كرّم الصندوق العالمي للآثار (World Monuments Fund) الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار عبر منحها جائزة (2015 Watch Award) كأول شخصية عربية تفوز بها، وذلك مساء يوم أمس الأربعاء الموافق 21 أكتوبر 2015م خلال احتفال الهارديان جالا السنوي، حيث كرّم أيضا الملكة صوفيا ملكة إسبانيا. وتزامن الاحتفال هذا العام مع احتفاء الصندوق بذكرى تأسيسه ال 50.
حضر الاحتفال أربعمئة مدعو جاءوا خصيصا للتكريم الذي اعلنه السيد كريس أورستم رئيس مجلس أمناء الجائزة والسيدة بوني بورنهام رئيسة الصندوق العالمي للآثار، كما تحدّث الأستاذ عاطف عبد الملك الرئيس التنفيذي لبنك أركابيتا الذي عبّر عن اعتزاز مملكة البحرين بالتكريم العالمي مهنئا رئيسة الهيئة والمملكة بهذا الاعتراف الدولي لدور المملكة في الحفاظ على الإرث الإنساني.
أمام الحضور الرسمي والشخصيات العالمية المهتمة بالحفاظ على التراث، أكدت الشيخة ميّ أهمية التكريم الذي يعتبر رسالة إلى العالم بأسره بوعي مملكة البحرين، عبر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في المنامة والعمل الدؤوب لمسؤولي الثقافة والآثار، لأهمية التراث الإنساني الذي نفتخر به ونعمل على إظهاره بأجمل صورة. كما وشكرت الصندوق الدولي للآثار الذي يشهد على أهمية وجود مؤسسات تسهر على تاريخ البشرية ومعالمها التراثية الإنسانية، مشيدة بعمله وما أسهم به من خلال نصف قرن مضى، ومتمنية له التقدم والعمل للخير العام في نصف القرن القادم.
كذلك أهدت الشيخة مي هذا التكريم لكل داعم لمسيرة الثقافة والحفاظ على التاريخ في المملكة من القطاعين العام والخاص، مشيرة إلى سهر القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الذي آمن بأن الاستثمار في الثقافة هو ضمان المستقبل وحفاظ على الماضي الغني بإرثه وتاريخه.
وقدّمت فرقة محمد بن فارس مداخلة موسيقية أثرت أجواء الاحتفال عبر معزوفات أصيلة من فن الصوت وغيره من الألحان البحرينية التي أعطت فكرة عن الإبداع الذي يكتنزه التراث البحريني بكل أنواعه.
ويأتي تكريم الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بجائزة الصندوق اعترافاً بدورها الفريد الذي قامت به في سبيل صون وحماية التراث العالمي والثقافة البحرينية، والذي أدى إلى تطوير البنية التحتية التي حافظت على التراث وأسست لسياحة ثقافية مستدامة، ومن ذلك تأسيس ورئاسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والبحوث، الانطلاق بمشروع الاستثمار في الثقافة وبناء شراكة استثنائية بين القطاعين الخاص والعام في مجال الحفاظ على التراث، أفضت إلى إنجازات كتأسيس متحف موقع قلعة البحرين بدعم بنك أركابيتا ومسرح البحرين الوطني بدعم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، إضافة إلى عملها على إنشاء وإرساء مواعيد سنوية لمهرجانات ثقافية مثل ربيع الثقافة، مهرجان صيف البحرين، ومهرجان تاء الشباب الذي يعمل على بناء القدرات الشابة في مجالات التراث والتنمية الثقافية.
أما جلالة الملكة صوفيا، فتكرّم بجائزة الهادريان، وذلك تقديراً لجهودها في تعزيز الوعي والفهم للتراث الثقافي في إسبانيا ودعمه بكافة السبل.
يذكر أن الصندوق العالمي للآثار يقدّم جائزة الهادريان، منذ 1988م تكريماً للشخصيات القيادية التي تعمل على حفظ، تقدير وزيادة الوعي بأهمية التراث الإنساني والعمراني حول العالم. أما جائزة Watch فتأسست عام 2011م من أجل تكريم الشخصيات التي تقدم أعمالاً تحافظ على المواقع التاريخية وتصونها في ظل الأحداث والمتغيرات حول العالم. كما ومن الجدير ذكره أن الصندوق العالمي للآثار، تأسس في مدينة نيويورك عام 1965م. ومنذ تأسيسه يعمل على حماية الآثار حول العالم من الاندثار بما في ذلك التراث المادي وغير المادي عبر نشر الوعي، التدريب، التعليم والعمل الميداني.