نظراً للتطورات السياسية والعسكرية في اليمن، فقد خصص مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" ضمن القضايا الأقليمية ملف عن اليمن بعنوان "مستقبل التحولات في اليمن وتأثيرها على أمن دول مجلس التعاون والأمن الإقليمي الخليجي" وذلك من خلال أربع دراسات.

الدراسة الأولى بقلم الاستاذ لطفي فؤاد أحمد نعمان الباحث السياسي اليمني رئيس منتدى النعمان الثقافي للشباب بعنوان مسار التمادي في اليمن: الحوثيون من الفكرة إلى سلطة الأمر الواقع، حيث تناول كيفية نشوء الحركة الحوثية وما هي أهدافها ومن هم أنصارها بين شرائح المجتمع اليمني من خلال وقائع مهمة شهدها اليمن، وبروز الحوثيون أو جماعة أنصار الله اليمنية على لائحة الاهتمام الإقليمي والدولي كجماعة سياسية محلية ذات معتقدات مذهبية وارتباطات خارجية، وقد قدمت هذه الدراسة عرضاً لأفكار مؤسس الحركة الحوثية، الى الأحداث المتداعية وولوجهم من ميدان القتال والمعارضة إلى ديوان الحكم والسلطة، كما تطرقت الدراسة إلى التأثيرات الخارجية على الحركة بتناول العلاقة الحوثية الإيرانية باعتبارها واحدة من أدوات تقوية الحوثيين، إلى جانب مسلسل المواجهات المسلحة و"التقية"، والوساطات الخارجية.

أما الدراسة الثانية فبعنوان إيران والحوثيّون: صناعة الفوضى في اليمن، أعدها الدكتور محجوب الزويري أستاذ تاريخ الشرق الاوسط المعاصر بجامعة قطر ، تناول من خلالها الدور الإيراني في اليمن والذي كان له أثر بالغ في تمكين حركة أنصار الله الحوثي من السيطرة على أجزاء كبيرة من الأراضي اليمنية. وذلك من خلال تقديم دلائل عديدة على ذلك الدور. سعت الدراسة إلى تقديم تحليل لفحوى العلاقة بين الحوثيين وإيران، والسياقات التي تطوّرت فيها، وكذلك السيناريوهات التي يرغب الحوثيون -ومعهم إيران- في الوصول لها، في سياق المشهد السياسي اليمني والإقليمي الخليجي. كما تقدّم الدراسة تصوّراً، لما يمكن أن تقدّمه دول المنطقة، فيما يتعلق باليمن؛ لتجنّب الآثار السلبية، للفوضى التي تمّ تصنيعها، عبر تأثير العلاقة بين إيران والحوثيين.

بينما تناولت الدراسة الثالثة التي أعدها الدكتور عادل الشرعبي مدير إدارة البحوث والدراسات الإستراتيجية بالمعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية اليمنية الدور الدولي تجاه الأزمة اليمنية وتأثير ذلك الدور على مسار الأزمة من خلال تحليل مواقف الأطراف الدولية الرئيسية حيث سعت الدراسة إلى تحليل الدور الدولي تجاه اليمن، من خلال تحليل أدوار كل من الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، باعتبارهم من أبرز الفاعلين الدوليين في اليمن؛ وذلك بهدف التعرف على دوافع ذلك الدور ومضامينه، ومدى تجانس سلوك أطرافه، وتقدير حجم وطبيعة تأثير الفاعلين الدوليين على الأوضاع اليمنية، وقد توصّلت الدراسة إلى نتائج عدة منها أن الاعتبارات المتعلقة بضمان سلامة الملاحة الدولية في البحرين العربي والأحمر ومضيق باب المندب، وكذا محاربة تنظيم القاعدة، مثلت أهم دوافع الدور الدولي تجاه اليمن، وعلى الرغم من أنّ الدور الدولي قد أسهم في الحفاظ على الدولة اليمنية من الانهيار، وفي إنجاز العديد من خطوات التسوية، إلّا أنه أخفق في تسوية الصراع الذي اتسع نطاقه ومداه؛ وذلك بسبب الاختلال في معادلة القوة في الواقع اليمني، وصراع المشاريع الجيوسياسية الإقليمية والدولية في اليمن، واختلاف منهجيات الفاعلين الدوليين في إدارة الصراع؛ الأمر الذي أفضى إلى التدخل العسكري لقوات التحالف العربيّ، بقيادة السعودية؛ لحسم الصراع.

أما الدراسة الرابعة والأخيرة فبعنوان الثقوب السوداء في الاقتصاد اليمني وتحدياته في 2015، أعدها الدكتور خلدون سالم المنسق الفني وخبير سياسات الاصلاحات بالجهاز التنفيذي لتسريع استيعاب تعهدات المانحين ودعم سياسات الاصلاحات بوزارة التخطيط اليمنية، تناول فيها واقع الاقتصاد اليمني من خلال تقديم العديد من البيانات والإحصاءات الحديثة من مصادر يمنية موثقة بشأن التحديات الاقتصادية التي تواجهها اليمن.

نشرت هذه الدراسات ضمن العدد الأول المجلد الثاني (2015) من دورية "دراسات"، يذكر ان دورية "دراسات" دوريّة نصف سنويّة متخصّصة تصدر عن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، تعنى بنشر الدراسات والتحليلات السياسية والدولية والاقتصادية والأمنية والطاقة والفضاء الرقمي، ذات الاهتمام بالقضايا الاستراتيجية بمفهومها الشامل، والتي تركّز على الشأنين الخليجي والعربي "باللغتين العربية والإنجليزية".