عدم توازن واضحة في التناول يعكسه أمران: - الأمر الأول.. هو عدد الصحف التي غطت الحالتين، فحالة «عبدالهادي الخواجة» غطتها (6) صحف، بينما حالة «»هناء شلبي» غطتها صحيفتان فقط، وتلك الصحف في الحالتين ذكرت آنفاً. - الأمر الثاني.. هو حجم التغطية الصحفية (أو حجم المادة الصحفية) التي تتناول الحالتين، فحالة «الخواجة» غطتها (35) مادة صحفية في مدة زمنية قدرها 13 يوماً من 6 إلى 18 أبريل الحالي (وهذه المدة كانت هي الأكثر كثافة في تناول الصحف البريطانية لحالة إضرابه مقارنة بالفترة السابقة) بينما حالة «شلبي» غطتها (3) مواد صحفية فقط في 21 يوًما أي من 26 مارس الماضي حتى 15 أبريل الحالي، ما يؤشر لوجود عدم توازن فج في التغطية لصالح حالة «الخواجة». ويمكن التعرف بصورة أكثر تفصيلاً على مظاهر عدم التوازن من خلال استعراض أسلوب التعاطي الكمي والكيفي مع كل حالة من الحالتين وفقًا للمعايير الآتية: نوع المادة الصحفية تتعدد أشكال المادة الصحفية (وكذلك حجم المادة سواء تناول كامل أو مجرد إشارة يعكسها عدد الكلمات) التي استخدمتها الصحف البريطانية في التعرض لحالتي «الخواجة» و»شلبي» ما بين التقرير الخبري ومادة الرأي (المقال والافتتاحية والتحقيق والرسالة إلى المحرر)، والجدول رقم (1) يوضح نوع المادة الصحفية التي تناولت بها الصحف البريطانية الست حالة «الخواجة». بتحليل الجدول رقم (1) يمكن ملاحظة الآتي: - أن إجمالي عدد المواد الصحفية التي تناولت حالة «عبدالهادي الخواجة» بلغ (35) مادة وبإجمالي عدد كلمات (7709) كلمات. - أن التقارير الخبرية التي تضمنت دومًا تعليقات ومقابلات أحادية الجانب غلبت على تناول الصحف البريطانية لحالة «الخواجة»، وعكست الحرص على متابعتها؛ حيث وصل عددها إلى (25) مادة صحفية وبنسبة 71.4% من إجمالي المادة الصحفية، في حين تلتها مواد الرأي بعدد (10) مواد وبنسبة 28.5% من الإجمالي؛ حيث كانت المقالات بعدد (6) مواد بنسبة 17.1%، ثم تلتها الرسالة إلى المحرر (مادتين) بنسبة 5.7% ثم الافتتاحيات والتحقيقات بعدد مادة واحدة فقط لكل منها وبنسبة 2.8% لكل منها. - كانت صحيفة الإندبندنت هي الأكثر تناولاً لحالة «الخواجة» بعدد (11) مادة صحفية (10 تقارير + مقال) تتراوح ما بين تناول كامل للحالة (5) مواد، وإشارة للحالة (6) مواد.. وحيث كان عدد الكلمات في التناول الكامل (182، 241، 284،484، 746، 921) كلمة، بينما الإشارة بعدد كلمات (28، 54، 75، 181) كلمة. - جاءت صحيفة الجارديان في المرتبة الثانية في التناول بعدد (8) مواد (مقال + 5 تقارير + تحقيق + رسالة إلى المحرر) تتراوح ما بين تناول كامل (3) مواد وإشارة (5) مواد؛ حيث كان التناول الكامل بعدد كلمات (262، 697، 868) كلمة، بينما الإشارة بعدد كلمات (24، 33، 35، 120، 127) كلمة. - جاءت صحيفة التايمز في الترتيب الثالث بعدد (8) مواد صحفية (5 تقارير + مقالين + افتتاحية) تتراوح ما بين تناول كامل (2) مادة وإشارة (6) مواد.. حيث كان التناول الكامل بعدد (323، 728) كلمة، والإشارة بعدد كلمات (42، 43، 80، 105، 113، 115 ) كلمة. - جاءت صحيفة ديلي تليجراف في الترتيب الرابع بعدد (4) مواد كلها تقارير كما أن جميعها إشارات بعدد كلمات (33، 49، 54، 114) كلمة. - جاءت صحيفة صنداي تايمز في الترتيب الخامس بعدد مادتين عبارة عن مقالين كليهما إشارتين وبعدد كلمات (59 و110) كلمات على التوالي. - جاءت صحيفة فايننشيال تايمز في الترتيب السادس بعدد مادتين (تقرير + رسالة للمحرر) وكلتيهما إشارتين بعدد كلمات 38 و78 كلمة. وبدوره يوضح الجدول رقم(2) نوع المادة الصحفية التي تناولت بها الصحف البريطانية على قلة عددها حالة الأسيرة الفلسطينية «هناء شلبي». من استعراض مفردات الجدول رقم (2) يمكن الخروج بالآتي: - أن عدد المواد التي تتناول حالة «هناء شلبي» (3) مواد فقط؛ أي ما يعادل كنسبة مئوية 8.5% من حجم المادة الصحفية التي تناولت حالة «عبدالهادي الخواجة»، وبإجمالي عدد كلمات (780) كلمة، وهو ما يعادل 10% من إجمالي عدد الكلمات في المواد الصحفية التي تتناول قضية الخواجة (7709) كلمات. - غلبت المقالات على التقارير فمن بين 3 مواد كان هناك مقالان مقابل تقرير واحد. - جاءت صحيفة الإندبندنت في الترتيب الأول بعدد مقالين.. بتناول كامل (مادة واحدة) وإشارة (مادة واحدة) وبعدد كلمات (993) للتناول الكامل والإشارة (91) كلمة. - جاءت صحيفة الجارديان في الترتيب الثاني بعدد (مادة واحدة) ونوع المادة (تقرير) في صورة إشارة بعدد كلمات (192) كلمة. اتجاه التناول عادة ما يعكس اتجاه التناول موقف الصحيفة أو الكاتب من القضية أو الحدث وبالنسبة لحالة إضراب «عبدالهادي الخواجة» كان اتجاه وطريقة تناول الصحف والكتاب البريطانيين عموماً سلبياً رغم أن أغلب المادة تقارير خبرية، ولكن بأسلوب منحاز مسيس وغير مهني؛ حيث عمدت تلك الصحف في تقاريرها إلى الاعتماد على جانب واحد والاكتفاء بنقل الجوانب السلبية أي رأي المعارضة (وصف الاحتجاجات والمظاهرات وأعمال العنف)، بينما مادة الرأي (مقالات، افتتاحيات، تحقيقات، ورسائل القراء) تتضمن انتقادات لاذعة للحكومة والنظام ووصفهما بأوصاف غير صحيحة، بل ولا تليق، متجاهلة الإيجابيات ومستخدمة حالة إضراب «عبدالهادي الخواجة» لتحقيق أغراضها. وفيما يتعلق باتجاهات تناول الصحف لإضراب «هناء شلبي» يلاحظ رغم قلة عدد المواد الصحفية التي تعرضت لحالتها أنها سلبية التناول، وذلك من زاويتين.. الأولى: ضعف درجة الاهتمام بحالة «هناء شلبي»؛ حيث ركز عليها مقال واحد فقط مقابل إشارة لحالتها في المقال والتقرير الآخرين.. والثانية: تناول قضيتها في إطار ضيق كحالة إنسانية فردية، ودون نظر لحالتها كحالة معبرة عن مأساة الشعب الفلسطيني الذي يُصادر عليه حقه في تقرير مصيره وإنهاء احتلال أراضيه منذ عام 1967، وأيضاً لم تتطرق لما تمارسه إسرائيل وحكومتها من اعتداءات وجرائم بحق هذا الشعب والتي تدخل في إطار الجرائم ضد الإنسانية، فضلاً على تعنتها في تنفيذ الاتفاقات ورفضها كل القرارات الأممية وآخرها قرار مجلس حقوق الإنسان بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول تأثير بناء المستعمرات بالضفة والقدس على الفلسطينيين. الهدف من صياغة العناوين عادة ما تكشف الصياغة التي يُكتب بها عنوان المادة الصحفية عن مضامين خفية يسعى الكاتب إلى توصيلها للقارئ بهدف توصيل رسالة معينة إليه أو توجيهه إلى وجهة معينة.. وقد حاولت الصحف والكتاب البريطانيون تحميل عناوين المواد الصحفية بعض المضامين السلبية، التي يمكن التعرف عليها فيما يلي: أ - فيما يتعلق بحالة إضراب «عبدالهادي الخواجة» يلاحظ الآتي: - كان هناك خلط بين الرياضة والسياسة في عدد (10) عناوين (كمثال الدكتورة «كريستي هيو» في فايننشيال تايمز يوم12/4/2012، و»هيج توملينسون» في التايمز يوم 9/4/2012، و»توم كاري» في ديلي تليجراف يوم 10/4/2012، و»هالة جابر» في صنداي تايمز يوم 8/4/2012). - كان هناك تركيز على إظهار البحرين كبلد مضطرب تسوده الاحتجاجات والمظاهرات في عدد (18) عنوانًا. - كان هناك تصوير لأعضاء الأسرة المالكة كمستبدين ومتعصبين في عناوين (الكاتب «ديبتش جادهر» في صنداي تايمز يوم 15/4/2012، والكاتب «باتريك كوكبرن» في الاندبندنت يوم 18/4/2012). - كان هناك تقليل من شأن الإصلاحات البحرينية في عدد (3) عناوين («اللورد ايفبري» وآخرون في الجارديان في 9/4/2012، و»باتريك كوكبرن» في الاندبندنت يوم 6/4/2012 ويوم 15/4/2012). - كان هناك تصوير للبحرين كبلد يسوده العنف في عناوين («باتريك كوكبرن» في الاندبندنت يوم13/4/2012، و»ديفيد ميفام» في التايمز يوم 18/4/2012). ب – فيما يتعلق بصياغة العناوين الخاصة بحالة إضراب «هناء شلبي»: - رغم أن عناوين الاندبندنت والجارديان جاءت معبرة عن معركة الوجود التي تخوضها «هناء شلبي» ومعها الأسرى الفلسطينيون بالإضراب عن الطعام، فإنها وكما سبقت الإشارة تتناول الإضراب من زاوية كونه حدثاً عادياً يخص «هناء شلبي» فقط، ودون أن يكون ذلك تعبيراً عن صرخة شعب يرفض الاحتلال، ويطالب العالم بالاهتمام بقضيته ورفع المعاناة التي يواجهها في ظل هذا الاحتلال. الكتاب ودرجة الاهتمام بالحالتين يلاحظ أن أهمية قضية معينة تتوقف أولاً على مستوى وكثافة الاهتمام بها.. وتتوقف ثانياً على مستوى سمعة وشهرة الكتاب الذين يتعرضون لها بالمناقشة، والملاحظ أن الصحف البريطانية - في سياق انحيازها الفج - قامت بقلب الآية فبدلاً من أن تهتم بحالة إضراب «هناء شلبي» واتخاذها كمثال للتعبير عن معاناة الفلسطينيين بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، فإذا بها توجه كل التركيز على حالة عبدالهادي الخواجة رغم أنه يمثل حالة فردية، وتحاول أن تتخذ منها منطلقًا للتعميم على حقوق الإنسان في البحرين .. ويمكن التعرف على حجم المغالطة التي ترتكبها الصحف البريطانية من متابعة درجة تركيز الكتاب على حالة «الخواجة» ودرجة أهمية وثقل هؤلاء الكتاب في