عندما يشرع ثعبان الماء الرعاش في إطلاق شحنته الكهربية الصاعقة الشهيرة فانه يقوم قبل ذلك بتشغيل مجموعة من الفنون القتالية المثيرة المتطورة.
وشرحت نتائج دراسة نشرت أمس الأربعاء بالتفصيل كيف يقوم ثعبان الماء الخطير (الانكليس) -الذي يعيش في الممرات المائية الموحلة في حوضي نهري الأمازون واورينوكو بأمريكا الجنوبية- بمضاعفة الجهد الكهربي لشحناته الصاعقة من خلال ثني جسمه الافعواني حتى يضبط موقعي القطبين الموجب والسالب بعضو توليد الكهرباء حول فريسته.
ووصف العلماء الذين أجروا هذه التجارب كيف يستخدم ثعبان الماء الرعاش نبضاته الكهربية كمنظومة رادارية لرصد فرائسه فضلا عن شل حركتها من خلال إحداث تقلصات عضلية لا إرادية قوية على نحو يطلق الشحنة الكهربية من على بعد.
وقال كينيث كاتانيا خبير علم بيولوجيا الاعصاب بجامعة فاندربلت إن البعض ينظرون إلى ثعبان الماء الرعاش على انه كائن بدائي غير متطور لديه اداة واحدة لاحداث صدمة كهربية تجهز على فرائسه لكن في حقيقة الأمر فانه يتلاعب بالمجالات الكهربية على نحو معقد لم يتم فهمه إلا في الآونة الاخيرة.
وكشفت الدراسة الأخيرة التي نشرت في دورية (كارانت بيولوجي) كيف يستعين ثعبان الماء بمناورة فريدة لمضاعفة جهد الشحنة الكهربية عند مهاجمة فريسة كبيرة او مراوغة.
في بادئ الأمر يقوم الثعبان بعض فريسته والايقاع بها ثم يلتف بجسمه حولها على نحو يجعل القطب السالب من جهاز توليد الشحنة الكهربية الموجود على ذيله قريبا من القطب الموجب الموجود عند رأسه.
وعن طريق تقريب المسافة بين القطبين السالب والموجب حول الفريسة المحاصرة بينهما يضاعف الثعبان مرة أخرى من الشحنة الكهربية الموجهة للفريسة.
ويتسبب ذلك في انهاك سريع لا ارادي لعضلات الفريسة ما يمكن الثعبان من احباط أي فرصة لها كي تلوذ بالفرار.
وقال كاتانيا "ما يعجبني في هذه النتائج ان مناورات الثعبان محكمة ولا تصدق. نعرف من خلال أساسيات علم الفيزياء ان تقريب القطبين الكهربيين يركز من المجال الكهربي ونعرف ايضا من خلال الفسيولوجيا الاساسية لوظائف العضلات ان تشغيل العضلات بسرعة كبيرة ولفترة طويلة يسبب الاجهاد لكنني لم أكن لأتصور قط ان يحدث الثعبان مثل هذه النتائج".
ويتراوح طول ثعبان الماء الرعاش بين 1.8 و 2.5 متر وله أعضاء منتجة للكهرباء ذات خلايا متخصصة تسمى الخلايا الكهربية يمكنها توليد جهد يصل إلى 600 فولت سواء للاجهاز على الفريسة أو ترهيب الكائنات المفترسة المهاجمة.
وفي دراسة منفصلة الاسبوع الماضي وردت في دورية (نيتشر كوميونيكيشنز) أوضح كاتانيا ان ثعبان الماء الرعاش يوظف قدراته الكهربية كمنظومة رادار لرصد الفرائس ذات السرعات الكبيرة.
وأشارت الدراسات إلى ان ثعبان الماء يستعين بالآثار الانعاكسية للنبضات الكهربية العالية الجهد لتحديد مكان الفريسة بدقة.