وجهت إيطاليا وألمانيا وجنوب أفريقيا، الأربعاء، انتقادات لتقرير منظمة الصحة العالمية الذي قال إن تناول اللحوم المصنعة يسبب السرطان، وحثت مواطنيها في المقابل على الاستمرار في أكل اللحوم المصنعة بـ"اعتدال".

ففي روما، حثت السلطات المعنية المستهلكين على ألا يحجموا عن تناول اللحوم المصنعة التي تشتهر بها إحدى دول حوض البحر المتوسط وذلك بعد تحذير من أن مثل هذه اللحوم تسبب السرطان.

وقالت الرابطة الزراعية الإيطالية (كولديريتي) في بيان: "لا ترهيب بشأن اللحوم إذ إن اللحوم الإيطالية هي الوجبات الصحية بدرجة أكبر"، مشيرة إلى أن الأغذية الإيطالية تقف وراء أعلى توقعات بشأن طول العمر في العالم التي تصل إلى 80 عاما بالنسبة إلى الذكور و85 عاما للنساء.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن تناول شريحة من اللحوم المصنعة تزن 50 غراما،سواء من لحوم الأبقار أو الخنازير التي يجري حفظها عادة بطريقة التمليح أو التدخين تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18 %.

وتقول الجمعية الوطنية الإيطالية للحوم إن الإيطاليين عادة ما يتناولون في المتوسط دون هذه الكميات وتشير تقديراتها إلى أنهم يستهلكون 25 غراما من هذه اللحوم يوميا، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".

ولم يكن الموقف الألماني مختلفا، إذ أعلن وزير الزراعة الألماني، أن الألمان يجب ألا يمتنعوا عن تناول وجبتهم المفضلة من النقانق على الرغم من تقرير منظمة الصحة العالمية.

وقال وزير الأغذية والزراعة الألماني كريستيان شميت في بيان أرسل إلى رويترز: "يجب ألا يخشى أحد من تناول براتفورست (النقانق) بين الحين والآخر".

وشبه شميت النقانق بأشعة الشمس قائلا بأن لها فوائد جمة إذا تم تناولها باعتدال.

وفي جنوب أفريقيا، طغت السخرية واللامبالاة على تعليقات المواطنين على تقرير منظمة الصحة العالمية، خاصة أنه في بلد يشتهر بحفلات الشواء في الهواء الطلق.

وقال أهالي جنوب افريقيا إنهم سيجازفون بتعريض أنفسهم للخطر عوض أن يديروا ظهورهم لهذه العادة الاجتماعية المتأصلة في ثقافتهم المحلية.

وقال جان سكالينز -مؤسس حملة لتحويل عطلة يوم التراث التي توافق 24 سبتمبر من كل عام لإلى العيد الوطني "للبراي"- إنها عادة "يعشقها سكان جنوب افريقيا إذ ترسخ أواصر المودة بينهم أثناء التحلق حول النيران ولحوم البراي. يخالجني قدر كبير من الشك في ان مثل هذا البحث سيكون له أي تأثير على ذلك."

وإجمالا يستهلك المواطن الجنوب إفريقي 60 كيلوغراما من اللحوم سنويا بارتفاع عن المتوسط العالمي البالغ 42 كيلوغراما.

وبالنسبة إلى القادرين على شراء اللحوم في جنوب إفريقيا لاسيما الحمراء منها فإنها تعتبر سيد المائدة فيما يطلق أهالي جنوب إفريقيا على من يقتصر طعامهم على لحوم الدجاج بأنهم نباتيون.