مقابل الكتاب الذين تعرضوا لحالة «هناء شلبي». بالنسبة لـحالة إضراب الخواجة.. كان أبرز الكتاب الذين تناولوا قضيته: - باتريك كوكبرن (الاندبندنت) = مقال + 5 تقارير (يعد من الكتاب البريطانيين البارزين، وعمل مراسلاً بالشرق الأوسط منذ عام 1979 لصحيفة فايننشيال تايمز، ويعمل الآن بالاندبندنت). - كيفن إيسون (التايمز) = 3 تقارير (يعمل مراسلاً لصحيفة التايمز في سباق الفورميولا وان). - كارولين دافيس (الجارديان) = تقريران (تعمل مقدمة برامج وأحد أهم المراسلين بالبرنامج الإخباري على قناة بي بي سي). - ديفيد تريمين (الاندبندنت) = تقريران (يعمل صحفيًا متخصصًا في سباق السيارات ويقوم بتغطية سباق الفورميولا وان لصالح صحيفة الاندبندنت). - توم كاري (ديلي تليجراف) = تقريران (يعمل مراسلاً لصحيفة ديلي تليجراف في سباق الفورميولا وان). - هيج توملينسون (التايمز) = مقال + تقرير (محامي بريطاني، وعضو مؤسس بغرفة ماتريكس للمحامين، ومتخصص في قضايا الإعلام والصحافة). - لورد إيفبري (الجارديان) = رسالة للمحرر (سياسي بريطاني، كان عضوًا بمجلس العموم من 1962 – 1970) وهو حاليًا نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس اللوردات. - د. كريستي هيو (فايننشيال تايمز) = رسالة للمحرر (تشغل منصب الرئيس التنفيذي لمنظمة مؤشر على الرقابة). - ديفيد ميفام (التايمز) = مقال واحد (يعمل مديرًا لفرع هيومن رايتس ووتش في بريطانيا). أما بالنسبة لحالة «هناء شلبي» فتناول قضيتها : - ريتشارد سودان (الاندبندنت) = مقالان (ناشط سياسي). - هيريت شيروود (الجارديان) = تقرير واحد (مراسلة صحيفة الجارديان في القدس). تحليل مضمون التناول الصحفي في الحالتين كشف التحليل الكمي السابق عن التباين الواضح في حجم الاهتمام والتغطية التي طالت كل حالة على حدة؛ فالصحف البريطانية أظهرت حالة إضراب فرد هو «عبدالهادي الخواجة» على أنها ذات أهمية أكبر بكثير من قضية آلاف الفلسطينيين المضربين عن الطعام (1600 فلسطيني بدأوا الإضراب يوم 17/4/2012 كما سبقت الإشارة)، وهو الأمر الذي يعكسه اهتمامها المحدود للغاية بحالة «هناء شلبي». 1 – حالة إضراب «هناء شلبي»: إذا بدأنا بتحليل مضمون التغطية المحدودة لحالة إضراب «هناء شلبي» – التي هي على النقيض من التغطية الأكثر اتساعًا لحالة إضراب «عبدالهادي الخواجة» - بقدر من التفصيل من أجل التعرف على الكيفية التي تم بها تناول الحالتين، سيلاحظ أن هذا التحليل يؤكد ما سبقت الإشارة إليه من أن الصحافة البريطانية تتبع أسلوب النفاق و»المعايير المزدوجة» عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن حقوق الإنسان العربي أو عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. فكما ذكر آنفًا اقتصر تناول حالة «»هناء شلبي» على ثلاث مواد صحفية» (مقالين وتقرير).. وكان لافتاً أن المقالين كتبهما كاتب واحد هو «ريتشارد سودان»، وذلك عبر المدونة الإلكترونية الخاصة بالكاتب نفسه (وقامت صحيفة «اندبندنت» بنشر كلتا المقالين). - في مقاله الأول (المتضمن إشارة لشلبي في 91 كلمة) المنشور بالإندبندنت يوم 26/3/2012 تحت عنوان «حق فلسطين في الوجود» يصف «سودان» حالة «شلبي» بأنها أضربت عن الطعام احتجاجاً على ممارسات الاعتقال الإداري بعد أن احتجزتها إسرائيل دون أن توجه لها اتهامات محددة، وهو يعتبرها واحدة من مئات الفلسطينيين الذين اعتقلوا وحرموا من المحاكمة، كما أنها واحدة من بين 20000 من المعتقلين الذين احتجزوا منذ عام 2001. معاناة شلبي - في مقاله الثاني (بتناول كامل لشلبي في 497 كلمة) المنشور بالصحيفة نفسها في 28/3/2012 تحت عنوان «»هناء شلبي» تحتضر لكي تعيش»، بعد أن يشير «سودان» إلى تعنت القضاء العسكري في مسألة قبول التماس الإفراج عن «هناء شلبي» بسبب تدهور حالتها الصحية، فإنه يرى أن السماح لإسرائيل بالتصرف بهذه الطريقة مع توفير الحصانة لها من المساءلة يعد أمراً مخزياً، لأن حالة «شلبي» - بحسبه - ليست مرتبطة بدافع الدين، وإنما هي مرتبطة بدافع الإنسانية التي يشترك فيها الجميع، بيد أنه يعتقد أن الاختلاف هو أن «شلبي» هنا قد تموت لأنها «فلسطينية». - وفي تقريرها (المتضمن إشارة لشلبي في 192 كلمة) المنشور في صحيفة الجارديان في 15/4/2012 عن حالة «شلبي» كتبت «هارييت شيروود» تحت عنوان «سجناء فلسطينيون في سجون إسرائيلية يضربون عن الطعام» وبدلاً من أن تركز على قضية «شلبي» سعت للإشارة إليها كمثال على تزايد ميول الفلسطينيين