أعربت الدكتورة أورسولا فون دير لاين وزيرة الدفاع الألمانية عن تهانيها لمملكة البحرين بنجاح منتدى حوار المنامة مؤكدة أن المؤتمر أعطاها فرصة قيمة لزيارة مملكة البحرين والتي اشتهرت عبر العصور بانها مهد الحضارات العديدة.

وشددت في مداخلتها في الجلسة الرابعة من حوار المنامة والتي انطلقت تحت عنوان "الصراعات والتحالفات في الشرق الاوسط" حيث ادار الجلسة المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن جون تشيبمان وتحدث فيه كل من الدكتورة أورسولا فون دير لاين وزيرة الدفاع الألمانية وخالد العبيدي وزير الدفاع العراقي.

قائلة " أنه نعم لقد كثرت النزاعات وقلت التحالفات القادرة على التحكم وبعض التحالفات الترهيبية تبدو أكثر قوة من التحالفات منوهة بأنه في أوروبا لا يقفون متفرجين على ما يجري ، فقد استهدف الاٍرهاب بلدانهم أيضا حيث انهم اصيبوا بالصدمة لرؤية الجثث علي السواحل الأوروبية وازدياد عدد اللاجئين حيث وصل عدد اللاجئين الى بلادها الى عشرة آلاف لاجئ يوميا لذا فأصبحت هذه النزاعات تخص البلدان الأوربية ايضا.

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية بانه يجب مكافحة الاٍرهاب سواء تمثل ذلك في داعش أو غيرها من جماعات إرهابية ليس على المستوى العسكري بل على المستوى الأيديولوجي ومن ثم ارساء الاستقرار في بعض البلدان مثل لبنان وسوريا وهو شرط مسبق لبلوغ المصلحة والمنفعة العامة لشعوب هذه المنطقة .

واضافت الدكتورة أورسولا فون دير لاين بأنهم ليسوا بصدد خطة محورية بل ان الجميع يعيش لحظة حازمة فأوروبا بما فيها ألمانيا تواجه ذلك بجهود ديبلوماسية عن طريق دعم المجتمعات كتونس وأفغانستان وذلك بإعطائهم ملاذا آمنا كما تعمل ألمانيا على استتباب واستقرار الأمن في العراق كما تقوم القوات الألمانية بتأمين سواحل لبنان وايضاً تقوم بتدريب القوات في صوماليا.

واضافت وزيرة الدفاع الألمانية بانه هناك خمس عشرة دولة اجتمعت في فيينا تحت مظلة الامم المتحدة منوهة بعدم كفاية ذلك بل هناك حاجة ماسة الى استراتيجية وشراكة وارادة سياسية مشتركة ومواجهة عدو واحد من خلال إبراز التضامن مع ملايين البشر ومن خلال توفير المزيد من الدعم للبلدان التي تستقبل اللاجئين مثل الاْردن ولبنان وتركيا والعمل على عودتهم سالمين الي بلدانهم مشددة على أهمية محاربة من يغذي الإرهاب عن طريق الاتحاد وتسليط الضوء على رأي واحد وهي الشراكة نحو الالتزام .

بدوره اكد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال مشاركته في الجلسة على وجود مقاربات بين العراق وسوريا ،مضيفا انه بإمعان النظر نجد ان الدولتين تعانيان تحديات مشتركة ومخاطر الانهيار والتفتت ومخاطر الارهاب وداعش ،مشيرا الى ان التاريخ لا تصنعه الانظمة بل الشعوب الحية متى ما وجدت ذاتها ،وان ادارة المصير لا تصنعها انشغالات الحال بل التدابير الجريئة والقرارات الشجاعة ،وان السكن بالتاريخ لا يبني ولا يسمن من جوع .

واشار الى ضرورة التبصر لما يجري في العراق وسوريا من احداث متداخلة وحروب ممتدة وساحة عمليات واحدة ،لافتا الى انه بسبب تداخل التهديدات والازمات اصبحنا نداري تهديد بتهديد مقبل ونطمع لرؤية ذروة الازمة على امل تسويتها ،والعلة في كل ما يجري اننا مازلنا حيارى من انتاج ذاتنا من جديد والهوية التي نسعى لصيانتها .
وقال وزير الدفاع العراقي انه من المؤسف ان القيادات في سوريا لم تستجب للرؤى العراقية والتزمت ما بدى في حينها انه مصلحة والحقيقة انه كان وهما ،وجعلت مقتربات علاقتها مع العراق لنسق اقليمي جعل من الساحة العراقية مرتعا للإرهاب والتطرف وتصدير الفتنة .

وذكر وزير الدفاع العراقي ان وحدة البناء الامني هو امتداد بالضرورة بوحدة البناء الارضي او الجغرافي واي خلل في ادراك معطياته المختلفة سيكون اشبه بلعبة الدومينو ، وتمادي حركات النصرة ثم داعش في سوريا هو ذات التمادي في العراق وذاته في ليبيا ومصر وهو ليس بعيد عن كل من يحسب خلاف ذلك .
واضاف قوله "ينبغي علينا ان نلجأ الى تبني برامج هندسة تاريخية لمجابهة داعش وجعلها اولوية تتجاوز الادارة الروتينية للأحداث فهي البديل الانجع الذي يحفظ المنطقة من تداعيات التدخل الخارجي لإدارة مشاغلها الامنية ،موضحا انه منذ يونيو 2014 والعراق وسوريا مسرح واحد لتهديد داعش الذي لم توقفه الا احداثيات السياسة الدولية على الارض ،فامتداد داعش شرقا وجنوبا اعترضته شبكة الوجود الدولي وتمدده غربا اعترضه الوجود الروسي في سوريا .

وشدد الوزير العراقي على ان زلزال داعش اذا ما انهار العراق وسوريا سيضرب المنطقة كلها ولا يمكن ان يندحر الا عسكريا في العراق وسوريا وتتبعه اليات فكرية واعلامية واقتصادية ومجتمعية ، في الدولتين او على مستوى الاقليم الشرق اوسطي ودون ذلك سيبقى الحل مجرد سراب لا رصيد له على ارض الواقع .
واشار الى ان اعتبار ما يجري في العراق وسوريا نمطا واحدا في التوصيف السياسي امر مقلق للغاية فالمعطيات السياسية بين البلدين مختلفة جدا والبناء على فرضية التهميش والاقصاء التي يتردد صداها اقليميا تجاه العراق سيدعم الجماعات الارهابية المسلحة عمليا بدلا من ان يكون حافزا للاستقرار في العراق .
واكد على ان الوضع في سوريا مقلق ولا يملك رصيدا للتوافق السياسي الداخلي من دون اسناد حقيقي اقليمي او دولي ،لافتا الى ان القضاء على داعش هي فرصة لبناء حوارات دفاعية بين جيوش المنطقة ومؤسساتها الوطنية من اجل بناء تآلفات استراتيجية اصبحت ضرورة وليست خيار.