د. الفرح: الحروب أضعفت الشعور بالأمن النفسي لدى المواطن العربي

اُشهر قبل أيام الاتحاد العربي للعلوم النفسية برئاسة بروفيسور علم النفس في جامعة البحرين عدنان الفرح، وذلك على هامش اجتماع مؤتمر "علم النفس في العالم العربي" المنعقد في بيروت مؤخرا.
وكانت الجمعية الأردنية لعلم النفس قد بادرت إلى عقد اجتماع تشاوري في العاصمة الأردنية عمان بين 18 – 19 أغسطس الماضي حضره عدد من ممثلي جمعيات علم النفس العربية بالتعاون مع الاتحاد الدولي لعلم النفس وبرعاية وزيرة الثقافة، وذلك للتباحث حول تأسيس الاتحاد العربي للعلوم النفسية ومراجعة مسودة النظام الأساسي للاتحاد الذي قامت بإعداده مسبقا. كما أسفر الاجتماع عن اتفاق جميع الجهات المشاركة لإقرار النسخة النهائية من قانون الاتحاد.
وأوضح البروفيسور عدنان الفرح أن تأسيس الاتحاد لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة عدد من العوامل على رأسها ما يعصف بالمنطقة العربية من تحديات وحروب وأزمات، وما صاحبه من ضغوط نفسية وضعف الشعور بالاتزان والأمن النفسي لدى المواطن العربي الأمر الذي أصبح يحتم على العاملين في مجالات علم النفس المزيد من التعاون والعمل المشترك. بالإضافة إلى شعور الأخصائيين النفسيين العرب بالعزلة عن الجهود الدولية وضعف تمثيل الصوت العربي في المحافل الدولية والاجتماعات العلمية الدولية، في الوقت الذي تتجه فيه جهود معظم المتخصصين في مناطق العالم المختلفة إلى توحيد جهودها ضمن مظلة مهنية واحدة كالاتحاد الأوربي لجمعيات علم النفس واتحاد دول جنوب شرق أسيا والاتحاد الأفريقي لعلم النفس.
وأشار الفرح إلى أن الاتحاد العربي للعلوم النفسية سيعمل على تعميق وحدة الهدف والمصير بين جميع المتخصصين والعاملين بالعلوم النفسية في الوطن العربي، بالإضافة إلى ضرورة تأسيس مرحلة جديدة لمواجهة تداعيات حالة عدم الاستقرار والترقب لما يجري في المنطقة العربية وما نجم عنها من تهديد للشعور بالأمن النفسي لدى المواطن العربي. كما يهدف إلى توفير مظلة عربية مهنية قائمة على التعاون بين جمعيات علم النفس العربية وجميع العاملين العرب في علم النفس لتطوير هذا المجال ونشره وتوظيف فروعه المختلفة حسب أحدث المستجدات العلمية والمعايير العالمية إنطلاقا من الثقافة العربية ومقتضياتها.
وفي السياق ذاته أوضح البروفيسور الفرح أن تأسيس الاتحاد جاء لتطوير برامج إعداد المتخصصين في علم النفس وتدريبهم ورفع كفاءاتهم المعرفية والمهنية بالإضافة إلى تنظيم المهن النفسية والإشراف على تطوير وتنظيم الممارسات المهنية في الدول الأعضاء حسب أحدث المستجدات العلمية والمعايير العالمية، ودعم إصدار الأنظمة والتشريعات الخاصة بالترخيص المهني لممارسة علم النفس.
ولفت الرئيس المؤسس للاتحاد الدولي إلى أن مقر الاتحاد العربي للعلوم النفسية خلال مرحلة التأسيس سيكون في العاصمة الأردنية عمان، نظرا للجهود المبذولة من قبل الجمعية الأردنية لعلم النفس وتكفلها بتنظيم ودعم مشروع تأسيس هذه الاتحاد منذ البداية ولما عرف عنها كجمعية ريادية في المنطقة العربية.
وحول الصعوبات التي واجهت تأسيس الاتحاد العربي للعلوم النفسية أشار الفرح إلى أن مبادرة تأسيس الاتحاد تدخل ضمن إطار العمل التطوعي، الذي لا يجد الحماس المطلوب لدى أطراف عدة. فانشغال العديد من المختصين والعاملين في علم النفس كان من العوامل التي تعيق بذل الجهود اللازمة للتشاور والتباحث حول المتطلبات الأساسية لإطلاق هذه المبادرة.
ما يجدر ذكره أن الهيئة التنفيذية للاتحاد تضم في عضويتها كل من الدكتور زهير زكريا من الأردن أمينا عاما، والدكتور بريجيت خوري من لبنان نائبا للرئيس، والدكتور إياد عثمان من فلسطين أمينا للصندوق، وعضوية كل من الدكتور فوزي عزت من مصر، والدكتور حيدر زامل من العراق، والأستاذة رباب الشرع من الجزائر.