نحو الإضراب عن الطعام احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري الإسرائيلية.. ودون أن تشير أو تعترف بأن ذلك من حقها أو حتى توجه نقداً لسلطات الاحتلال على مخالفتها للمواثيق الدولية التي تنظم وضع الأراضي المحتلة. وترى «شيروود» أن السجناء الفلسطينيين عرفوا قوة تأثير الإضراب عن الطعام كوسيلة قد تكون ناجحة لإطلاق سراحهم والحصول على حريتهم.. كما حدث في حالة إضراب «هناء شلبي».. وكأن «شيروود» اختزلت الهدف من الإضراب في نيل الحرية ودون أن يكون ذلك تعبيراً عن رفض الاحتلال وممارساته الإجرامية في حق الفلسطينيين. إذن من النماذج الثلاثة المشار إليها والتي تناولت حالة «شلبي» كان هناك نموذج واحد يتمثل في مقال «سودان» «»هناء شلبي» تحتضر كي تعيش» المنشور في الإندبندنت هو الذي ركز على احتجاجها السياسي وحالتها الصحية المتدهورة، في حين لم تجذب قضيتها أي من الصحف البريطانية الأخرى. وأشارت الدراسة إلى أن الصحف البريطانية حرصت على استغلال قضية “الخواجة” بالدعوة إلى ضرورة إلغاء سباق جائزة البحرين الكبرى على الفور؛ وتشويه صورة الحكومة البحرينية و«الفورمولا1” للإصرار على ضرورة المضي قُدماً في إجراء السباق. وأوضحت الدراسة أن أول دليل على الانحياز وغياب الحيادية في التناول يتمثل في الغياب الواضح للتوازن بين الحالتين؛ ففي 13 يوماً فقط كانت هناك 35 مادة صحفية بإجمالي عدد كلمات 7709 كلمات تناولت حالة الخواجة؛ “حيث تم التركيز على الفترة من 6 –18 /4 /2012 كنموذج لأنها كانت الأكثر كثافة في التغطية”، بينما على مدار 21 يوماً لم يتعرض لحالة “هناء شلبي” سوى صحيفتين واختزلتها في 3 مواد صحافية فقط بإجمالي عدد كلمات 780 كلمة “أي 8.5% من حجم المادة الصحافية و10% من إجمالي عدد الكلمات الخاصة بتغطية الخواجة”. وتهتم هذه الدراسـة بالمقـارنة بين طـريقة تناول الصحافة البريطانية كنموذج للصحافة الغربية لقضيتي “عبدالهادي الخواجة” والأسيرة الفلسطينية “هناء شلبي” للوقوف على مظاهر الانحياز الواضحة وعدم المهنية والبعد عن الإنسانية في مواقف هذه الصحف -التي عادة ما تعكس سياسات بلادها وتعبر عن مواقفها- من قضية حقوق الإنسان في الحالتين رغم أن حقوق الإنسان يفترض أنها واحدة سواء في البحرين أو في فلسطين المحتلة من قبل إسرائيل، ولكن يبدو أنه في الصحافة الغربية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن الأمور تختلف.. وهو الأمر الذي يثير تساؤلات حول المضامين السياسية لقضايا حقوق الإنسان عند الغرب عموماً. حالة إضراب «عبدالهادي الخواجة» على النقيض من حالة “هناء شلبي” كانت كمية ونوعية التغطية التي منحت لحالة “عبدالهادي الخواجة” أكبر بكثير من تلك التي حصلت عليها “شلبي”، فحالة إضراب الخواجة تستحق من وجهة نظر الصحف البريطانية تكثيف التناول ونشرها إلكترونياً وورقياً، لضمان أن تصل قضيته إلى أكبر عدد ممكن من القراء. لقد أثارت قضية “الخواجة” انتباه الصحف البريطانية التي تابعت إضرابه عن الطعام منذ بدايته في 8 فبراير 2012، كما تابعت مؤخراً حالته بشكل أقوى عقب تدهور حالته الصحية مع ترقب لسباق الجائزة الكبرى “فورمولا1” الذي جرت فعالياته بالمملكة في الفترة من 20-22 أبريل؛ حيث كانت أغلب التغطية في صورة تقارير خبرية مكثفة تطرقت لموضوع احتجاز “الخواجة”، والدلالات المتعلقة بهذا الاحتجاز (مثل شروط وأحكام احتجازه، وحالته الصحية المتدهورة... إلخ)، وهنا يمكن ملاحظة النقاط التالية في ما يتعلق بالطريقة التي تناولت بها الصحف البريطانية حالة إضراب “الخواجة”: - بدت هذه الصحف مقتنعة بأن التصعيد الأخير للعنف في البحرين متصل بصورة مباشرة باعتقال “عبدالهادي الخواجة”. - تم استخدام حالة “الخواجة” كوسيلة لتوجيه انتقادات فجة ووقحة للملك والحكومة البحرينية للطريقة التي تعاملوا بها مع الاضطرابات التي اندلعت في البحرين منذ 14 فبراير 2012، وهي بالمناسبة طريقة إنسانية وحضارية تعجز عن ممارستها السلطات البريطانية، إضافة إلى ذلك، حرصت تلك الصحف على استغلال قضية “الخواجة” بالدعوة إلى ضرورة إلغاء سباق جائزة البحرين الكبرى على الفور؛ وتشويه صورة الحكومة البحرينية و«الفورمولا1” للإصرار على ضرورة المضي قُدماً في إجراء السباق. - لم تكن هناك أية محاولة لإبراز ولو بعض الخطوات الإيجابية التي اتخذها الملك والحكومة البحرينية خلال الاضطرابات على الرغم من كثرتها وتنوعها. الأنحياز الأعمى في واقع الأمر هناك تفسير واحد