في تواصل للمنجزات التي تحققها الثقافة في مملكة البحرين، وفي اعتراف دولي جديد بعملها الرائد في مجال الحفاظ على الإرث الحضاري والتراث الإنساني، أعلن الصندوق العالمي للآثار (World Monuments Fund) عن اختيار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار للفوز بجائزة (2015 Watch Award)كأول شخصية عربية تفوز بها،
وسيتم تكريم الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالجائزة، وجلالة الملكة صوفيا ملكة مملكة إسبانيا في 21أكتوبر الجاري بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، خلال احتفال الهادريان (Hadrian Gala) السنوي الذي يأتي بالتزامن مع احتفاء الصندوق بذكرى تأسيسه ال 50 هذا العام.

وأكدت الشيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، أن هذا التكريم هو بمثابة رسالة إلى العالم بأسره، فبلداننا العربية التي تعيش أوضاعاً حسّاسة يعمل الكثير من أبنائها على الحفاظ على عوالمها الثقافية والتاريخية وما المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في المنامة، على سبيل المثال، إلا علامة لهذا الوعي بالتراث الإنساني الذي نفتخر به ونعمل على إظهاره بأجمل صورة.

وشكرت معاليها الصندوق الدولي للآثار الذي يشهد في عالمنا الحالي على أهمية وجود مؤسسات تسهر على تاريخ البشرية ومعالمها التراثية الإنسانية، مشيدة بعمله وما أسهم به من خلال نصف قرن مضى، ومتمنية له التقدم والعمل للخير العام في نصف القرن القادم.

كذلك أهدت معاليها هذا التكريم لكل داعم لمسيرة الثقافة والحفاظ على التاريخ في المملكة من القطاعين العام والخاص، مشيرة إلى سهر القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الذي آمن بأن الاستثمار في الثقافة هو ضمان المستقبل وحفاظ على الماضي الغني بإرثه وتاريخه

ويأتي تكريم معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بجائزة الصندوق اعترافاً بدورها الفريد الذي قامت به في سبيل صون وحماية التراث العالمي والثقافة البحرينية، والذي أدى إلى تطوير البنية التحتية التي حافظت على التراث وأسست لسياحة ثقافية مستدامة، ومن ذلك تأسيس ورئاسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والبحوث، الانطلاق بمشروع الاستثمار في الثقافة وبناء شراكة استثنائية بين القطاعين الخاص والعام في مجال الحفاظ على التراث، أفضت إلى إنجازات كتأسيس متحف موقع قلعة البحرين بدعم بنك أركابيتا ومسرح البحرين الوطني بدعم جلالة ملك مملكة البحرين حفظه الله روعاه، إضافة إلى عملها على إنشاء وإرساء مواعيد سنوية لمهرجانات ثقافية مثل ربيع الثقافة، مهرجان صيف البحرين، ومهرجان تاء الشباب الذي يعمل على بناء القدرات الشابة في مجالات التراث والتنمية الثقافية.

أما جلالة الملكة صوفيا، فتكرّم بجائزة الهادريان، وذلك تقديراً لجهودها في تعزيز الوعي والفهم للتراث الثقافي في إسبانيا ودعمه بكافة السبل.

يذكر أن الصندوق العالمي للآثار يقدّم جائزة الهادريان، منذ 1988م تكريماً للشخصيات القيادية التي تعمل على حفظ، تقدير وزيادة الوعي بأهمية التراث الإنساني والعمراني حول العالم. أما جائزة Watch فتأسست عام 2011م من أجل تكريم الشخصيات التي تقدم أعمالاً تحافظ على المواقع التاريخية وتصونها في ظل الأحداث والمتغيرات حول العالم. كما ومن الجدير ذكره أن الصندوق العالمي للآثار، تأسس في مدينة نيويورك عام 1965م. ومنذ تأسيسه يعمل على حماية الآثار حول العالم من الاندثار بما في ذلك التراث المادي وغير المادي عبر نشر الوعي، التدريب، التعليم والعمل الميداني حول العالم.