(بنا):- نظم مركزا الهداية والأنصار لتوعية الجاليات أمس بمنطقة الحوض الجاف فعالية «اليوم المفتوح لعموم الجاليات» بمشاركة قرابة 2000 شخص، شكل المسلمون منهم ما نسبته 90% من إجمالي الحضور. وأكد مشاركون في اليوم المفتوح، في تصريحات لوكالة أنباء البحرين، أن مملكة البحرين أرض لتسامح الأديان والتعايش السلمي بين الجميع دون أية ضغوط أو منغصات تذكر وخير مكان للعيش وحسن الضيافة للمغتربين. وتخلل فعاليات اليوم المفتوح (من الثامنة صباحاً ولغاية الثامنة مساء) محاضرات دينية ودعوية بـ8 لغات أجنبية: الإنجليزية والعربية والإندونيسية والفلبينية والتاميل والسنهالية والملبارية والأوردو والإثيوبية، ومعرض للكتب الإسلامية، ومستوصف ميداني للفحص الطبي المجاني، ومعرض للصور التعبيرية عن تعاليم الإسلام، إضافة إلى فعاليات ترفيهية ورياضية متنوعة. وأكد منظمون ومشاركون على نجاح فعاليات اليوم المفتوح نظراً للإقبال الكثيف من قبل عموم الجاليات الأجنبية المسلمة الذين حرصوا على معرفة تعاليم دينهم الحنيف وتصحيح بعض الممارسات الخاطئة، علاوة على تعريف غير المسلمين بالدين الإسلامي وما يحمله من معانٍ سامية للبشرية في الدنيا والآخرة. 25 شخصاً أعلنوا إسلامهم وقال المسؤول بمركز الهداية لتوعية الجاليات عارف السعدون إن الأهداف الرئيسة من تنظيم اليوم المفتوح تكمن في إظهار محاسن الدين الإسلامي الحنيف وترغيبه للجاليات الأجنبية غير المسلمة كدعوة مفتوحة لسماع عدد من المحاضرات الوعظية البسيطة، إضافة إلى توعية المسلمين بتعاليم دينهم وتحديد ما هو صائب وخاطئ بممارساتهم اليومية، واصفاً مستوى الحضور بـ»الطيب واللافت» منذ ساعات الصباح الباكر. وأضاف السعدون بالقول: «هذه المرة الخامسة التي نقوم بها بتنظيم اليوم المفتوح لعموم الجاليات، ولكن هذه المرة بالتعاون مع مركز الأنصار، وما يميز نسخة هذا العام وجود مستوصف ميداني متكامل بدعم من وزارة الصحة لتقديم العلاج والاستشارة الطبية بالمجان، وتنظيم معرض صور مبسط يعلم المغتربين المسلمين أبرز الممارسات الإسلامية بالحياة اليومية وتعزيز روح التضامن والإخاء فيما بينهم كإخوة بالإسلام». وتابع قائلاً: «لقد أضفنا برامج ترفيهية هذا العام لزرع الألفة والمودة والمرح بين عموم الجاليات، يتخللها توزيع هدايا تشجيعية وجوائز تدعم الرسالة الدعوية للمركز. ناهيك عن توزيع كتيبات وأقراص مدمجة ومطويات مجانية وكتب تباع بأسعار رمزية بسعر الكلفة». وبين السعدون أن جميع المراكز الدعوية بالمملكة تشهد بين الفينة والأخرى إعلان إسلام مهتدين جدد، لافتاً إلى أن عدد الذين أشهروا إسلامهم بمركز الهداية خلال العام الماضي فاق الـ25 شخصاً. وأشار السعدون إلى وجود مساعٍ حثيثة لدعوة المزيد من الجاليات لاعتناق الإسلام عبر الدروس اليومية بعدة لغات والزيارات الميدانية لأماكن العمل المختلفة والمساجد، منوهاً إلى إسلام أكثر من 25 شخصاً خلال الشهور الأربعة من العام الحالي تنوعت جنسياتهم بين الهندية والفلبينية والإندونيسية. زيادة عرى التعاون وروابط الأخوة وأشار الشيخ محمد أمان الله -داعية إسلامي باللغة البنغالية بمركز الهداية لتوعية الجاليات- إلى أن اليوم المفتوح يأتي ثمرة جهود مضنية بذلها المركزان المذكوران لخدمة عموم الجاليات عبر ترجمة الكتب الدينية والدعوة الميدانية والزيارات الأخوية وتنظيم المسابقات وتوزيع الهدايا وترجمة الخطب الدينية. وأضاف أمان الله بالقول: «لقد ساهمت نشاطاتنا في زيادة عرى التعاون وروابط الأخوة بين الجاليات المسلمة وغير المسلمة، مما مهد الطريق أمام اعتناق المزيد من غير المسلمين الإسلام على أرض البحرين المباركة». ويرى أمان الله أن من أبرز طرق الدعوة إلى اعتناق الدين الإسلامي تتمثل بالاقتداء بخاتم