للاختلاف الملحوظ في ما يتعلق بكمية ونوع التغطية الصحافية التي تناولت قضية “الخواجة” بالمقارنة مع قضية “هناء شلبي” والسجناء الفلسطينيين الذين اتخذوا نموذجاً متطابقاً للاحتجاج، وعلى مدى فترة مماثلة من الوقت ـ ويمكن الوقوف على ذلك التفسير بفهم الطريقة التي اختارتها الصحف البريطانية لانتقاء الأحداث والتطورات المتعلقة بالبحرين من خلال إطار معين شامل وسلبي للتحليل.. ويمكن استعراض الأدلة التي تؤكد ذلك من خلال تقديم عرض مختصر لعدد من المواد الصحافية التي تناولت حالة “الخواجة” وذلك على النحو التالي: - تقرير لـ«لوك هاردينج” (يتضمن إشارة للخواجة في 120 كلمة) منشور في صحيفة الغارديان يوم 6/4/2012 تحت عنوان “اضطرابات البحرين تزيد من المطالب لإلغاء سباق الجائزة الكبرى”، وفيه يشير الكاتب إلى المطالب المتعددة بإلغاء سباق “الفورمولا1” مع تحذيرات من إقامته في البحرين في ظل الأوضاع الراهنة، مع تذكيره بأن “الخواجة” مضرب عن الطعام منذ أكثر من 50 يوماً وأن أنصاره من المعارضة يتظاهرون يومياً للإفراج عنه، وعرض لرأي ناشطة حقوقية أجنبية ترى استحالة إجراء الفورمولا في حالة وفاة “الخواجة”. - تحقيق لـ«هالة جابر” (يتضمن إشارة للخواجة في 110 كلمات) منشور في صحيفة صنداي تايمز يوم 8/4/2012 تحت عنوان “مقتل الصحافي المحلي يلقي بظلاله على سباق الجائزة الكبرى”، وفيه تتناول الكاتبة حادث مقتل صحافي بحريني أثناء تغطيته للمواجهات بين الأمن والمتظاهرين، وتشير لتزايد المطالب بإلغاء سباق الفورمولا بعد دخول “الخواجة” في اليوم الـ58 لإضرابه عن الطعام، مع تحذير من أن موته سيشعل نيران العنف في المملكة. - رسالة مفتوحة (بتناول كامل للخواجة من 697 كلمة) موجهة من اللورد “ايفبري” وآخرين (نواب وسياسيين) نشرتها صحيفة الغارديان في 9/4/2012 تحت عنوان “موت عبدالهادي الخواجة قد يكون وصمة عار بحق البحرين”، حيث وجه الكاتب تحذيراً إلى الملك “حمد” مفاده أنه إذا كانت الحكومة البحرينية ستسمح بأن يلقى “الخواجة” حتفه في السجن، فإنها سترسل بذلك رسالة واضحة وشديدة اللهجة فحواها أنه يتم تجاهل التوصيات المهمة الواردة بتقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق.. وتلك الرسالة -بحسبه- ستخلق شكوكاً لدى المواطنين البحرينيين والحكومات الأجنبية بشأن الضمانات التي تعهدت من خلالها الحكومة البحرينية بتحقيق الإصلاح. ويؤكد “ايفبري” أن الملك “حمد” يملك سلطة إطلاق سراح “الخواجة”؛ وأنها ستكون وصمة عار بحق البحرين إذا تعرض للموت قبل إطلاق سراحه. - تقرير بصحيفة التايمز (بتناول كامل للخواجة من 323 كلمة) منشور يوم 9/4/2012 تحت عنوان “البحرين ترفض تسليم عبدالهادي الخواجة” يشير إلى رفض مجلس القضاء الأعلى البحريني نقل “الخواجة” إلى الدنمارك (حيث يحمل جنسيتها) بالنظر إلى أن قانون الإجراءات الجنائية بشأن تسليم المتهمين والمحكوم عليهم إلى الخارج لا يشمل حالة “الخواجة”. - تقرير لـ«باتريك كوكبرن” (بتناول كامل للخواجة من 287 كلمة) منشور في صحيفة الإندبندنت يوم 10/4 تحت عنوان” البحرين تشعر بالضغط بسبب المضرب عن الطعام قبل الجائزة الكبرى”، ويشير فيه إلى مطالبة الأمم المتحدة للحكومة البحرينية بنقل “الخواجة” للدنمارك لتلقي الرعاية الصحية، لافتاً إلى أن إضراب “الخواجة” عن الطعام أحيا المعارضة ذات الأغلبية الشيعية، وأنه من المرجح أن ينفجر الوضع في البحرين إذا مات. - تقرير لـ«توم كاري” (يتضمن إشارة للخواجة من 49 كلمة) منشور بصحيفة ديلي تليغراف يوم 10/4/2012 تحت عنوان “الفورمولا1 تواجه معضلة أخلاقية لمضيها قدماً في سباق البحرين” يدعي فيه أن الفرق والشركات الراعية للفورمولا تشعر بالقلق من أن ينظر إليها على أنها تدعم نظام قمع ارتكب العديد من الفظائع، ثم يشير الكاتب لحالة عبدالهادي الخواجة وكيف أن منظمة العفو الدولية طالبت بالإفراج الفوري عنه هو و13 آخرين من قادة المعارضة، ويرى (الكاتب) أن موته في السجن قد يؤدي إلى تصعيد العنف في المملكة. - رسالة للمحرر لـ«كريستي هيو” (تتضمن إشارة للخواجة في 38 كلمة) منشور في صحيفة فايننشيال تايمز يوم 12/4/2012 تحت عنوان “لا يجب متابعة تنظيم سباق الجائزة الكبرى”؛ حيث تدعي الكاتبة أن البحرين مستمرة في طريقها بالابتعاد عن الإصلاح ودعم الحقوق الأساسية، وأن “عبدالهادي الخواجة” في حالة صحية حرجة؛ حيث يضرب عن الطعام منذ ما يزيد على 60 يوماً احتجاجاً على سجنه، وأنه رغم الدعوات المتكررة من