نقلت وسائل اعلامية روسية متعددة، منذ أيام، أن السلطات القضائية المتخصصة في روسيا، قررت استكمال جميع التحقيقات بملابسات مقتل نيكولاي الثاني، آخر امبراطور روسي والذي أعدم وعائلته بقرار من السلطات البلشفية الشيوعية عام 1918، عبر التحقق من رفاته ورفات أبنائه الذين تم الكشف عن بعض بقاياهم وعظامهم المتناثرة، في فترة لاحقة عن فترة الكشف عن رفاته هو، وعلى مقربة من المكان الذي تم اكتشاف قبره في منطقة ريفية تدعى "يكاتيرينبورغ".
فصدر قرار قضائي، أخيراً، بفحص رفات أبيه الامبراطور الكسندر الثالث، لمقارنتها برفاته هو والتحقق النهائي من نسبة هذه العظام والرفات اليه.
بطريرك روسيا يطلب مطابقة وراثية بين الأب والابن
ومنذ أيام تقدم بطريرك روسيا، البطريرك كيريل، بطلب رسمي الى السلطات الروسية، بأن تقوم بفحص الامبراطور الروسي الكسندر الثالث (وهو والد نيكولاي الثاني الذي أعدم وعائلته) من أجل عقد مقارنة علمية تعتمد على نتائج التحليل الوراثي، للمطابقة مابين رفات الكسندر الثالث، ورفات ابنه نيكولاي الثاني، وإنهاء المسألة بشكل قاطع ونهائي غير قابل للشك.
واستجابت السلطات القضائية الروسية لطلب البطريرك، وقررت منذ أيام أن يتم استخراج وفحص رفات الأب ومقارنتها بالعظام المكتشفة التي قيل عنها إنها للامبراطور الأخير في روسيا، نيكولاي الثاني وأولاده.
أميركا وبريطانيا: الرفات تعود لعائلة القياصرة
علما أن السلطات الروسية كانت قد أجرت في تسعينيات القرن الماضي، ثلاثة اختبارات وراثية، اثنان منهما في أميركا وبريطانيا، أكدت جميعها أن الرفات التي تم اكتشافها تعود الى عائلة "رومانوف" التي ينتمي اليها الامبراطور الروسي.
وعلى إثره تم اتخاذ قرار بالدفن. إلا أن الملف لم يقفل تماماً. بدليل طلب بطريرك روسيا، منذ أيام، أن يتم عقد مقارنة وراثية مابين الأب الكسندر الثالث، والابن القتيل نيكولاي الثاني.
ويذكر في هذا السياق، أنه ومنذ لحظة العثور على رفات الامبراطور وزوجته وأولاده، فتح التحقيق على الفور، لمعرفة الملابسات وحقيقة الرفات. إلا أن التحقيق مالبث أن توقف، كليا، في عام 1998 بحسب قول السلطات القضائية الرسمية في روسيا، نظراً لأن من قاموا بتنفيذ حكم الاعدام بحق الامبراطور وعائلته، في عام 1918 ، قد توفوا جميعاً، ولم يعد أحدٌ منهم على قيد الحياة. فتم إيقاف التحقيق.
بانتظار نتائج التحليل الوراثي الذي يثبت أن هذه العظام تعود الى هذا القيصر
الكسي وماريا.. على مقربة من قبر الامبراطور
إلا أن تطورا هاماً ومفاجئا كان حصل في موضوع مقتل الامبراطور وعائلته، وكادت تغير في بعض الموازين التي كانت تحكم التحقيقات والكشف عن الملابسات وحقيقة الرفات المكتشفة، هنا وهناك.
هذا التطور المفاجئ، تمثل بإعلان السلطات الروسية في عام 2007 أن بعض الباحثين تمكن من العثور على بقايا رفات ابن الامبراطور نيكولاي الثاني، وهو ألكسي، الشهير الذي ركزت عليه السينما العالمية بتناولها لحادثة إعدام آخر أباطرة روسيا.
وأضاف الباحثون الذين تمكنوا من إيجاد بعض رفات ألكسي، أن رفات أخته ماريا، كان موجوداً أيضاً على مقربة من المكان الذي تم فيه العثور على رفات الامبراطور نيكولاي الثاني. الأمر الذي ساهم بتعقيد المسألة على المحققين المتخصصين، نظرا لصعوبة تحديد الهوية الوراثية لتلك البقايا التي كانت بعضاً من العظام البشرية.
إلا أن المحققين الروس، وبعد جهد مضن استمر قرابة أربع سنوات، أعلنوا بشكل رسمي في عام 2011 أن ماتم الكشف عنه والعثور عليه من عظام وبقايا رفات هو فعلاً للامبراطور الروسي الأخير، نيكولاي الثاني وبناته وابنه. لكن الأمر انتهى الآن، بالاستجابة لطلب بطريرك روسيا، بأن يتم فحص رفات الكسندر الثالث نفسه، لمقارنتها وراثيا برفات ابنه نيكولاي الثاني. فصدر قرار قضائي بالموافقة لبدء فحص الرفات من القبر الذي دفن فيه الأب.