أكد الدكتور طارق جلال أستاذ مساعد بقسم النبات والميكروبولوجى بعلوم حلوان المصرية، أن النباتات المفترسة أو آكلة الحشرات هى كجميع النباتات الأخرى تنتج غذاءها ذاتياً عن طريق تحويل الطاقة الضوئية (الشمس) إلى طاقه كيميائية (في وجود الماء وبعض العناصر الأخرى).
ولكن لديها أعضاء متحورة تمكنها من اقتناص بعض الحشرات والحيوانات الصغيرة ومن ثم افتراسها لتكون مصدراً إضافياً للتغذية والأساس البيئي لذلك هو أن هذه النباتات تنمو في ترب ومستنقعات فقيرة في النيتروجين الميسر فتحورت بعض أعضائها خلال أزمنة سحيقة وعبر الانتخاب الطبيعي لتتمكن في نهاية المطاف من التهام الفرائس الصغيرة معوضة النقص في احتياجاتها النيتروجينية وأهم ما تتصف به هذه النباتات هو مقدرتها على هضم جسد الفريسة.
ويضيف الدكتور طارق جلال بحسب تقرير لعبد الرحيم ريحان نشره في موقع المحيط بأن النبات المفترس لا يمتلك جهازاً هضمياً إذاً كيف تسنى له هضم جسم حيواني فيه بروتين ودهون؟ معظم النباتات المفترسة تقوم بهضم ضحاياها من خلال إفراز إنزيم محلل ولكن بعضها يعتمد على إنزيمات تنتجها البكتيريا تقوم بتحليل الفريسة فيمتص النبات الجزيئات المتحللة بالمقابل هناك مفترسات تعتمد على إفرازها للإنزيمات وعلى تحليل إنزيمات البكتيريا.
فهذه النباتات تتغذي على الحشرات، فكما هو معروف في علم البيئة فإن النبات هو من المصنعات للطاقة عن طريق أشعة الشمس والحيوانات هي مستهلكات لتلك الطاقة إما مباشرة بتغذيتها على النبات أو بطريقة غير مباشرة وذلك بتغذيتها علي الحيوانات ذات التغذية النباتية غير أن بعض النباتات قد عكست هذا النظام فبينما تحتفظ بقدرتها علي عملية التمثيل الضوئي وحصولها على المعادن من التربة فإنها تعوض نقص غذائها بهضم الحيوانات
ويوضح الدكتور طارق جلال أن النباتات القانصة للحشرات تعتبر مجموعة نباتية متغايرة التغذية “Heterotrophic” والتي تعتبر نصف متطفلة ” Semi-parasitic” صفاتها العاملة جعلتها متخصصة لاصطياد الحشرات والحيوانات الصغيرة الأخرى وامتصاص المواد من أجسام هذه الكائنات بعد التحلل أو الهضم.
وينوه إلى أن عمليات استصلاح الأراضي وتجفيف المستنقعات التي شهدتها المواطن الأصلية لهذه النباتات أدت إلى زوال الكثير من هذا التراث النباتي وإذا كانت قد صدرت بعض القوانين الدولية للحفاظ على هذه الأنواع الفريدة في عالم النبات فإن جهوداً كبيرة تبذل للحفاظ على عالمها المثير لكن إنسان اليوم جردها من سيطرتها وجبروتها فسجنها في أقفاص زجاجية كما فعل في عالم الحيوان وأزالها من وسطها البيئي.