منظمات حقوقية دولية ومن الأمم المتحدة لإطلاق سراحه، فإن الحكومة البحرينية رفضت تسليمه إلى الدنمارك. - تقرير (يتضمن إشارة للخواجة في 33 كلمة) منشور في ديلي تليغراف يوم 12/4/2012 تحت عنوان “سيبستيان فيتيل: مستعد للذهاب إلى البحرين إذا التزمت سلطات الفورمولا1 بإجراء السباق”، حيث يشير التقرير إلى استعداد عدد من متسابقي الفورمولا1 للاشتراك في سباق البحرين هذا العام، مادامت السلطات المعنية بالسباق ترى إمكانية ذلك.. مع إشارة لتوتر الأوضاع في البحرين في ظل النداءات الحقوقية والدولية بالإفراج عن “الخواجة”. - تقرير لـ«جيروم تايلور” و«ديفيد تريمين” (يتضمن إشارة للخواجة في 181 كلمة) منشور في صحيفة الإندبندنت يوم 13/4/2012، ويتضمن انتقادات موجهة لـ«جون ييتس” المستشار بوزارة الداخلية البحرينية بدعوى تقليله من خطورة الوضع في البحرين وما يراه من أن الظروف ملائمة لاستضافة سباق الفورمولا1، مع إشارة لتضاعف الاضطرابات ثلاث مرات بسبب إضراب “الخواجة” عن الطعام والذي دخل يومه الـ60 يوماً. - تقرير لـ«كارولين دافيس” (يتضمن إشارة إلى الخواجة في 33 كلمة) منشور في الغارديان يوم 13/4/2012 تحت عنوان “الخوف من سفك الدماء بسبب الموافقة على المضي قدماً بإجراء سباق جائزة البحرين الكبرى” تشير فيه الكاتبة إلى مخاوف نشطاء حقوق الإنسان من إراقة المزيد من الدماء واتخاذ السلطات البحرينية إجراءات قمعية تتسم بالعنف بعدما أعطى منظمو الفورمولا1 الضوء الأخضر لإقامة السباق، وترى الكاتبة أن الاضطرابات المدنية التي تصاعدت في الأسابيع الأخيرة ترجع في جانب منها إلى المخاوف بشأن حالة “الخواجة” المضرب عن الطعام منذ 65 يوماً والمحتجز في إحدى المستشفيات العسكرية. - تقرير لـ«كيفن إيسون” (يتضمن إشارة للخواجة في 43 كلمة) منشور في صحيفة التايمز في 14/4/2012 تحت عنوان “الأنباء عن أن قرار استضافة سباق الجائزة الكبرى يولد العنف”؛ حيث يشير الكاتب إلى اندلاع أعمال العنف في البحرين بسبب المضي في إجراءات استضافة سباق الفورمولا1، مع إشارة لتزايد المخاوف إزاء حالة “الخواجة”، إذ وصفت ابنته سباق الفورمولا بأنه سيكون نقطة انطلاق لاندلاع أعمال العنف في المملكة. - مقال لـ«ديبتش جادهر” (يتضمن إشارة للخواجة في 59 كلمة) منشور في صحيفة صنداي تايمز يوم 15/4/2012 هاجم فيه توجيه دعوات لشخصيات بحرينية رسمية لحضور فعاليات أوليمبياد لندن. - مقال لـ«باتريك كوكبرن” (يتضمن إشارة للخواجة في 156 كلمة) منشور في صحيفة الإندبندنت يوم 15/4/2012 تحت عنوان “المعايير المزدوجة الغربية في الشرق الأوسط” ينتقد فيه الكاتب ما يعتبره موقفاً سلبياً من جانب أمريكا وبريطانيا تجاه البحرين وكيف أنهما يتجنبان -بحسبه- إدانة الأعمال الوحشية التي ترتكبها حكومتها، في الوقت الذي تبديان اهتماماً بما يحدث في سوريا، وهو يدعي بأن المسعى البحريني لإجراء إصلاح جذري فقد مصداقيته وأنه لم يتغير شيء في البلاد. وينقل كوكبرن عن (نبيل رجب) قوله إن بريطانيا وأمريكا لديهما نفوذ كافٍ لإقناع الحكومة البحرينية بإطلاق سراح “الخواجة” وكافة قادة المعارضة البارزين، بيد أنهما لم يقدما كثيراً من الجهد بهذا الصدد لكونهما تتظاهران بأن البحرين الجديدة إصلاحياً ستعود إلى طبيعتها كالعادة لكنهما يعرفان أن هذه ليست الحقيقة. - تقرير (يتضمن إشارة للخواجة من 115 كلمة) منشور بصحيفة التايمز بتاريخ 17/4/2012، تحت عنوان “سباق الفورمولا1 قنبلة موقوتة”؛ حيث يستند التقرير إلى ما ورد في بيان لجنة الأزمات الدولية ببروكسل يوم 16/4/2012؛ حيث يرى البيان أن استضافة البحرين لسباق الجائزة الكبرى هو بمثابة قنبلة موقوتة لتأجيج العنف في المملكة، وترجع الصحيفة تصاعد التظاهرات في الأسابيع الأخيرة إلى حالة الناشط “عبدالهادي الخواجة” المضرب عن الطعام في السجن، وتصف حالته بأنها قنبلة موقوتة ثانية لتفجير الوضع في البحرين. - تقرير لـ«باتريك كوكبرن” (بتناول كامل للخواجة في 746 كلمة) منشور في صحيفة الإندبندنت يوم 18/4/2012 بث خلاله معلومات وادعاءات حاول من خلالها شق الصف الوطني البحرين على المستويين الشعبي والرسمي باستخدام قضية الخواجة. - مقال لـ«ديفيد ميفام” (يتضمن إشارة للخواجة في 113 كلمة) منشور في صحيفة التايمز يوم 18/4/2012 تحت عنوان “لا تتوهموا: البحرين لم تتغير”؛ حيث يتحدث الكاتب عن انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في البحرين، ويتعجب من إصرار منظمي الفورمولا1 على تنظيم