لم يكن ناقصا في هذا الوقت المتنوعة أخطاره، خصوصا في سوريا، سوى عثور بعثة تركية- أميركية مشتركة على رأس امرأة، نابتة فيه أفاع وثعابين بدلا من خصلات الشعر الطبيعية، وهي المعروفة باسم Medusa الملعونة في التاريخ، والمنذر وجهها بالشؤم والنحس، إلى درجة حذرت معها الأساطير القديمة من التحديق في عينيها، والا حولت الناظر فيهما إلى حجر.

البعثة أعلنت عن العثور على الرأس في خبر لا يتعدى 10 أسطر قبل أسبوعين، لأنها كانت بخيلة بالتفاصيل التي لم تتضح الا في اليومين الماضين عبر وسائل اعلام نشرتها بلغات عدة، وعلى أثرها بدأت جماعات من "المأساويين" ترى في العثور على "الرأس الثعباني" ما ينذر بنحس جماعي قادم على وقع سعير عسكري شمل كل الجبهات في سوريا، وتكاد ناره تمتد الى دول الجوار، خصوصا تركيا.

في أساطير الاغريق القديمة، أن "ميدوسا" كانت فتاة جميلة "تخدم في معبد الآلهة بأثينا، وقامت آلهة الحكمة والقوة والحرب، الحامية المدينة، بتحويلها الى قبيحة متشيطنة، منبتة في رأسها أفاع وثعابين بدل خصلات شعرها الطبيعي حين كانت فاتنة" لممارستها الجنس مع من أغواها داخل المعبد، وهو "بوسيدون" اله البحار، في قصة شبيهة بما كان في الجاهلية قبل الاسلام، عن شاب اسمه إساف ارتكب الفاحشة في البيت الحرام بمكة مع فتاة اسمها نائلة "فمسخا الى حجرين" وفق الوارد بالسير النبوية.

غازي القصيبي جعلها جزيرة باحدى رواياته

وتم العثور على رأس "ميدوسا" بمدينة Antiochia ad Cragum التاريخية، وهي في مقاطعة "أنطاليا" بالجنوب التركي المطل على المتوسط، وكان مجسّما "بين كتل من رخام عائدة على ما يبدو الى معبد موجود في موقع الحفريات" طبقا لما قرأت "العربية.نت" مما نقلته الوكالات عن الدكتور بيرول جان، المدرس في "جامعة أوشاك" التركية، والعضو في البعثة التي بدأت تنقيباتها قبل 10 سنوات، ويرأسها الأميركي الدكتور مايكل هوف، وهو من "جامعة نبراسكا" وأوضح أن الرأس الذي تم العثور عليه بأواخر سبتمبر الماضي، ليس جزءاً من تمثال، بل نافرا في لوحة كبيرة على واجهة المعبد.

وكانت مدينة "أنتوكيا أد كراغوم" رومانية في القرن الأول للميلاد، وعامرة بحمامات عامة وسوق تجاري كبير ومسرح ومعبد، واعتاد سكانها على وضع رسومات لرأس "ميدوسا" لحماية قبور الأموات والمعابد فيها، ومن أسطورتها اشتق الكاتب السعودي الراحل، الكتور غازي القصيبي، حكاية ضمها الى رواية ألفها باسم "7" وكانت عن جزيرة خرافية سماها "مدوسا" أيضا.

كان الرأس نافرا في لوحة كبيرة أطول من قامة انسان، على مدخل أحد المعابد الرومانية القديمة. الا أن الرأس تحول بعد انتشار المسيحية إلى نذير بالشؤم والنحس "لما رافق ظهوره من أحداث غريبة" على حد ما وجدته "العربية.نت" مما يروّج له "مأساويون" ناشطون في مواقع التواصل حاليا بتفسير العثور عليه في هذا الوقت، وبالذات في الجنوب التركي.