تفتتح صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة مساء اليوم المؤتمر الإقليمي “عصور ما قبل التاريخ وفجر الحضارات في المنطقة العربية” والذي تنظمه وزارة الثقافة خلال الفترة من 28 أبريل وحتى الثاني من مايو في إطار احتفالات البحرين عاصمة للثقافة العربية. ويهدف المؤتمر إلى التوعية بأهمية زيادة البحوث والدراسات والتنقيبات لمواقع عصور ما قبل التاريخ وفجر الحضارات في المنطقة العربية والتشجيع على ضم عدد أكبر لمواقع عصور ما قبل التاريخ في المنطقة العربية على القائمة التمهيدية لإدراجها على قائمة التراث العالمي، إضافة إلى تطبيق الإجراءات المناسبة لحماية مواقع ما قبل التاريخ في المنطقة العربية، وإدراج مواقع ما قبل التاريخ ضمن برامج التنمية المستدامة، وإعداد قاعدة بيانات لمواقع ما قبل التاريخ في المنطقة العربية. ويناقش المؤتمر عدة محاور أبرزها الوضع الراهن لمواقع ما قبل التاريخ وفجر التاريخ في المنطقة العربية، والمشاكل والتحديات والإمكانيات لمواقع ما قبل التاريخ المسجلة على قائمة التراث العالمي، كما سيتم عرض مواقع مختارة من العالم، والتوصية لإدراج مواقع عربية على القائمة التمهيدية للتراث العالمي. ويشارك في هذا المؤتمر ممثلون عن إدارات الآثار في الدول العربية والخبراء والمختصون في فترات عصور ما قبل التاريخ وفجر الحضارات في المنطقة العربية إلى جانب خبراء اتفاقية التراث العالمي. ويعتبر مصطلح عصور ما قبل التاريخ هو تعبير زمني اصطلاحي مرن يطلق على كل الأزمنة السحيقة التي سبقت عصور اهتداء الأمم القديمة إلى الكتابة وإلى تكوين القوميات الكبيرة والوحدات السياسية المستقرة ، ويرادفه إلى حد ما مصطلح آخر يقل عنه امتداداً في الزمن وهو تعبير”العصور الحجرية” ويقصد بها العصور التي بدأت معها حضارة الإنسان البدائي، أو بدأت بمعنى أصح بالعصر الذي استطاع فيه الإنسان الأول أن يصنع فيه شيئاً بيده عن قصد وهدف ، ولقد أعتمد أساسا ًعلى أدوات حجرية بدائية كان يشكلها بما يتناسب مع مطالبه المحدودة ويستخدم إلى جانبها أدوات أخرى أقل بقاء منها اتخذها من فروع الشجر ومن عظام الحيوانات الكبيرة النافقة وقرونها و أنيابها الضخمة، ومن الأصداف البحرية الكبيرة حيثما توفرت له. وخلال مئات الآلاف من السنين عاش الإنسان من الالتقاط ومن صيد الحيوانات و الطيوروالأسماك. وأطلق على هذا العصر الذي يمثل القسم الأول من العصر الحجري القديم “الباليوليت” حيث أطلقت هذه التسمية اعتماداً على معايير ليست اقتصادية فقط، وإنما تقنية تتعلق بطريقة صنع الأدوات الحجرية. ومنذ حوالي عشر إلى اثني عشر ألف سنة حصل تحول كبير إذ غير الإنسان تتابعاً طريقة استهلاكه فحل التدجين بدل الصيد ومورست الزراعة عوضاً عن الالتقاط، وشكل ذلك أساس حضارتنا الحديثة، وقد أطلق على تلك المرحلة التي تمثل القسم الثاني من عصور ما قبل التاريخ والتي استمرت بضعة آلاف من السنين اسم العصر الحجري الحديث النيوليت (Neolithic). وكانت الخطوة الحضارية التالية في “فجر التاريخ” هي استخراج بعض المعادن وتصنيعها بعد ممارسة الزراعة والرعي ثم نشأة القرى ، ولعل أقدم ما استخدمه الإنسان من معادن هو النحاس، وتعتبر العهود الأولى لاستخدام النحاس في الشرق الأدنى جزء من فجر التاريخ. ولقد صحب التطور الحضاري في فجر التاريخ اتجاه إلى تكوين المجتمعات القروية ثم بداية التطور نحو المجتمعات المدنية. والنشاط البشري خلال تلك العصور أنتج تراثاً إنسانياً ضخماً، بات مهدداً بالعديد من المشاكل والتحديات، والتي أصبح لزاماً بذل الجهود المشتركة من قبل جميع الشركاء في المجتمع لحماية هذا الإرث الإنساني.