السباق.. وهو يدعي أن الانتهاكات موثقة، مشككاً في عدالة القضاء البحريني بالادعاء أن هناك عشرات الحالات صدر فيها أحكام بالسجن لمدد طويلة بناءً على محاكمات غير عادلة.. ويسوق الكاتب حالة “عبدالهادي الخواجة” كمثال لهذه المحاكمات. ملاحظات ختامية بعد استعراض التحليل الكمي والكيفي وكذلك النماذج السابقة للمضامين الصحافية الخاصة بحالتي إضراب “هناء شلبي” و«عبدالهادي الخواجة” يمكن الخروج بعدد من الملاحظات والنتائج المهمة في ما يتعلق بتناول الصحف البريطانية لهاتين الحالتين: 1- كان أول دليل على الانحياز وغياب الحيادية في التناول يتمثل في الغياب الواضح للتوازن بين الحالتين؛ ففي 13 يوماً فقط كانت هناك 35 مادة صحافية بإجمالي عدد كلمات 7709 كلمات تناولت حالة الخواجة؛ “حيث تم التركيز على الفترة من 6-18/ 4 /2012 كنموذج لأنها كانت الأكثر كثافة في التغطية)، بينما على مدار 21 يوماً لم يتعرض لحالة “هناء شلبي” سوى صحيفتين واختزلتها في 3 مواد صحافية فقط بإجمالي عدد كلمات 780 كلمة (أي 8.5% من حجم المادة الصحافية و10% من إجمالي عدد الكلمات الخاصة بتغطية الخواجة”. 2- إذا كان حجم الاهتمام بقضية ما في صحيفة أو مجموعة من الصحف يعكسها كثافة التناول وعدد المواد الصحافية التي تغطيها، فإن حجم ومستوى الكتاب الذين يتعرضون بالتناول للقضية يدل أيضاً على أهميتها.. ومن الواضح أن مستوى الكتاب في حالة إضراب “الخواجة” (ومنهم مراسلون وخبراء كبار بشؤون الشرق الأوسط، ولوردات ونواب في البرلمان، ومحامون وممثلو منظمات حقوقية) يدل أيضاً على مستوى الاهتمام الكبير الذي توليه هذه الصحف لقضية “الخواجة” في حين اقتصر الاهتمام بحالة إضراب “هناء شلبي” على ناشط سياسي ومراسلة -مع احترامنا لهما- مما يدل على غياب الاهتمام بحقوق الإنسان الفلسطيني من جانب هذه الصحف التي تجعل من نفسها مدافعاً عن حقوق الإنسان البحريني، كما تحاول أن تظهر ذلك في قضية “الخواجة”. 3- رغم أن حالتي “عبدالهادي الخواجة” و«هناء شلبي” متشابهتان في أن الإضراب عن الطعام بالنسبة لكل منهما تعبير عن الاحتجاج.. الأول لأنه يطالب بالحرية لنفسه والثانية لأنها تعبر عن رفض شعب للاحتلال ولسياسة الاعتقال الإداري التي تطال الآلاف من أبنائه فإن رؤية هذه الصحف القاصرة والمنحازة جعلتها تركز الضوء والاهتمام على حالة “الخواجة” التي هي حالة فردية وتتجاهل قضية “شلبي” وغيرها من المعتقلين بدون محاكمة والذين يعبرون عن مأساة شعب يتعرض لكافة أشكال الانتهاكات في ظل الاحتلال من تدمير للمنازل وتهجير وطرد للمواطنين ومصادرة للأراضي وإقامة المستعمرات عليها، فضلاً على هدم المساجد تدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية. 4- ركزت تلك الصحف على حالة إضراب “عبدالهادي الخواجة” باعتبارها مثالاً صارخاً يعبر عن انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، في مقابل تجاهلها الانتهاكات الإسرائيلية في حق الأسرى والسجناء الفلسطينيين وأوضاع حقوق الإنسان عموماً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم أن الدفاع عن حقوق الإنسان (لو كانت هذه الصحف صادقة في توجهها) من المفترض أن يكون على نفس المستوى والقدر من الاهتمام مهما كانت الدولة المعنية.. فحقوق الإنسان واحدة لا تتغير باختلاف الزمان والمكان، ولكن يبدو أن تجاهلها لحالة “هناء شلبي” يرجع لأن إسرائيل بالنسبة لهذه الصحف خط أحمر لا تستطيع الاقتراب منه، وهو ما يؤكد على أن تلك الصحف تتبع سياسة معايير مزدوجة في مواقفها وتقييماتها. الرؤية المغلوطة 5- حاولت هذه الصحف في إطار إمعانها في المغالطات المساواة بين النظام في البحرين وبين الأنظمة القمعية في المنطقة، فهي مثلاً تساوي بين البحرين وسوريا وتنتقد موقف أمريكا وبريطانيا الذي تعتبره متساهلاً حيال ما تصفه بانتهاكات النظام البحريني في حين تبديان اهتماماً بممارسات وانتهاكات نظام الأسد، هكذا أصبح النظام البحريني من وجهة نظرها يتساوى في ممارساته التي تصفها بـ(القمعية) مع نظام “بشار الأسد” الدموي الذي قتل حتى الآن أكثر من 10 آلاف من المواطنين السوريين الأبرياء، هذا غير الآلاف من المصابين وعشرات الآلاف من اللاجئين.. وهو تشبيه يكشف عن منتهى الإجحاف وعدم المهنية والانحياز في تقييم هذه الصحف للأوضاع في البحرين. 