أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية، الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، أن مملكة البحرين – وبفضل سياستها الاقتصادية الراسخة – ملتزمة بمواصلة الحفاظ على قدرتها التنافسية الجاذبة لرؤوس الأموال الاستثمارية، وتقديم كافة التسهيلات المشجعة على إقامة مزيد من المشاريع التنموية الكبرى، سواء تلك الممولة من القطاع الخاص أو من الميزانية العامة للدولة وبرنامج التنمية الخليجي.
وقال : "رغم ما تشهده المنطقة من أوضاع مالية استثنائية ناتجة عن التراجع الحاد في أسعار بيع النفط عالمياً، إلا أن إقبال رؤوس الأموال الأجنبية على مملكة البحرين في ظل هذه الظروف يعكس حجم الثقة في السوق المحلية المبنية على قاعدة تشريعية سليمة وأسس اقتصادية متينة توصف بأنها واحدة من أكثر الاقتصادات تحرراً وانفتاحاً".
وكان الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة قد زار صباح هذا اليوم (الأحد – 16 أكتوبر 2015) موقع مدينة التنين الصينية التي تقام ضمن مشروع ديار المحرق تلبية لدعوة تلقاها معاليه من مجلس إدارة شركة ديار المحرق للوقوف على آخر الاستعدادات لافتتاح هذا المشروع رسيماً المقرر في النصف الأول من شهر ديسمبر، وذلك بالتزامن مع احتفالات المملكة بالعيد الوطني المجيد وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.
ولدى وصول معاليه إلى موقع المشروع، كان في مقدمة مستقبليه رئيس مجلس إدارة شركة ديار المحرق، السيد عبدالحكيم الخياط، والعضو المنتدب، السيد عارف هجرس، والرئيس التنفيذي للشركة، الدكتور ماهر الشاعر، وعدد من كبار المسؤولين بالشركة، إلى جانب ممثلين عن شركة بن فقيه للتطوير العقاري، وشركة تشاينامكس "Chinamex"، ومجموعة بانز وشركة ناس للمقاولات.
وبعد أن تفقَّد معاليه المرافق الحيوية في المشروع كمنطقتي التسوق والمخازن وساحة المطاعم، أشاد معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة بجاهزية مدينة التنين – التي تُقدر قيمتها بحوالي 100 مليون دولار أمريكي – وما ترتب على ذلك من إنجاز المشروع في وقت قياسي بعد أن جرى منتصف العام الماضي وضع حجر أساسه إيذاناً ببدء أعمال الإنشاء والتطوير.
وتفقَّد معاليه مشروع شقق التنين المخصصة لإقامة أصحاب المتاجر والواقعة على مقربة من المجمع التجاري والتي تم مؤخراً الانتهاء من أعمال الإنشاء والتشطيبات فيها لتستقبل قريباً أول دفعة من ساكنيها خلال الأيام القليلة المقبلة، وهي عبارة عن خمسة مبانٍ تتراوح ارتفاعاتها بين أربعة وستة طوابق تضم 300 شقة سكنية وتُقام على مساحة 20 ألف متر مربع.
وقال الشيخ خالد بن عبد الله: "إن استقطاب مشروع مدينة التنين الصينية – الذي يُعد أحد أكبر المشاريع الواعدة في تجارة التجزئة والجملة على المستويين المحلي والإقليمي ويعكس ما وصلت إليه العلاقات البحرينية الصينية من تقدم وازدهار – يبرز مدى اهتمام الحكومة الموقرة بتحفيز بيئة العمل الاقتصادية والاستثمارية، والتوجه الجاد نحو تنويع مصادر الدخل التي تضمن على المدى البعيد ديمومة دوران عجلة التنمية الاقتصادية، وذلك عبر اجتذاب مثل هذه المشاريع المحركة لقطاعات أخرى، لاسيما السياحة الداخلية الموجهة إلى المواطنين وزوار المملكة من الأشقاء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى جانب قطاع الفنادق والنقل والمواصلات بأنواعها وغيرها، وهي جميعها تعود في نهاية المطاف إيجاباً على الارتقاء بالمستوى المعيشي والعائد السنوي الاقتصادي للمواطنين، ناهيك عما توفره من فرص وظيفية حقيقية يكون للمواطن النصيب الأكبر منها".
وأوضح أنه من حسن الطالع أن يتزامن افتتاح هذا المشروع وغيرها من المشاريع الاستثمارية والتنموية الكبرى التي ستقبل عليها البحرين في مختلف محافظاتها قريباً مع التوجه نحو استكمال البنية التشريعية الاقتصادية، وذلك عبر إصدار حضرة صاحب الجلالة العاهل المفدى مؤخراً مجموعة من المراسيم بقوانين بصفة الاستعجال التي جاءت لتكفل تعزيز المناخ وتوفير البيئة المتكاملة لإقامة مختلف المشاريع التجارية والصناعية الهادفة.
وتُقام مدينة التنين – التي تم إطلاقها في مايو 2012 بموجب اتفاقية مبرمة بين شركة ديار المحرق وشركة تشاينامكس – على مساحة إجمالية تقدر بنحو 115 ألف متر مربع. واستهدفت المرحلة الأولى من المدينة إنشاء مجمع التنين وشارع المطاعم الآسيوية. ويتميز المجمع الذي يقام على مساحة 65 ألف متر مربع بتصاميمه المعمارية التي تحاكي تقاليد البناء الصينية، ويضم 747 متجراً لمبيعات التجزئة بجانب منطقة مخصصة للمستودعات والتخزين تشغر مساحة 4,500 متر مربع. ويشغل شارع المطاعم الآسيوية مساحة 6,000 متر مربع، فضلاً عن 1,500 موقف رحب للسيارات. وقد بلغت نسبة إشغال المشروع من حيث استئجار وحداته التجارية حوالي 85% من إجمالي الوحدات المتاحة للتأجير.
من جانبه، أعرب رئيس مجلس إدارة شركة ديار المحرق، السيد عبد الحكيم الخياط، عن بالغ تقديره لمعالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، مشيداً بدعم معاليه المتواصل لجميع المشاريع التنموية في مملكة البحرين، لاسيما مشروع ديار المحرق، مشدداً في الوقت ذاته على حرص الشركة على إنجاز مشروع مدينة التنين والمشاريع الأخرى التابعة له وفق أعلى المعايير التي تعكس أهميته الوطنية والاقتصادية.
ونوَّه السيد الخياط بالدور الحيوي الذي ستلعبه مدينة التنين على مختلف الأصعدة، إذ يعد افتتاحها خطوة كبيرة في سجل إنجازات مشروع ديار المحرق ككل، فضلاً عن كونها ستساهم في دعم الحركة التجارية والسياحية، وبالتالي تنمية الاقتصاد الوطني القائم على تنويع مجالات الاستثمار وخلق فرص العمل وفتح المجال أمام رؤوس الأموال الأجنبية، مؤكداً التزام ديار المحرق بتحقيق التطلعات والرؤى الاقتصادية لمملكة البحرين، وأن يظهر مشروع مدينة التنين والمشاريع الأخرى التابعة للشركة بالوجه المشرف الذي يتطلع إليه الجميع.