لم يشرع الله عز وجل الطلاق ليكون عذابا للناس، بل شرعه رحمة بهم، وتخفيفا عنهم، وهو الحل حين تستعصي الحلول، فعندما تصل الأمور بين الرجل والمرأة إلى حدٍ لا يطيق أحدها الآخر ويؤذي أحدها الآخر، ويشقى أولادهما بهذا الخلاف، فعندها يكون الانفصال خير من بقاء حياة زوجية طعمها مر ورائحتها كريهة، ليس فيها من الزواج شيء صحيح إلا ورقة عقد الزواج.. لكن الظاهرة الاجتماعية الخطيرة التي تعاني منها كثير من البيوت هي تحول “الطلاق” إلى “سيف” يشهر بوجه المرأة بسبب أومن دون سبب!! فما أن يختلف معها في أي مسألة قال: “إذا فعلت كذا فأنت طالق”، ومع شديد الأسف أن بعض الرجال يظن أنه بفعله هذا يستطيع أن يجبر المرأة على أن تفعل الذي يريده هو، والحقيقة خلاف ذلك فإن أكثر من يسأل عن الطلاق المعلق يقول مثلا: “إذا خرجتِ فأنت طالق”، ثم خرجت!! وآخر يقول: “إذا رحتِ بيت أهلك أو بيت فلانة مثلا فأنتِ طالق”، ثم ذهبت!! فالقضية ليست أنها تخاف من الطلاق أم لا تخاف، القضية الحقيقة هي هل تحترم رغبة الزوج وأمره أم لا، فالطاعة الحقيقية هي الناتجة عن المحبة والاحترام بين الزوجين، وليست تلك التي تنتج عن التهديد بالطلاق أو الوعيد بالويل والثبور وعظائم الأمور. ومن مصائب جعل الطلاق سيفاً مشرعاً بوجه الزوجة، أن بعض الأزواج الذين يتبعون مذهب الجمهور القائلين بوقوع الطلاق المعلق، ثم يصدر منه هذا التهديد بالطلاق عشرات المرات وفي كل مرة تفعل المرأة عكس ما يطلبه الزوج، فهذا من اللعب في الدين بل قد يعيش مع امرأة لا تحل له! فالطلاق لم يشرع ليلعب به، والسعيد من جنب نفسه هذا الأمر الخطير. ودمتم على طريق السعادة..
970x90
{{ article.article_title }}
970x90