كتبت - سلسبيل وليد:
أكد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، أن بيروت تعاني من تعنت حزب الله، داعياً الدول العربية إلى تشكيل تحالفات استراتيجية على غرار «عاصفة الحزم».
وقال المشنوق لدى مشاركته بالجلسة الختامية لـ»حوار المنامة» أمس، إن سوريا أصبحت مسرحاً للصراعات والحروب وتصفية الحسابات، لافتاً إلى أن 200 ألف مهاجر سوري يتجهون سنوياً إلى أوروبا انطلاقاً من لبنان، وأن هناك 2200 سوري بالسجون اللبنانية.
من جانبه قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالعموم البريطاني كريسبن بلانت، إن بريطانيا تبحث توسيع حجم تدخلها في سوريا، داعياً السعودية ومصر للتواصل مع تركيا وإيران لحل الأزمة السورية.
واعتبر بلانت السعودية ومصر وتركيا قوة إقليمية بوجه أي عدوان، لافتاً إلى أن الروس أنفسهم يبحثون عن حل لأزمة سوريا.
وبينما قالت السفيرة التركية لدى البحرين هاتون ديمرير، إن «تركيا تحتضن مليوني لاجئ سوريا وأوربا تتظاهر بالدعم»، أكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الجهة المنظمة للمنتدى، أن «حوار المنامة» يوجه دوماً الدعوة لوزير الخارجية الإيراني والمسؤولين الإيرانيين للمشاركة، آملاً أن يشاركوا بالنسخ المقبلة من المنتدى.
وقال المشنوق إن سوريا أصبحت مسرحاً للصراعات والحرب وتصفية الحسابات مع اقتراب الأزمة من عامها الخامس، لافتاً إلى أن روسيا سدت الفراغ الحاصل في سوريا خدمة لمصالحها.
وأكد المشنوق أن النفس السوري قصير، ما يجعل اللاعب السوري أسير من يمول عملياته العسكرية.
وأوضح أن لبنان استطاعت احتواء الحرب السورية وحالت دون امتدادها لأراضيها وحاربت الإرهاب عبر ثالوث «تحقيق التضامن الأمني، تطوير العمل الأمني، والمثابرة على تشجيع الخطاب السياسي».
وأضاف أن الحكومة نجحت في إنهاء مفاعيل الحرب الدائرة في لبنان وامتداد الصراع السياسي، مرجعاً ما تعانيه بيروت إلى تعنت حزب الله.
واعتبر المشنوق ملف اللاجئين السوريين من أكبر مشكلات لبنان حالياً، باعتبار أن 200 ألف سوري يبدأون رحلتهم إلى أوروبا سنوياً من لبنان.
وقال «رغم من الغدر اللاحق باللاجئين السوريين في لبنان إلا أنهم يستحقون الثناء، حيث إنهم لم يتسببوا في مشكلات اجتماعية»، مؤكداً وجود 2200 سجين سوري في لبنان متهمون بجرائم مختلفة.
وأضاف «نحن في صراع إقليمي لا داخلي، والحل في سوريا سياسي وكل العالم متفق حول ذلك»، مستدركاً «النظام السوري لن يقبل بالشروط إلا إذا شعر أن نظامه في دمشق يهتز».
واقترح وزير الداخلية اللبناني أن تتخلص الأنظمة العربية من سياسة العمل الأحادي وقال «نحن اليوم بحاجة إلى تحالفات استراتيجية مثل عاصفة الحزم، ومن دون هذا التحالف العسكري السياسي وكذلك التحالف الذي احتضن مصر في عهدها الجديد، تكون الجهود العربية مقسمة وبلا جدوى».
ودعا المشنوق إلى حماية قوى الاعتدال ووحدتها حتى تتمكن من هزيمة الإرهاب، واستشهد بهزيمة تنظيم القاعدة على يد قوات العشائر العراقية.
وألمح لأهمية الالتفات إلى دور بيروت وقال «يمكن أن تكون مختبراً ونموذجاً لمحاربة التطرف والإرهاب».
وأوضح أن العالم استيقظ مؤخراً وخصوصاً أوروبا من سباتها العميق، مضيفاً «بدأنا نستقبل وفوداً أوروبية، ولكن أليس من الأجدى أن يلتزموا بمزيد من الجدية لإنهاء الحرب في سوريا».
وبين المشنوق أن لا أحد يستطيع نكران وجود تركيا وإيران في المنطقه، والعلاقات العربية الإيرانية متوترة طوال 35 سنة ماضية، وتركيا دخلت حديثاً إلى دائرة الاهتمام بالقضايا العربية، بعد أن كان اهتمامها منصباً للانضام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأردف الوزير اللبناني «لابد من وحدة محلية عربية، وبعد نشؤها يمكن الانتفال للتفاوض مع تركيا أو إيران، ليس هناك دولة عربية قادرة على إيجاد التوازن المطلوب».
من جانبه قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالعموم البريطاني كريسبن بلانت «مامن قوة حالياً تحل مكان الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك إرادة محدودة من القادة للإسهام في الحلول» داعياً مصر تركيا والسعودية إلى تشكيل قوة إقليمية بالمنطقة لمواجهة أي عدوان.
وأكد أن تركيا والأردن ولبنان بحاجة فعلية للمساعدة في مسألة اللاجئين السوريين، ووضع حل جذري لمشكلة عبور آلاف اللاجئين البحر المتوسط باتجاه الدول الأوروبية.
وأضاف بلانت أن بريطانيا تبحث توسيع حجم تدخلها في سوريا دون أن يكشف عن التفاصيل، لافتاً إلى أن الكل لديه رؤية لمستقبل سوريا ولكن يجب الدخول بحوار دون شروط مسبقة.
وأثنى المسؤول البريطاني على الرأي القائل إن الروس أنفسهم يبحثون عن حل لأزمة سوريا، وقال «يحب على السعودية ومصر التواصل مع تركيا وإيران بهذه المسألة، ودون ذلك فإن كل شعوب المنطقة ستتأثر».
وقالت السفيرة التركية لدى البحرين هاتون ديمرير في مداخلة، إن بلادها تحتضن حوالي مليوني لاجىء سوري، وأن 70 ألف طفل سوري ولدوا في تركيا.
وأضافت «لا نرى أي مشاركة أوروبية في هذه الأزمة، سكان سوريا 24 مليون والدول الأوروبية تتظاهر بتقديم الدعم ولكن فعلياً يحدث العكس».
وأكدت أن تركيا بعد حرب الخليج استقبلت 500 ألف لاجىء عراقي، وبعد سقوط النظام وصل 100 ألف لاجىء كردي جديد، وكانت تركيا جزءاً من الحل.
من جانبه أكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الجهة المنظمة للمنتدى، أن منتدى «حوار المنامة» يوجه دوماً الدعوة لوزير الخارجية الإيراني والمسؤولين الإيرانيين للمشاركة، آملاً أن يشاركوا بالنسخ المقبلة من المنتدى.