6- وصلت تلك الصحف في نقدها للبحرين إلى مستوى تجاوزت فيه حدود النقد المقبول؛ حيث وصل الأمر إلى التطاول على الملك ووصفه بالديكتاتورية، ونعت أعضاء الأسرة الحاكمة بالمستبدين والمتعصبين، وذلك في الوقت الذي لا تجرؤ هذه الصحف، بل وتخشى توجيه النقد أو الإدانة لإسرائيل وحكوماتها على سياساتها وممارساتها الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني (والدليل بالطبع قضية “شلبي” وغيرها من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين)، كما إنه رغم أن الحكومة البحرينية استهدفت بإجراءاتها الأمنية في مواجهة المحاولة الانقلابية في فبراير 2011 الحفاظ على وحدة البحرين واستقرار أمن المنطقة وبطريقة حضارية وإنسانية، فإن هذه الصحف يبدو أنها قد نست كيف واجهت حكومة “ديفيد كاميرون” أحداث العنف التي شهدتها لندن في يوليو 2011، حيث قال وقتها “كاميرون” تعليقاً على الإجراءات الأمنية العنيفة التي لجأت إليها حكومته لمواجهة الأحداث: “حين يتعلق الأمر بأمن بريطانيا القومي، فلا مجال للحديث عن حقوق الإنسان”.. فهل واجهت هذه الصحف إجراءات حكومتها بحملات الهجوم والتشنيع التي توجهها للبحرين حالياً؟.. والأهم من ذلك كيف تعاملت هذه الصحف مع الاتهامات التي وجهت للقوات البريطانية بارتكاب جرائم في العراق وأفغانستان؛ حيث قتل وشرد مئات الآلاف، وهي الجرائم التي ترقى إلى تقديم بعض القيادات البريطانية العليا إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. 7- لم تأخذ هذه الصحف بعين الاعتبار الخطوات الإيجابية الشجاعة التي اتخذها الملك وحكومته أثناء واحدة من أكثر الفترات العصيبة في تاريخ البحرين، فبناءً على توجيهات الملك أقدمت البحرين على خطوة غير مسبوقة بفتح أبوابها أمام لجنة التحقيق المستقلة، والتي مُنحت الحرية لإجراء تحقيق شامل في الأحداث التي شهدتها المملكة خلال شهري فبراير ومارس 2011، بعيداً عن أي نوع من أنواع التدخل في عمل اللجنة. وبالإشارة إلى التوصيات الواردة بتقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق فقد تم تنفيذ 15 توصية تنفيذاً كاملاً، علاوة على تنفيذ أجزاء من 11 توصية وجاري استكمال الأجزاء الأخرى.. كما إن هناك 4 توصيات تحتاج إلى تشريع من السلطة التشريعية.. لكن كافة التوصيات سيتم تنفيذها أو إقرارها قبل نهاية عام 2012. ورداً على الرؤية المغلوطة التي تتبناها الصحف البريطانية بالنظر إلى البحرين باعتبارها من دول الربيع العربي والتي يجب أن يوجه إليها الاهتمام نقول لها إن الربيع العربي البحريني بدأ بتولي الملك “حمد” الأمانة في مارس 1999، ونؤكد لها أن رؤيتها المغلوطة والقاصرة تلك هي ما قاد بعضها إلى تقديم استنتاجات ساذجة عند تعليقها على الأحداث في المملكة - مثل توجيه الانتقاد إلى النخبة الحاكمة ووضعها في مكانة (سلة واحدة) مع “زين العابدين بن علي”، و«حسني مبارك”، و«معمر القذافي”، و«علي صالح”، و«بشار الأسد”. وإذا كنا نقبل اهتمام الصحف البريطانية -إن كانت حقيقة مهتمة بقضايا حقوق الإنسان وبالديمقراطية وبحق تقرير المصير للشعوب- بما يجري من أحداث في البحرين؛ فإنه لا ينبغي في المقابل إغفال ما يحدث في أماكن أخرى مثل الأراضي الفلسطينية المحتلة.. ووفقاً لما حاولت هذه الدراسة توضيحه، فإنه يتعين الإقرار بأهمية الخطوات الإصلاحية التي اتخذتها البحرين وتلك التي يجري اتخاذها؛ إذ سبق وأن أكد الملك على الالتزام بالإصلاح وهو التزام يحرص على المضي فيه منذ عام 1999، بيد أن هناك من لا يريد أن يعي ويدرك تلك الحقيقة ومن بينها بعض الصحف البريطانية؛ حيث تبدو هذه الصحف مستعدة لتحويل البحرين إلى دولة ديكتاتورية بسبب سعي حكومتها للمحافظة على كيان الدولة وأمنها وأمن شعبها ومكتسباته على مدى السنوات الـ10 الأخيرة. خلاصة القول، إن بعض الصحف البريطانية حين تصدت للدفاع عن قضية حقوق الإنسان ظهرت في صورة القاضي المنحاز ولم تراعِ مقتضيات الموضوعية التي تجعل منها صحافة ذات مصداقية، فهي لم تتعامل مع قضية حقوق الإنسان في حالتي إضراب عبدالهادي الخواجة و«هناء شلبي” بتجرد، وإنما ركزت على الأول كي تظهر -على غير الواقع- أن هناك انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان في البحرين، في حين تتجاهل حالة “هناء شلبي” وما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق الفلسطينيين، ويكفي أن حكومة المجرم “نتنياهو” ارتكبت جريمة لا تقل فظاعة عندما أرادت أن تحل قضية “هناء شلبي”؛ حيث عمدت إلى إبعادها عن الضفة الغربية والتفريق بينها وبين أهلها، وهي جريمة تؤكد أن إسرائيل لا تقيم وزناً لحقوق الإنسان، و