شاركت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار اليوم، في افتتاح الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة تحت شعار "نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية"، وذلك في العاصمة العمانية مسقط، حيث أقر المجتمعون مدينة المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية لما تحتويه مكوناتها الحضارية والثقافية من عمق للتاريخ والإرث الإنساني، إضافة إلى تجسيدها لمقومات التنمية المستدامة والمستقبل المشرف على عمق التاريخ والأصالة.

وبهذه المناسبة قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "مملكة البحرين، بمدنها العريقة استطاعت أن تستثمر قيمها الحضارية والإنسانية لصناعة تنمية وسياحة ثقافية مستدامة، المحرق اليوم تشهد على هذا السعي الذي نراه يكبر يوما بعد يوم في موقع طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي لليونيسكو كثاني موقع للبحرين بعد موقع قلعة البحرين"، موضحة أن الموقع سيكون مكتملا عام 2018م، حين تحتفي المحرق بكونها عاصمة للثقافة الإسلامية.
كما أكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على ضرورة تعزيز الهوية الثقافية للشعوب العربية والإسلامية، مشيرة إلى دورها في بناء مجتمعات ايجابية من شأنها المشاركة في الحراك الثقافي العالمي والتعريف بالقيم الحضارية والإنسانية لأوطانها.
وقالت : "مملكة البحرين بإرثها الإنساني العريق وتاريخها الضارب في عمق التاريخ، تسعى لاستثمار تراثها في صناعة التأثير الإيجابي على الهوية الثقافية المحلية. البحرين وضمن رؤية قيادتها الحكيمة، أدركت منذ سنوات أن هذا التراث العريق الذي اكتسبته على مدى آلاف السنين، لابد من الحفاظ عليه و استثماره في تعزيز مكانة الوطن محلياً وعالمياً".
وأوضحت الشيخة مي أن هيئة البحرين للثقافة والآثار عمدت إلى ابتكار سبل فعالة من أجل إعطاء التاريخ والتراث أهمية أكبر في المجتمع البحريني، وذلك عبر إحياء المواقع التراثية العالمية، تخصيص العام الحالي للاحتفاء بالتراث تحت شعار "تراثنا ثراؤنا" واطلاق مشروع جواز عبور السياحة الثقافية لتشجيع قاطني المملكة على استكشاف إرثها وحضارتها الغنية. كما وأشارت إلى جهود الهيئة في ترسيخ البنية التحتية الثقافية وإنشاء المتاحف ومراكز زوار المواقع الأثرية، مردفة أن ذلك يتوّج بجهود مد جسور التواصل الإنساني نحو الثقافات والحضارات المختلفة وإشراك القطاع الخاص ومختلف الجهات في دعم الحراك الثقافي في المملكة عبر مشروع الاستثمار في الثقافة.
وحضر افتتاح المؤتمر وزير التراث والثقافة العماني هيثم بن طارق آل سعيد، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الايسيسكو" عبدالعزيز التويجري، ووزراء الثقافة في دول العالم الإسلامي.
وسيقوم المجتمعون في المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي يستمر حتى 4 من نوفمبر الجاري، وعبر جلساته المختلفة، بتبادل وجهات النظر حول جهود منظمة الايسيسكو الهادفة لتعزيز الحوار ما بين الثقافات والأديان المختلفة وطرح سبل تعزيز التأثير الإيجابي لبرنامج المنظمة الخاص بالعواصم الثقافية الإسلامية، إضافة إلى الوصول لتوصيات من شأنها أن ترتقي بثقافة وإنجازات الشعوب العربية والإسلامية.
كما يسعى المؤتمر إلى التعريف أكثر بالاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، انتخاب أعضاء المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامية واختيار مكان وزمان الدورة العاشرة للمؤتمر.