النبيين والرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بإفشاء السلام وصلة الأرحام وإطعام المساكين والأتي بالبشاشة وطيب النفس وحسن المعاملة. وبين أمان الله أن الوافدين والمواطنين المسلمين عليهم دور كبير في ترغيب غير المسلمين من زملائهم في العمل أو الدراسة عن طريق المعاملة الحسنة حتى يتأثروا إيجاباً ويدخلوا الإسلام عن قناعة ورضا تامين. كما يرى الداعية أمان الله أن الكتب تلعب «دوراً جباراً» على حد قوله في الدعوة إلى الإسلام وتعليم مرتكزاته السمحاء وإيجاد أدلة ثابتة وقوية لأركانه الرئيسة كما هو الحال بالقرآن الكريم. اعتماد الفعالية سنوياً وقال رئيس مركز الأنصار لتوعية الجاليات الشيخ يعقوب عيسى إن المركز ينظم لأول مرة هذا النوع من الفعاليات بالتعاون مع مركز الهداية، مؤكداً سعي مركزه إلى تكرار هذه التجربة الناجحة بكافة المقاييس وجعلها صفة سنوية. وأبدى الشيخ يعقوب إعجابه بحجم المشاركة اللافت من قبل عموم الجاليات التي لبت الدعوة المفتوحة بكل رحابة صدر وحماس كبيرين. وأردف الشيخ يعقوب: «لقد ارتأينا تنظيم اليوم المفتوح حتى نوفر جواً مغايراً لروتين العمل اليومي بالنسبة لعموم الجاليات والتي تقاسي معاناة الغربة بعيداً عن عوائلهم، بجانب تقديم المشورة والهداية الدينية بأسلوب خفيف ومسلٍ بعيد عن الرسميات، خاصة وأن غايتنا الرئيسة تستهدف تسهيل الرسالة الدعوية للإسلام بالمملكة». وزاد قائلاً: «نقدم فعاليات رياضية توفر جواً مفعماً بالنشاط والود وليعكس المحبة والألفة التي يكنها المسلمون لبعضهم بعضاً على اختلاف بلاد منشئهم ومواقع عملهم». وتابع: «كان لدينا فرصة ذهبية من خلال اليوم المفتوح لتعريف المشاركين بالمعاني السامية للدين الإسلامي الحنيف ونخاطبهم بأسلوب ودي وأخوي بعيد عن الرسميات لإشعارهم بقدسية القيم الإسلامية وكيف يتعامل المسلم مع أخيه المسلم بالحياة اليومية والابتعاد عن المنكرات وارتكاب الكبائر». من جانبه استعرض مساعد مدير مركز الأنصار لتوعية الجاليات الشيخ عبدالكريم كانيتودي أهداف المركز المتمثلة هذا العام بمخاطبة 10 آلاف مغترب غير مسلم بالمملكة عبر المحاضرات والزيارات الميدانية لإيصال القيم الإسلامية لهم بعدة لغات، والارتكاز على مبادئ التوحيد والرسالة النبوية والآخرة لتعليم الإسلام لدى المغتربين. البحرين صديقة للمغتربين من جهته، قال محمد شريف -مشارك- إنه علم عن الفعالية من مركز الهداية وتشوق للمشاركة بغية سماع الخطب الدينية بلغته الهندية الأم التي وصفها بـ»الرائعة جداً»، مبدياً إعجابه بالفكرة الممتازة للمستوصف الميداني وهي بادرة طيبة بلاشك، كما كانت المحاضرات الصباحية ممتعة وفيها الكثير من التثقيف بتعاليم ديننا الحنيف. وبين شريف وجود وفرة بالكتب الدينية الهندية التي تتحدث عن تعاليم ومبادئ الإسلام وكيفية التعامل مع أركان الإسلام الخمسة وتفاصيلها وكيف نعيش حياتنا اليومية بصبغة إسلامية صحيحة. وأضاف شريف: «لقد جئت هنا لأفهم أكثر أركان الإسلام الخمسة ومراعاة آداب الصلاة والصيام والزكاة. فهذه أول مرة أشارك بها باليوم المفتوح». وأكد شريف أن البحرين كانت ولاتزال صديقة لكافة المغتربين من مسلمين وغير مسلمين بشعبها الطيب والمتسامح، ما يجعلها جاذبة للأيدي العاملة الأجنبية وحسن ضيافتها للأجانب على اختلاف أديانهم وأصولهم. أما فواز زكير، مشارك آسيوي آخر، أحب المشاركة باليوم المفتوح للحصول على أقراص مدمجة وكتيبات تعينه في فهم دينه الإسلام باللغة الهندية. وثمن زكير الجهود المبذولة بهذه الفعالية التي ساعدت الكثيرين على معرفة أحكام دينهم في عدة قضايا جدالية حتى لا يصبحوا مسلمين بالهوية أو بالاسم فقط، وأن يحاولوا عكس قيم الإسلام القدسية في حياتهم اليومية وسلوكياتهم الحياتية.