أكدت إدارة الأوقاف الجعفرية أنّ مناسبة عاشوراء تعد من المناسبات الدينية والوطنية التي تحظى بالرعاية والاهتمام والدعم من القيادة الرشيدة والحكومة الموقرة، وأبرز مظاهر ذلك إجازة عاشوراء التي تعطل فيها الدولة وكافة وزاراتها ومؤسساتها، وكذلك المكرمة الملكية السنوية التي توارثها جلالة الملك، عن آبائه الكرام كابراً عن كابر.
وأكدت إدارة الأوقاف الجعفرية أن حرية الشعائر الدينية لكل الأديان والمذاهب مكفول دستوريًا بتوجيهات دائمة من القيادة الرشيدة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المفدى، والحكومة الموقرة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الموقر ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
وأضافت الإدارة في بيانها :" لقد اعتاد شعب البحرين على إحياء شعائره الدينية بحرية تامة وبدعم لا محدود من القيادة الرشيدة في ظل ما كفله الدستور وميثاق العمل الوطني والأعراف المرعية في المملكة، ومن بين تلك الأعراف نصب السواد بصفة مؤقتة خلال شهري محرم وصفر، وهذا لا يعدو عن كونه مظهراً من مظاهر الحزن والأسى لمصاب سبط النبي وأهل بيته وصحابته، وهو تقليد متوارث منذ قرون من الزمن، ولا علاقة له بالأوضاع السياسية المعاصرة ولا يحمل أي إساءة لأي مكون أو جهة أو ملة من الملل".
وفي هذا الإطار عبرت الأوقاف الجعفرية عن أسفها الشديد لما حدث صباح اليوم والأيام الماضية من نزع (السواد) من عدد من مناطق قرى المنطقة الغربية من المحافظة الشمالية، منوهة أن (السواد) هو نمط من أنماط التعبير عن الحزن لاستشهاد الإمام الحسين (ع)، وهو عرف من الأعراف المرعية في مملكة البحرين منذ القدم.
وأشارت الأوقاف الجعفرية أنها تواصلت خلال الأسبوعيين الماضيين مع وزارات الدولة المعنية ومنها وزارة الداخلية والمحافظات ووزارة الأشغال وشؤون البلديات لتنظيم تركيب السواد ووضع الضوابط المناسبة التي تكفل حق المواطنين في أداء شعائرهم بكل حرية وبما يراعي المظهر العام والقوانين المعمول بها في المملكة.
وكشفت الأوقاف الجعفرية أن اجتماعاً عقد الأسبوع الماضي بحضور محافظ الشمالية علي العصفور ورئيس الأوقاف الجعفرية ومدير مديرية أمن الشمالية وممثل عن البلدية للاتفاق على وضع الضوابط، لكن ما حدث أمر مؤسف ويعد خلافاً للضوابط المتفق عليها من الجميع، حيث أكد محافظ الشمالية ورئيس الأوقاف قدرتها على احتواء أي ملاحظات إن وجدت بالتواصل المباشر مع الأهالي.
وشددت الإدارة على أن الأوقاف الجعفرية هي الجهة المعنية وذات الاختصاص بتنظيم شؤون المناسبات الدينية للطائفة الجعفرية، ويجب أن تأخذ دورها في احتواء أي موقف بالتواصل المباشر مع الأهالي وإزالة أي سوء لبس بالتنسيق مع الجهات الرسمية الأخرى بعيداً عن التصادم والتوتر وبما يسهم في إنجاح إحياء موسم عاشوراء.
وقالت إدارة الأوقاف الجعفرية إنها تتابع هذا الموضوع عن كثب وستسعى إلى التنسيق مع جميع الجهات الرسمية والأهلية ذات العلاقة لتلافي ما حدث اليوم والأيام السابقة، مؤكدة ثقتها في حكمة القيادة الرشيدة، ومعالي وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، حيث يؤكد معاليه على الدوام على حرية ممارسة المواطنين لشعائرهم بكل أمن وطمأنينة وبالتعاون بين الجميع وفق النظام والقانون.
وثمنت الأوقاف الجعفرية الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الداخلية بإشراف من معالي وزير الداخلية في حفظ أمن المصلين وجموع المعزين والمشاركين في إحياء ذكرى عاشوراء، وهذه الجهود هي موضع فخر واعتزاز من قبل الجميع، وفي الوقت ذاته فإنّ المأمول دائماً وما اعتدنا عليه من انتهاج أقصى مستويات التعاون واحتواء المواقف بالحكمة والتواصل المباشر وفق نهج الشراكة المجتمعية الذي ينتهجه معالي وزير الداخلية على الصعد كافة.
وأضافت الأوقاف الجعفرية: " نحن واثقون تماماً في حكمة القيادة الرشيدة وتوجيهاتها الدائمة لممارسة جميع المواطنين شعائرهم بحرية ومسؤولية في ظل العهد الإصلاحي لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه والنهج الحضاري الذي يكفل الوحدة الوطنية وحرية المعتقد المنصوص عليها في دستور مملكة البحرين".